
شكلٍ عام، لا يمكن اعتبار المهارات التي يمتلكها الأطفال ناتجة عن الذّكاء الفطري أو الموروث، فالعامل الأساسي الّذي يلعب الدور الأهمّ في تنمية مهارات الطّفل المُختلفة، تعزيزها وتطويرها هو تفاعلُهم مع الوسط المحيط وبناء مخزونهم المعرفيّ انطلاقاً من تجاربهم الفرديّة وتأثّرهم بما يسمعون، يلمسون ويشاهدون.
تتنوّع الأساليب التعليمية المُتّبعة في تعليم الأطفال، حيث أثبتتْ الأساليب الّتي تعتمد على فَهم المُحتوى المعرفي والوصول بشكل صحّي إلى عقليّة الطفل نجاحَها في نقل المعلومات والمُحافظة عليها على المدى الطّويل، وخاصّة تلك الأساليب الّتي تأخذ من الإدراك والفَهم العمليّ مُنطلقاً لتفسير وتحليل المعلومات من خلال ربطها بالواقع المحسوس بعيداً عن التفّسيرات النظريّة الّتي تحدّ من تفكير الطفل وفهمه لما يتلقّاه من معرفة، ولاشكّ أنّ الأساليب التي يكون فيها الطفل مُشاركاً بشكل فعّال من خلال الأنشطة والمهامّ العمليّة تحقّق نجاحاً لافتاً في إخراج الطّفل من حالة الملل والعقليّة الثابتة في التّفكير من خلال تناول المعلومات بشكل إيجابي ومُسلّي.
تأخذ الألعاب التّعليمية حيّزاً هامّاً من اهتمام المُعلِّمين والآباء في السّنوات الأخيرة كاستراتيجيّة هامّة وناجحة في تعليم الأطفال بمختلف فئاتهم والأطفال الأصغر سنّاً على وجه الخصوص، لأنّ عامل القبول والاستمتاع في عمليّة التّعلم يُعد أهمّ من التعلّم بحدّ ذاته.
الأساليب الّتي تزرع روح التّحدي والمُنافسة الإيجابيّة بين الأطفال تُصنَّف أيضاً من الأساليب التعليمية الأفضل من خلال حثّ الطّفل وتحفيزه على تطوير مهاراته وتنمية مخزونه الفكري لتحقيق حالة الرِّضى وتقدير الذَّات بإدراك الطّفل لمهاراته وإمكانيّاته الحقيقيّة والعمل على تنميتها وتعزيزها.
وفي المُقابل، فإنَّ كثيراً من الأساليب التعليمية تعد خطراً يُهدِّد عقليّة نموّ الطّفل وتطوير مهاراته المعرفيّة بشكل صحيح وإيجابي، حيث تترأس قائمة هذه الأساليب تلكّ التي تعتمد على نقل المعلومات إلى الطّفل دون فهمها وإدراكها بشكل جيّد من قبل الطفل!
سنضعُ في متناولكم أربعة أساليبٍ فعّالة لتعليم الأطفال وأهميتها في إنجاح العمليّة التّعليميّة، وسنقدّم لكم كآباء بعض النّصائح الهامّة للمُشاركة البنّاءة والفعّالة في تعلّم أطفالكم.
أربعة أساليب فعّالة في تعليم الأطفال:

1- تفسير المعلومات النّظرية للطفل بشكل عملي من الأساليب التعليمية الفعّالة
من أفضل الأساليب المُتّبعة في تعليم الأطفال هي تلك الّتي تربط المعلومات النّظرية بالواقع المَحسوس، فعندما تحاول أن تشرح لطفلك حالات المادة فتقوم بإحضار قطعة من الثلج وتضعها في قِدْر لتذويبها وتنتظر حتّى يتبخّر الماء سيتعلّم الطّفل حينها بشكل عملي وفعّال انتقال الماء من الحالة الصُّلبة إلى الغازيّة مروراً بالحالة السّائلة وسيكون درساً علميّاً مُمتعاً للطّفل سيبقى يتذكّره لفترة طويلة من الزّمن.
2- حفظ الطّفل للمعلومات بالاعتماد على حواسّه أسلوب تعليمي ناجح
يغيب عن أذهان بعض المُعلِّمين والآباء خلال تعليم الأطفال أهميّة استثمار حواسّ الطّفل لاكتساب، تخزين والمُحافظة على الموارد المعرفيّة وخاصّة حاسّتي السّمع والبصر، حيث أنَّ للذّاكرة التّصويريّة لدى الطّفل دورٌ فعّالٌ في حفظ آلاف العناصر المُختلفة وتجنّب نسيانها، فبدلاً من إرهاق الطّفل في حفظ مفردات اللّغة الانكليزية من خلال تهجئتها، يمكنك تعليم الطّفل أن يحفظ تلك المفردات من خلال النّظر إليها كصور وسماع تهجئتها بشكل دوري، سيفاجئك طفلك صاحب السّت سنوات حينها في قدرته على حفظ مئات المفردات في وقت قياسي!
3- تفاعل الطفل ومُشاركته في عمليّة التّعلم من الأساليب التعليمية المحفّزة
إنّ إشراك الطّفل في عمليّة التعلّم له دور فعّال في إنجاح تلك العمليّة، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير عقليّة مرنة لدى الطّفل وتعزيز الجانب الإبداعي وتحريك الحسّ التّخيلي في التّحليل والاستنتاج لدى الطّفل في الحصول على المعلومات بشكّل محفّز وممتع في آن، ولعلّ الألعاب التّعليميّة والأنشطة الرّياضيّة من أفضل تلك الأساليب، فبدلاً من أن يكون طفلك متلقّي لتلك المعلومات سيلعب دوراً أكثر فاعليّة في استنتاجها والمُحافظة عليها للأمد البعيد، فتعلّم طفلك الصّغير للأشكال الهندسيّة باستخدام الورق الملوّن والمعجون سيمنحه فرصة هامّة للاستمتاع في التعلّم، وحين يتعلّم طفلك صاحب السّت سنوات معاني بعض الأفعال الانكليزية بنشاط بدني يقوم من خلاله بتنفيذ أوامر صوتيّة بجسده (run, walk, swim …. ) سيزيد من قابليّة الطّفل لتعلّم المزيد والمزيد، وهذا بالطّبع ينسحب على الأطفال الأكبر سنّاً مع تطوّر تلك الألعاب والنّشاطات.
4- الأسلوب الذي يدفع الطفل لارتكاب الأخطاء من أفضل الأساليب التعليمية
لم يُخطئ مَنْ قال أنّ لا أحد يتعلّم إلّا من أخطائه، بعضُ أخطاء أطفالنا الّتي قد نحاول أنْ نحميه من الوقوع بها هي في الحقيقة جوهر التعلّم وتأتي في صُلب إنجاح عمليّة التعلّم، حيث أنَّ طرق تعاملنا كآباء مع أخطاء طفلنا تُحدِّد فيما إذا كانت تلك الأخطاء أدّت دورها المطلوب في تعليم الطّفل أم لا، فحين يقصّر طفلك في أداء واجباته المدرسيّة فتقوم أنت بمساعدته في إنجازها سيدرك حينها أنّ الإهمال والتّقصير أمر عادي وطبيعي طالما أنّ لديه أبوين يساعداه في تلافي أيّ تقصير ما يعزّز لديه بالطّبع الشّخصيّة الاتّكاليّة، ولكن في حال امتنعتَ عن التّدخل وجعلتَ طفلك يذهب إلى معلّمه خالي الوفاض، حينها سيتعلّم طفلك درساً مفيداً في أهميّة الالتزام والإحساس بالمسؤوليّة، وحين ترفض شراء دمية جديدة لطفلك بدلاً من دميته الّتي قام بتمزيقها، سيتعلّم حينها أهميّة المُحافظة على أغراضه الخاصّة وعدم تخريبها.
إقرأ أيضا: مهارات التنظيم لدى الأطفال! 5 استراتيجيّات فعّالة تساعدك في تُربِّية طفلاً مُنظّماً
إقرأ أيضا: كيف تجعل طفلك شُجاعاً؟ 6 نصائح تُساعد على تنمية شخصية قوية عندَ الأطفال
إقرأ أيضا: تحفيز الطفل من خلال 10 استراتيجيات فعّالة
هل أعجبك المقال؟
ما الأساليب التّعليمية الّتي تراها الأفضل لتعليم أطفالك؟
وكيف عليك أنّ تفعّل دورك كي يحصل طفلك على تعليمه بشكل إيجابي وصحيح؟
كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل
0 تعليق