
الاعتدال في الحياة هو خير الأمور وأكثرها نفعاً للإنسان نظراً لعوائدها المستقبلية، ولأن الإسراف في المقابل أمر مرفوض على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المجتمعي، يسعى الآباء إلى تعليم الطفل وتعويده منذ نعومة أظفاره على عدم الإسراف والاعتدال في كل شيء. ولتحقيق هذه الغاية فإنه من الضروري تعليم مهارة الادخار لدى الأطفال، وهناك أساليب عدة من شأنها عزيزتي الأم أن تساعدك في تعليم طفلك الادخار ليتحول هذا الأمر مع مرور الزمن إلى عادة إيجابية.
ويقصد بالادخار: الاحتفاظ بجزء من المال بصورة متدرجة ولمدة طويلة من الزمن بهدف تجميع مبلغ مادي جيد يسهم في تلبية الاحتياجات الخاصة وتلبية الظروف الاستثنائية الطارئة.
فوائد مهارة الادخار لدى الأطفال
إن فوائد الادخار لا تقتصر على الجانب المادي وحسب بل تطال جوانب أخرى نذكرها كما يلي:
- فهم الحياة: حيث يتمكن الطفل من إدراك فكرة رئيسية مفادها أن الحياة لا تسير بوتيرة واحدة بل إن هناك فترات صعبة قد يحتاج فيها للمال وهنا تبرز أهمية الادخار.
- حماية المستقبل: فالحرص على المال وعدم هدره يضمن تعلم الطفل الحرص على مستقبله.
- يعلم الطفل الوسطية: وهذا يجعل منه معتدلاً وسطياً في كافة شؤون حياته.
- التمييز بين الضروريات والكماليات: حيث يدرك الطفل أن هناك أشياء لابد من الإنفاق عليها، وهناك أشياء أخرى تعتبر ثانوية يمكن تأجيلها.
ونظراً للفوائد الكبيرة لاعتياد الطفل على الادخار، ولأن الأهل لديهم رغبة في تعويد أبناءهم على الادخار، فإننا نقدم لكم من خلال هذا المقال 3 استراتيجيات يمكن اتباعها لتعليم الطفل كيفية الادخار، بالإضافة إلى استعراض عدد من الأفكار الإبداعية التي تُشجّع الطفل على التوفير والادخار.
5 استراتيجيات يمكن اتباعها لتعليم مهارة الادخار لدى الأطفال:

1- السلوك الجيد من قبل الوالدين في إنفاق المال:
إن الطفل يتعلم من خلال مراقبة الأفعال أكثر من تتبع الأقوال، لذا فإن اتباع الوالدين سياسة الادخار تشكل حافزاً لدى الطفل للسير على خطاهما. يمكنك القول: عزيزي رامي سأقوم بإعداد الوجبة التي تفضلها في المنزل لأن التكلفة ستكون أقل، ويمكن ادخار الفرق في شراء حاجات أكثر ضرورية.
2- تعلم مهارة الادخار لدى الأطفال باللعب:
وتعتبر هذه الاستراتيجية من أكثر الاستراتيجيات نجاحاً عند الطفل كونها ترضي ميوله الفطرية، فعلى سبيل المثال تقوم الأم أو الأب بتجهيز ثلاث علب ملونة بألوان مغايرة (أحمر، أزرق، أخضر)، العلبة الحمراء مخصصة للمال الذي يرغب الطفل في ادخاره، والعلبة الزرقاء مخصصة للمال الذي سينفقه الطفل على حاجاته البسيطة، والعلبة الثالثة الخضراء مخصصة للمال الذي سينفق في مساعدة المحتاجين. مثلاً: تعطي الأم طفلها مصروفه اليومي، عزيزي رامي عليك القيام بتوزيع المال الخاص بك على العلب الملونة، إن تكرار هذا الأمر يتحول إلى عادة لدى الطفل.
3- إعداد مخطط للتسوق:
يتمّ تحديد الحاجيات التي يرغب الطفل بشرائها، والاستفادة من فترات التخفيضات للحصول على الأشياء بسعر أقل، وادخار المبلغ الذي تمكن الطفل من توفيره. ويمكنك القول مثلاً: عزيزي رامي ما هي الأشياء التي ترغب في الحصول عليها؟ دعنا نتابع العروض والتخفيضات المتاحة للشراء، والمبلغ الفائض ستقوم بتوزيعه يا عزيزي على العلب الملونة.
4- حرية اتخاذ القرار في استعمال المال المدخر:
من المهمإعطاء الطفل الحرية في اتخاذ القرار المتعلق بماله المدخر، بحيث يتمكن من اقتناء الأشياء التي يرغب بها من ماله الخاص.
5- تحفيز الطفل على الادخار:
من خلال تنظيم مسابقة بين الأشقاء لتحديد الابن الأكثر نجاحاً وقدرةً على الادخار في إطار السعي لخلق حافز لدى الطفل، يتمّ إعطاء الفائز لقب المدخر البطل.
اقرأ أيضا: الغيرة عند الأطفال علاماتها و5 طرق للحد منها
اقرأ أيضا: الكذب عند الأطفال أسبابه و5 طرق التعامل معه
اقرأ أيضا: المُثابرة والاجتهاد عند الأطفال: خمس خطواتٍ فعّالة لتحفيز الطّفل على المُثابرة في التّعلّم
هل أعجبك المقال؟
هل تقترح طرق آخرى لتعليم الأطفال مهارة الإدخار؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل
0 تعليق