أهمية اللعب للأطفال و 8 من الألعاب التعليمية الهامة التي تساعد الطفل على النمو والتطور

أكتوبر 2, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

الألعاب التعليمية تساعد الطفل على النمو والتطور

شارك القصة


أهمية اللعب للأطفال و 8 من الألعاب التعليمية الهامة التي تساعد الطفل على النمو والتطور

لسوء الحظ، الكثير من الآباء لا يُولوا اهتماماً كافياً لإعطاء أطفالهم الوقت من أجل اللّعب وأخذ قسطاً من الراحة لإعادة تهيئتهم من جديد للانطلاق بروح مُفعمة بالنشاط، فغالباً ما يكون الأطفال عالقين في فصول دراسيّة مُغلقة ويطلب منهم البقاء ساكنين لساعات. عندما يتعلّم الأطفال من خلال ممارسة الألعاب التعليمية، أو يحصلون على فرصة لإراحة أدمغتهم بشكل متكرر، فذلك يحسّن سلوكهم أيضاً، مما يؤدي إلى تقليل الضغط النفسي والتوتر في الفصل الدراسي وزيادة التركيز والنشاط الفكري وحب المشاركة. يفهم الطلاب أيضاً على مستوى أعمق عندما يتعلّمون من خلال اللعب، ما يعزّز لديهم الذاكرة التصويرية من خلال إشراك كافة حواسهم في تلقّي المعلومة بدلاً من تلقيها بالتلقين الذي يقيّد الذاكرة ويحجّم مقدرة الطفل على الاستيعاب والمُحاكمة العقلية، بالإضافة إلى أن ممارسة الحركة البدنية في عمليّة التعلّم حيثُ تجعل الطفل أكثر سعادة ورضى من العملية التعليمية.

ثمان من الألعاب التعليمية المختلفة والمتنوّعة التي تساعد الطفل على التعلّم والاستمتاع في آن:

ثمان ألعاب تعليمية مختلفة ومتنوّعة تساعد الطفل على التعلّم والاستمتاع في آن

1- صنع الأشكال بالمعجون

صنع الأشكال بالمعجون ألعاب تعليمية

تناسب هذه اللعبة الأطفال الأصغر سناً (من سنة وحتى ست سنوات) في تعزيز عملية التعلّم وتنشيط الجانب الإبداعي للطفل من خلال تعزيز مهارات التعبير لديه، حيث يعتبر اللعب بالمعجون من خلال صنع الأشكال المختلفة من الألعاب التعليمية المحببة والمفضّلة لدى الأطفال ونشاطاً ممتعاً ومفيداً لهم، والذي يسهم بشكل كبير في تعليم الأطفال الصغار أشكال متنوعة كالحيوانات والنباتات والألوان والأشكال الهندسية وبعض أغراض الصف … حيث يساعد الطفل على التعلّم والمعرفة مع إضفاء طابع من المرح والتسلية.

يعتبر اللّعب بالمعجون من الوسائل التعليمية الهامة في تعزيز مهارات الطفل الحسية والحركية والإدراكية من خلال تنشيط عمل حواس الطفل بالتناغم مع حركة اليدين في عملية صياغة الأشكال المختلفة، بالإضافة لتنشيط الجانب الإبداعي في الابتكار وإيجاد الحلول. وفي حال تشارك طفلك في صنع الأشكال بالمعجون مع أصدقائه، فسيمنح ذلك طفلك الصغير فرصة هامّة في تعزيز مهاراته في التّشارك والتّواصل.

2- اللّعب بالمكعّبات

اللعب بالمكعبات

تعتبر لعبة المكعبات لعبة مثالية للأطفال بفئات عمرية صغيرة (من سنة وحتى ست سنوات) في دعم وإثراء عملية التعلّم، فمن خلال هذه اللعبة يتم تنمية عدة مهارات لدى الطفل وتعزيز الجوانب الفكرية والإبداعية لديه، بدءاً من تعزيز النمو الفكري والإدراكي لمفاهيم متعددة كتوازن المكعبات ومعنى الجاذبية بحسب وزن المكعّب الواحد، بالإضافة إلى مساعدة الطفل على التعرّف بشكل عملي على بعض الأشكال الهندسية.

كما تثير هذه اللعبة الجانب الحماسي للطفل والجانب الإبداعي في إظهار مهاراته في بناء الأشكال المتعددة باستخدام المكعبات، بالإضافة إلى تعزيز المهارات الاجتماعية وتنميتها لدى الطفل من خلال مشاركة اللعب مع الأطفال الآخرين وبث روح التعاون فيما بينهم.

من جهة أخرى، فإن اللعب بالمكعبات يسهم في تنمية مهارات اللغة لدى الطفل بالإضافة إلى صقل مهاراته الحركية في قدرته على التحكّم بيديه لا سيما أثناء بناء الأشكال الكبيرة باستخدام المكعبات ووضع تلك المكعبات في مكانها الصحيح، كما يحسّن اللعب بالمكعبات مهارات الطفل في حل المشكلات وإدراك أهمية الوقوع في الفشل كسبيل للوصول إلى النجاح، فحين يحاول طفلك إنشاء منزل مثلاً باستخدام المكعبات، لاشكّ أنه سيخفق عدة مرات قبل الوصول إلى محاولته الناجحة!

3- اللّعب بالرّمل

اللّعب بالرّمل

توبّخ الكثير من الأمهات أطفالها في حال أرادوا اللعب بالتُّراب في حديقة المنزل لصنع خندق صغير حيث لا تدرك الأمهات أهمية منح الطفل حرية اللّعب بالرمل في تعزيز مهارات الشعور والتشكيل والبناء وتحسين قدراته التخيلية في الإبداع، حيث يستخدم الطفل حواسه المختلفة أثناء اللعب وبالتالي ينشّط قدرات تلك الحواس على التناغم فيما بينها وتعزيز مهارات التعلّم والإدراك، بالإضافة لتطوير المهارات الاجتماعية من خلال تشارك الأطفال في اللعب والتواصل وحل المشكلات، كما يساعد اللعب بالرمل الطفل على تعلّم الكتابة والقراءة بشكل مفيد وممتع في نفس الوقت! يميل الطفل الأصغر سناً (من سنة وحتى ست سنوات) إلى اللعب في الرمل، ويمكن الأبوين استغلال ذلك بشكل إيجابي في تنشيط الجانب الإبداعي والحسّي لدى طفلهم، مع الأخذ بعين الاعتبار إشراف ومراقبة الأبوين للطفل أثناء اللعب بالرمل.

3- الرّسم والتّلوين يعتبر من الألعاب التعليمية المهمة

الرسم والتلوين ألعاب تعليمية

تحفيز الطفل على تنمية الجانب التخيلي والإبداعي في التعلّم، تعزيز مقدرات الطفل على التركيز والملاحظة، زيادة ثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته، بالإضافة إلى تحسين الحالة النفسيّة للطفل وتعزيز النمو الاستكشافي لديه … كل تلك الفوائد قد يكتسبها الطفل في حال قام الأبوين بتشجيع أطفالهم على التعلم من خلال الرسم والتلوين.

يساعد الرسم الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية في تطوير المهارات الحركية كالتنسيق بين حركة اليدين وحركة العين بالإضافة إلى تحسين الخط من خلال رسم الأحرف والأرقام بشكل صحيح، كما يساعد الرسم بالألوان على تعرّف الطفل على الألوان والقدرة على تمييزها ونقل الواقع إلى مشهد مرسوم بالألوان، و يساعد الرسم على تعزيز قدرة الطفل على المحاكمة العقلية والتمييز، كما يكشف الرسم عن أي مشاكل نفسية تواجه الطفل من خلال التعبير عنها بالرسومات التي عادةً ما تعبّر عن الجوانب التي تأخذ حيّزاً من تفكير الطفل سواء كانت جوانب سلبية أم إيجابية، كمشاعر القلق من الاختبار، مخاوف الطفل من الابتعاد عن أبويه، أو اهتمام الطفل بالرياضة أو الموسيقى أو شغفه في اكتشاف الطبيعة … بالإضافة إلى أهمية الرسم كنشاط اجتماعي يعزّز مهارات التشارك والتواصل من خلال المشاركة في الرسم واختيار الألوان المناسبة وتشارك الاهتمامات بين الأطفال. بالنسبة للأطفال الذين يمتلكون الموهبة في الرسم، فإن تشجيعهم على تطوير تلك الموهبة سيفتح لهم الباب واسعاً لتطوير مقدراتهم الإبداعية وتحسين الصحة النفسية وزيادة الاندفاع والإقبال على التعلّم وإغناء المعرفة.

5- النّشاطات الرّياضيّة

لا تقتصر فوائد النشاطات الرياضية والبدنية على الأطفال في تحسين الصحة الجسدية والنفسية للطفل فحسب، بل تفتح المجال لتعزيز مهاراته في التعلّم والاستكشاف وصولاً إلى الإبداع والتميّز. إن مواظبة الأطفال على ممارسة التمرينات الرياضية المختلفة يساعدهم في زيادة تدفّق الدم والأكسجين إلى أدمغتهم، وبالتالي يعزز لديهم مهارات إدراكية واستيعابية، ويسهم في تنشيط وتقوية الذاكرة الفتية التي يملكونها، بالإضافة إلى الحد من مشاعر التوتر والقلق تجاه الاختبارات، وتعزيز عقلية نمو مرنة لفهم وإدراك حالات النجاح والفشل بشكل إيجابي، وبالتالي تحسين قدرتهم على تلقّي المعلومات بشكل جيد وتنشيط الجانب الإبداعي والمحاكمة العقلية، وزيادة حماس الطفل واندفاعه نحو التعلم وإثراء المعرفة.

إن الرياضة بمختلف أنشطتها (السباحة، كرة القدم، الجري …) تسهم بشكل فعّال في زيادة وتحسين التحصيل الدراسي عند الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية، حيث تبيّن أن طلاب المدارس الذين يواظبون على ممارسة نوع أو أكثر من الأنشطة البدنية يحصلون على معدلات مرتفعة في تقديراتهم المدرسية. يمكنك الرجوع إلى مقال أهمية النشاطات الرياضة للأطفال: 5 أسباب توضح أهميّة الرّياضة في حياة الطفل.

6- الرّقص والغناء يعتبر من الألعاب التعليمية الهامة

الرّقص والغناء

قم بتشغيل بعض الأغاني المفضّلة بالنسبة لطفلك وشاركه بمرح وابتسامة في ترديد الأغنية وأداء الرّقصات المُسليّة، هذه طريقة رائعة أخرى لأخذ استراحة ذهنية، وتحسين الحالة المزاجية لطفلك من خلال تفريغ المشاعر السلبية لدى طفلك وزيادة تحفيزه للإقبال على التعلّم بروح مفعمة بالحيوية والنشاط والإيجابية.

تسهم ممارسة الطفل للغناء والرقص في اكتسابه المرونة وتحد من تقييده وتجعله أكثر نشاط وحيوية، وتهيّئه للإقبال على المدرسة بكل حماس وسعادة، ونقل تلك المرونة والحيوية إلى عقليته وتفكيره تجاه التعلّم وبالتالي زيادة تحصيله الدراسي والمعرفي، بالإضافة إلى أن تشارُك طفلك مع أصدقائه في الرقص والغناء يعزز لديه مهاراته الاجتماعية ويجعله أكثر تلقائية في التواصل المريح والمرن مع الآخرين، وينمّي مقدراته على التعبير عن نفسه وزيادة ثقته وتقديره لذاته.

يمكن أيضاً أن يكون الرقص والغناء استراتيجية فعّالة لتعليم الأطفال الأصغر سناً وإضفاء طابع المرح أثناء عملية التدريس في المنزل أو الصف، فإنشاء أنشودة عن الأحرف والأرقام، ترديد أغنية الحواس الخمسة، أو تأدية مجموعة من الرقصات التي تعبّر عن حركات الحيوانات كرفرفة الطير أو حركة سباحة السمكة … كل تلك الأفكار هي منهجاً تعليمياً بحد ذاته واسلوب فعّال في تعليم الأطفال.

7- الألعاب التعليمية الالكترونيّة

على الرغم من تخوّف الأبوين من التأثير السلبي للألعاب الالكترونية على أطفالهم، إلّا أنّ هذا النوع من الألعاب سيكون وسيلة ناجحة ومثالية في تعليم الأطفال إذا تمت إدارتها والإشراف عليها بوعي من قبل الأبوين من خلال إدارة الوقت واختيار اللعبة المناسبة لعمر الطفل.

تنمّي الألعاب الالكترونية مقدرات الطفل الذّهنية ومهاراته اللّغوية وتسهم في تعزيز التفكير الإيجابي والصّحي لديه، تُعلّمه مفهوم الالتزام من خلاله التزامه بقوانين اللّعب، ومعنى التنافس الإيجابي والصحي، بالإضافة إلى تعزيز مهارات الطفل الاجتماعية من خلال تشارك الطفل اللعب بالألعاب الالكترونية مع الأطفال الآخرين.

تُساعد أيضاً الألعاب الالكترونية في تحسين المهارات الحسيّة والحركيّة لدى الطفل من خلال تنشيط مقدراته على التنسيق بين تحريك اليدين وإدارة حاستي السّمع والبصر والتواصل مع اللاعبين الآخرين وبالتالي إنجاز أكثر من مهمّة في وقت واحد.

بالنسبة للأطفال الأصغر سنّاً، فإن الألعاب الالكترونية التي تتناسب مع فئتهم العمرية تسهم بشكل فعّال في تعليمهم عدة مهارات كالكتابة والقراءة وغيرها الكثير من المهارات المعرفية من خلال إضفاء طابع المرح والتسليّة على عمليّة التعلّم.

8- ألعاب الذّكاء

الشطرنج ألعاب الذكاء ضمن الألعاب التعليمية

تتعدّد فوائد ألعاب الذكاء بالنسبة للأطفال بمختلف فئاتهم العمرية، فهذا النوع من الألعاب التعليمية لا يقتصر على الأطفال الأكبر سنّاً، بل يشمل جميع الأطفال مع الأخذ بعين الاعتبار حسن اختيار اللعبة المناسبة بحسب عمر الطفل ومقدراته الذهنيّة.

إن أهمية ألعاب الذكاء كبيرة وفوائدها كثيرة ومتنوعة، حيث تسهم بشكل فعّال في تنمية مهارات حل المشكلات لدى الطفل، فالمبدأ الرئيسي القائم على هذا النوع من الألعاب هو وضع الطفل في موقف شائك أو أمام عقبة وعلى الطفل العمل وبذل الجهد الفكري على تجاوز تلك العقبة بشكل صحيح.

تساعد ألعاب الذكاء بشكل فعّال على تنشيط ذاكرة الطفل البصريّة والسمعيّة وتنمية حواسه بشكل صحي وإيجابي، كما تُحسّن من تركيز الطفل ما ينعكس على مهاراته الدراسية كالحفظ والتحليل والاستنتاج والنقد وغيرها. تعد الألغاز من أشهر ألعاب الذكاء المحبّبة لدى الأطفال حيث تناسب جميع الأعمار بسبب تعدّدها وتنوّعها، وفي هذه اللّعبة، يتم تنشيط ذاكرة الطفل الفتيّة وتنمية الجانب الفكري لديه، ومن المهم اختيار ألغاز تتناسب درجة صعوبتها مع عمر الطفل ومقدراته الذهنيّة. ولعلّ لعبة الشّطرنج من أفضل ألعاب الذّكاء حيث تُساعد الطفل على تعزيز مهاراته الإدراكية في التخطيط والتفكير والعمل على تنفيذ الخطة بشكل صحيح وحل المشكلات.

خلاصة

يتعلم الأطفال بشكل أفضل من خلال الألعاب، نظراً لأنهم يشاركون أجسادهم وحواسّهم بالكامل في عملية التعلّم، فإنّ ذلك يزيد وينشّط تركيزهم واهتمامهم، ويعزّز ثقتهم وتحفيزهم، وهي طريقة رائعة لتنمية عقلية نمو صحيّة لطفلك. فهيّا، شجّع طفلك على اللّعب والتحرّك والاستمتاع بالتعلّم.

إقرأ أيضا: الطفل الخجول و3 طرق فعّالة للتعامل معه

إقرأ أيضا: الروح الرياضية وعقليّة التّنافس الصّحية: 5 طرق لتعزيزها عند الأطفال

إقرأ أيضا: هل يحتاج طفلك إلى مدرس خصوصي؟ 4 شروط تساعد الآباء على اختيار المدرّس الأفضل

هل أعجبك المقال؟ هل توافق مع الأفكار الواردة أعلاه؟ يرجى ترك تعليق حول ما أعجبك أو لم يعجبك في المقال أو ترك تعليق بالمواضيع التي ترغب بمناقشتها مستقبلا.

تذّكر أن البيئة السليمة المحيطة بأبنائك لها دور حاسم في تربية أطفالك فلذلك إذا أعجبك المقال يرجى مشاركته مع أقاربك وأصدقائك لتعم الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق