آثار التنمر على الأطفال وكيفية مساعدة الطفل للحد منها

أكتوبر 28, 2022 | تحديات على الدرب, دروب الحياة | 0 تعليقات

آثار التنمر على الأطفال وكيفية مساعدة الطفل للحد منها

شارك القصة


آثار التنمر على الأطفال وكيفية مساعدة الطفل للحد منها

السلوك العدواني اللفظي أو الجسدي الذي قد يمارس تجاه أطفالنا في المدرسة أو ما يسمى بالتنمر يعتبر من أكثر السلوكيات السيئة انتشاراً وربما ازداد انتشار التنمر بكل أشكاله بعد التطور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي وتراجع القيم والأخلاق وانعدام التربية في الكثير من المجتمعات، ونحن كأهل قد لا نهتم أحياناً لتأثير التنمر على الأطفال لأننا كبالغين نكون أكثر مرونة في التعامل مع المواقف المشابهة إلا أنّ الأطفال لا يمتلكون القدرة على تخطي التنمر المستمر الذي يتعرضون له مما يترك لديهم الكثير من الآثار السيئة المتنوعة.

بعض الآثار الأكثر ضرراً للتنمر على الأطفال:

التأثيرات الاجتماعية للتنمر

عندما يكون الطفل أو المراهق هدفاً للتنمر المستمر فقد يواجه مشكلة في تكوين علاقات صحية بما في ذلك الصداقات الأساسية.

لأنّ التنمر يؤثر على احترامه لذاته فعندما يتعرض الطفل للتنمر قد يبدأ في تصديق الأشياء التي تُقال عنه ويَعتقد أنه لا يستحق أن يكون لديه أصدقاء أو أشخاص يهتمون به. فالعديد من الأطفال الذين يتعرضون للتنمر المستمر يواجهون صعوبة في تكوين العلاقات في وقت لاحق من حياتهم وقد يتجنبون التفاعل مع الآخرين حيث يؤثر الشعور بعدم الثقة أو لوم الذات على علاقاتهم.

التأثيرات العاطفية

عاطفياً يمكن أن يثير التنمر مجموعة متنوعة من المشاعر فقد يشعر الطفل الذي يتعرض للتنمر بالغضب والاستياء والإحباط والوحدة ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الاكتئاب ومشاكل أخرى في المستقبل.

تأثيرالتنمر على الصحة العقلية

وفقاً لبعض الدراسات فإنّ حوالي 20٪ من الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر وهم أطفال يحتاجون في نهاية المطاف إلى علاج طبي لمشاكل الصحة العقلية كشباب بالغ أو مراهق.

وقد احتاج 23٪ من الأطفال الذين تعرضوا للتنمر بشكل متكرر للعلاج من مشكلة نفسية قبل سن الثلاثين. أظهرت إحدى الدراسات أنّ حوالي 31٪ من الأطفال الذين تعرضوا للتنمر والتخويف فيما بعد كان لديهم أعلى معدلات من الاكتئاب والقلق والفصام وتعاطي المخدرات.

التأثيرات الجسدية للتنمر على الأطفال

يمكن أن تحدث العديد من الآثار الجسدية للتنمر على الرغم من أنه ليس تنمراً جسدياً، فقد يؤدي التنمر إلى التوتر والقلق ويمكن أن يتسبب ذلك في مشاكل صحية خطيرة، على سبيل المثال من المرجح أن يعاني الأطفال القلقون من بعض المشكلات الصحية مثل القرحة والصداع وآلام المعدة.

ويمكن أن يؤدي التنمر إلى تغييرات في عادات الأكل والنوم والتي قد تسبب مشاكل جسدية أيضاً.

التأثيرات الأكاديمية للتنمر

عندما يتم التنمر على طفل ما من المحتمل أن يؤثّر ذلك على تحصيله المدرسي فقد يحصّل الأطفال الذين يتعرضون للتنمر على درجات أقل ومعدل تراكمي أقل في الاختبارات، وقد يُظهرون أيضاً معدلات مشاركة أقل في مختلف النشاطات في المدرسة.

وقد يكون تراجع الأداء المدرسي وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة من أولى العلامات للمدرسين وأولياء الأمور التي تحذر من تعرض الطفل للتنمر.

الآثار العائلية للتنمر على الأطفال

عندما يتعرض الطفل للتنمر يؤثر ذلك على أسرته والأشخاص الذين يهتمون به، فقد يصاب الأهل بالقلق أو الاكتئاب عند عدم قدرتهم على مساعدة أطفالهم أو قد يشعرون بالعجز وأحياناً يصبح آباء الأطفال الذين يتعرضون للتنمر مهووسين بمحاولة مساعدة أطفالهم مما يؤثر على صحتهم العقلية والبدنية. وفي الكثير من الأحيان عندما يتعرض الطفل للتنمر يبدأ بالتنمر على إخوته وأهله في المنزل.

كيف يمكنك مساعدة طفلك على التعامل مع آثار التنمر:

آثار التنمر على الأطفال وكيفية مساعدة الطفل للحد منها

1- الاستماع للطفل بجدية

إذا أخبرك طفلك أنه يتعرض للتنمر فيجب أن تستمع إليه بهدوء ودون إصدار أحكام يجب أن تمنحه الراحة والمساعدة فالكثير من الأطفال الذين يتعرضون للتنمر يكونون خائفين والبعض منهم يشعر بالخجل من إخبار والديهم بأنهم يتعرضون للتنمر.

2- شرح وإيضاح ما يحدث خلال عملية التنمر على الأطفال وبعدها

يظن معظم الأطفال الذين يتعرضون للتنمر أنهم السبب فيما يحدث معهم يجب أن يفهم الطفل أنّ المتنمر هو المخطئ وليس هو، ومن المهم جداً أن يقتنع الطفل بضرورة إخبارك بكل ما يتعرض له ويحدث معه لتتمكن من مد يد العون له ومساعدته على تخطي المشكلات.

3- منح الطفل أكبر قدر من الطمأنينة والشعور بالأمان

يجب أن يعرف الطفل أنك فهمت مشكلته جيداً وأنك داعم له وستقف إلى جانبه وتساعده على تجاوزها ويجب أن يكون حديثك معه مصدراً للهدوء والراحة والثقة. 

وأخيراً علينا الاهتمام المستمر بالصحة النفسية بالإضافة للصحة الجسدية لأطفالنا وحمايتهم من آثار التنمر وغيره من السلوكيات المضرة بهم حتى نتمكن من تكوين شباب قادرين على العيش باستقرار وأمان يعرفون كيف يتجاوزون المصاعب ويحلّون المشاكل التي قد تعترضهم خلال حياتهم بعيداً عنا.

إقرأ أيضاً: ما هو التنمر؟ و4 نصائح هامّة لحماية الطّفل من التنمر

إقرأ أيضاً: سبع نصائح لتربية طفل شجاع وقادر على الدفاع عن نفسه

إقرأ أيضاً: الخوف عند الأطفال، أسبابه وطرق الحد منه


0 تعليق

إرسال تعليق