سبعة أخطاء تربوية يرتكبها الآباء في تربية أطفالهم

أبريل 8, 2022 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

7 أخطاء تربوية يرتكبها الآباء في تربية أطفالهم (1)

شارك القصة


7 أخطاء تربوية يرتكبها الآباء في تربية أطفالهم

ليسَ سرِّاً أنَّ مهمَّة الآباء في تربية أطفالهم واحدة من أصعب الوظائف وأكثرَها حساسيَّة، فتربية طفلك البرعُم تحتاج منك أن تسقيه الكثير من اهتمامك ورعايتك الفائقة كي يُزهِر ويفوح عبقه طيّباً في روض هذه الحياة، ولأنَّ الحياة ليست ورديّة كما يتصوّرها الأطفال فلابدّ أنْ نجهّزهم أيضاً بشكل جيّد ونقدِّم لهم العَتاد اللّازم من عقليّة وأفكار صحيّة، سمات محمودة، سلوكيّات قويمة ومهارات أساسيّة لنبني فيهم شخصاً مرِناً، شُجاعاً، وقادراً على مواجهة مصاعب الحياة المُختلفة وكافّة تحدِّياتها بشكل سليم وآمن، على الرَّغم من حرص الآباء على اتّباع الطّرق والأساليب التّربوية التي يرَونها مُناسبة لأطفالهم، ولأنَّ التّربية بمفهومها العام ليست قواعد وتعليمات مُحدّدة تُناسب الجميع مع اختلاف خصوصيّة كل عائلة وطفل، ولكن سنفتح باب النّقاش واسعاً لنتشارك في هذا المقال أبرز سبعة أخطاء تربوية يرتكبها الآباء عادةً في تربية أطفالهم، فليسَ شرطاً أنّك ترتكب جميع تلك الأخطاء بالفعل في تربيتك لطفلك، فالجميع يُخطئ بشكل مُتفاوت ومُختلف ولكن الأهم أنْ نتعلم من أخطائنا ومن أخطاء الآخرين!

7 أخطاء يرتكبها الآباء في تربية أطفالهم

7	أخطاء تربوية يرتكبها الآباء في تربية أطفالهم

أخطاء تربوية 1: عدم اتّباع القواعد الّتي نفرضُها على أطفالنا

قد يكون لديك أفضل النّصائح والإرشادات الّتي تنقلها لأطفالك كنصيحة هامّة حول كيفيّة تعامل طفلك مع الآخرين بلطف وإحسان، أو اقتراحات حول كيفيّة التصرّف عند مواجهة مُشكلةٍ ما، أو مُناشدات حثيثة بالابتعاد عن السّجائر وعن تناول الطّعام غير الصّحي، ولكن لن تكون تلك النّصائح والتّعليمات بتلك الفائدة الّتي ترجوها إذا لم يراها طفلك في تصرّفاتك وسلوكيّاتك، فإقناع طفلك بالأمور الصّحيّة والجيّدة لن تُؤتي أكلُها بمجرّد مطالبته بالقيام بها، فمنَ الأفضل أن تكون جليّة بشكل واضح في سلوكك الظّاهر لأطفالك، فقناعات أطفالنا تُبنى عادةً مما يرَوننا نفعله أكثر ممّا نقوله لهم.

يميل الأطفال دائماً إلى عكس سلوك آبائهم أكثر ممَّا يستمعون إلى ما يخبرونهم به، فإذا أردَّت لأبنائك أن ينخرطوا في سلوكيّات صحيّة، مثل معاملة الآخرين بلطف، احرصْ على أنْ تريَهم ذلك اللُّطف في طرق تعاملك أنت مع الآخرين، وإذا أردّت أنْ توضّح لهم سوء اتّباع العادات غير الصّحيّة كالتّدخين وشرب الكحول أو تناول الحلوى بإسراف فمنَ الأفضل أنْ لا يروك تُشعل سيجارة مع كأس نبيذ وأمامك طبق كبير من الحلويّات!

أخطاء تربوية 2: حماية الطِّفل من عواقب أفعاله ومعالجة مُشكلاته بدلاً عنه

العامل الّذي يلعب الدّورَ الأهم في نموّ شخصيّة الطِّفل وتطوير عقليّة صحيّة لديه هو تعلّمه أنَّ الأفعال والسّلوكيات لها عواقب، يتعلّم الطّفل أنْ يميّز طرق تصرّفه الخاطئة من الصّحيحة عندما يكون لتلك التّصرفات تأثير سلبي على الآخرين، أو يؤدّي إلى نتائج غير مرغوبة من قبل الطّفل وهذا ما يُدعى بالعواقب، ولكن في كثير من الأحيان يخوض الآباء المعركة بدلاً عن أطفالهم ولكي نكون مُنصفين، فإنَّ الشّعور الأبوي الصّادق من خوف أو قلق على الطّفل هو ما يدفعهم للسّعي من أجل حماية أطفالهم فيتعاملون مع العواقب بأنفسهم أو يجدون طرق لمُساعدة أطفالهم على تفادي مواجهتها.

يكبر الأطفال ليصبحوا بالغين ومنَ المهمّ أن يتعلّموا مُبكراً أنّ هناك عواقب لاختياراتهم وقراراتهم، يرغب معظم الآباء في أن يكبُر أطفالهم ليصبحوا بالغين مُستقلّين ومعتمدين على أنفسهم، ولكن هذا لن يحدث إلّا إذا أعطى الآباء لأطفالهم المجال لمواجهة عواقب أفعالهم بأنفسهم، فإذا قام طفلك بضرب زميله في المدرسة، بدلاً من أن تهرع مُسرعاً لحمايته من توبيخ المُعلّم، عليك أن تمنحهُ الفرصة لمعرفة عاقبة ما قام بفعله.

أخطاء تربوية 3: عدم مُحاسبة الطّفل على أخطائه

عندما تتجاهل أخطاء طفلك ولا تُعير بالاً لسلوكيّاته وتصرّفاته السّيئة مدارةً لطفل صغير لا يدرك سوءَ أفعاله أو حفاظاً على مشاعر طفلك!، تكون بذلك تؤسّس وتبني لعقليّة غير صحيّة لدى طفلك وتحدّ من قدرة طفلك على التطوّر، فبقدر أهميّة ارتكاب الطّفل للأخطاء كي تكون منطلقاً للتعلّم والتطوّر، فإن ذلك التعلّم والتطوّر لن يكون موجوداً في حال لم يدرك طفلك أنَّ ما يفعله هو سلوكٌ خاطئ!

عندما تُشاهد طفلك الصّغير يتعامل مع أحد جدّيه بأسلوب غير مؤدّب فعلاً أو كلاماً، فتضحك ساخراً على سلوكه كمشهد يُثير فيكَ الدُّعابة والضَّحك، سيأتي الوقت الّذي يعاملك طفلك بنفس ذلك الأسلوب وحينها حتماً لن تضحك!

نحنُ كآباء المسؤولُ المُباشر والوحيد عن تقويم سلوكيّات أطفالنا بطُرق مُحاسبة صحيّة وإيجابيّة، وما يصدر عن أطفالنا من أخطاء مُستقبلاً سببُه تقصيرنا في تصحيح تلك الأخطاء في الماضي، فحين يُعامل طفلك أحد جدّيه بطريقة غير مؤدّبة من الأفضل ألّا توفّر جهداً في محاسبة طفلك بأسلوب مناسب وصحّي، كأخذه جانباً ومحاولة توعيته أنَّ سلوكه كان سيّئاً وغير مقبول.

أخطاء تربوية 4: محاولة الآباء لتحقيق أحلامهم في خلال أطفالهم

يريد الآباء دوماً ما هو الأفضل لأطفالهم، لكن في بعض الأحيان قد يفتقدون لمنظور صحيح وصحّي لحقيقة أنَّ ما تعنيه كلمة “أفضل”، فهل الأفضل بالنسبة لهم هو الأفضل بالنسبة لأطفالهم؟!

سواءً كان الأمر يتعلَّق بالطّموحات المهنيّة والعمليّة أو الأنشطة الرّياضيّة أو حتى التّفاعلات الاجتماعيّة، يمكن للوالدين دفع أطفالهم للقيام بالأشياء الّتي كانوا يرغبون بفعلها في شبابهم ولم يستطيعوا، بدلاً من ترك مساحة خاصّة لأطفالهم لمعرفة رغباتهم الفرديّة.

"غالباً ما نبدأ في التّفكير في أطفالنا على أنَّهم فرصتنا الثّانية للنّجاح في تحقيق أهدافنا"

سعينا لتشجيع أطفالنا كي يحقّقوا طموحاتنا الّتي لم نستطع تحقيقها في الماضي يشعر الأطفال بالضَّياع بين ما يرغبون في القيام به وما يريد آباؤهم منهم أن يفعلوه، عندما تريد أن تقدّم لطفلك نصيحة حول اتّخاذ خيارات الحياة، فقط تحقّقْ مع نفسك للتّأكد من أنّك لا تدفعهُ نحو خياراتك بل ضعْ رغباتك جانباً وشّجع طفلك بعد أن تنظر لما يرغب هو بالقيام به.

فإذا لم تحقّق حلمك في أن تصبح طبيباً هذا لا يعطيك الحقّ في أن تفرض دراسة الطُّب على طفلك الَّذي يطمح لأن يكون رسَّاماً ماهراً، وإذا كان طفلك يفضّل السّباحة، لا تفرضْ عليه أن يلعب كرة القدم لمجرّد أنَّها رياضتك المفضّلة!

أخطاء تربوية 5: إعطاء طفلك تسمية سلبيَّة

من أسوأ الأساليب التربويَّة التي يمكن أن يقوم بها الآباء مع أطفالهم هي نعت الطّفل بصفة بنّاء على سلوك سلبي أو فعل خاطئ يكرّره الطّفل باستمرار، فتلك التّسمية السّلبية قد تنغرس في نفس الطفل كجزء من شخصيّته يحملها معه لبقية حياته!

الأطفال يتلقطون بعناية ما يقوله آبائهم ويستوعبون بشكل كبير ما يُقال لهم عن أنفسهم، فما يقوله الآباء يصبح نموذجاً داخليّاً يحدّد ماهيّة الطّفل وهُويّته المستقبليّة فكلمات الآباء الّتي يسمعها أطفالهم باستمرار سيبقى صداها يتردَّد داخل رؤوسهم طوال حياتهم غالباً. حين يجد طفلك صعوبة في القيام بترتيب سريره أو توضيب ملابسه وغالباً ما تبدو غرفته غير مرتّبة فإنَّ نعته “بالطفل الفوضوي” أو “تامر الفوضوي” بشكل مُستمر، سيبقى ذلك الوصف عالقاً في ذهنه وستنعدم لديه الرَّغبة في الخروج من ذلك الوصف من خلال تعلَم مهارات التَّرتيب، ولأنَّ المهارات المُختلفة لا يمكن اعتبارها  فطريّة تأتي مع الطّفل عن ولادته يمكنك تدريب طفلك على تعلّم تلك المهارات من خلال إشراكه في إنجاز بعض الأعمال المنزليّة المُختلفة باستمرار، وهذا بالطبع ينسحب على النماذج الأسوأ من إطلاق الألقاب السّلبية على الطّفل.

أخطاء تربويّة 6: دفع الطفل ليكون مثاليّاً

لاشكّ أنَّ الآباء الذين يتوقَّعون الكمالَ من أطفالهم سيصابون بخيبة أمل كبيرة، فلا يمكن لطفلك أن يكون مثاليَّاً!، وهذا ببساطة ليس هدفاً واقعياً، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ القيام بذلك يمكن أن يتسبّب في إدخال الطّفل في دوامة من الإحباط والقلق، مما يدفعهُ لتجنُّب القيام بأيّ مغامرات أو تجارب جديدة مُستقبلاً لأنَّ طفلك سيبني اعتقاداً خاطئاً يتمثّل بأنَّ ارتكاب أيّ خطأ يعني الفشل الذّريع والنّهائي ما يزيد من شعوره بالخذلان وينمّي رغبته بالاستسلام وعدم المحاولة من جديد.

حين تتوقّع من طفلك نتائج كاملة في جميع اختبارات الفصل الدّراسيّة أو أداءً مثاليَّاً لا تشوبه الأخطاء فهذا يعني أنّك تدفعه بيديك لمنحدر خطير من انعدام احترام الذّات وقلّة الثّقة بالنّفس، فبدلاً من أن تحذّر طفلك من أنَّ حصولَه على أيِّ علامة تقدير في الاختبار غير العلامة الكاملة سيعرّضه للمُحاسبة!، احرصْ على التَّعامل بأسلوب أكثر إيجابيَّة من خلال بناء عقليَّة مرنة لدى طفلك بحيث ينظر إلى الأخطاء على أنّها فرص هامّة للنموّ والتطوّر.

أخطاء تربويّة 7: استخدام التّكنولوجيا أثناء قضاء الوقت مع طفلك

تُعدّ التّكنولوجيا جزءاً أساسيَّاً من حياتنا، بدءاً من تزويدنا بالتَّرفيه إلى مساعدتنا في التَّعامل مع المهامّ اليوميَّة، لكن في الكثير من الأحيان، يمكن للآباء أن يسمحوا للتكنولوجيا بالسَّيطرة والتّحكُّم حتّى في الوقت الذي يقضوه مع أطفالهم. نريد جميعاً بعض الوقت للرَّاحة كمُشاهدة فيلم، الاطّلاع على آخر الأخبار أو ببساطة التّصفح بلا تفكير على أجهزتنا الذَّكية، ولكن عندما يتعلّق الأمر بقضاء الوقت مع أطفالك، اتركْ التكنولوجيا بعيداً واجعلْ وقتك مع طفلك أكثر مُتعة وفائدة، اصنعْ ذكريات مع أطفالك من خلال قضاء وقت مُسلّي ومُفيد معهم من خلال القيام بأنشطة مُختلفة كقراءة قصّة سويّاً، اللّعب بالكرة، أو التحدّث والتّواصل وتبادل الأفكار معهم … ،فطفلك لن يتذكر كيف انتهى فلمك الذي كنت تشاهده ولن يعنيه أحدث هاتف حصلتَ عليه، سيتذّكرون فقط المُتعة الَّتي شعروا بها عندما أمضَوا وقتاً مُسليّاً معك.

إقرأ أيضاً: كيفَ تُربّي طفل صادق؟ 6 استراتيجيّات لتعزيز سمة الصّدق لدى الأطفال

إقرأ أيضاً: السّعي نحوَ المثالية: و 4 طُرق للتّعامل مع الطّفل الّذي يسعى نحوَ الكمال

إقرأ أيضاً: 4 عادات يتّبعها التّلاميذ المُتفوقين دراسيّاً! كيفَ تُساعد طفلك على التّميُّز في المدرسة؟

هل أعجبك المقال وترى أنّه مُفيداً؟

ما هي الأخطاء الّتي تراها الأكثر شيوعاً في تربية الطّفل؟

وهل يمكنك استنتاج الآثار السّلبية على عقليّة الطّفل وشخصيّته الّتي قد تنتج عن تلك الأخطاء؟

إذا أعجبك المقال، لا تتوانَ عن مشاركته مع الأصدقاء لتعمّ الفائدة على الجّميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق