التربية الإيجابية و أربع أساليب تربويّة عليك اتّباعها مع أطفالك

يونيو 24, 2022 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

4 من أساليب التربية الإيجابية عليك اتّباعها مع أطفالك (1)

شارك القصة


4 من أساليب التربية الإيجابية عليك اتّباعها مع أطفالك

لاشكّ أنَّ التربية الإيجابية للطفل وتنشئته وفقَ القيم والمفاهيم الصّحيحة والإيجابيّة من أصعب المهامّ الّتي تقع على عاتق الأبوين، حيثُ يكافح الأبوان في تربية أطفالهم من خلال تأمين كافّة الظّروف والإمكانيّات الّتي تُسهم في جعل حياة أطفالهم أكثر راحة، فيقدّم الأبوان لأطفالهم كلّ ما يحتاجونه من أفكار ومفاهيم وسلوكيّات تمثّل ولادة حقيقيّة لهم بعقليّة نامية وصحيّة وشخصيّة قويّة ومستقلّة تسهّل حياتهم المستقبليّة وتجعلهم قادرين على مواجهة كافّة تحدّياتهم بحكمة وشجاعة وحلّ مشاكلهم بأنفسهم بالطّرق السّليمة والمناسبة.

تتعدّد الأساليب الّتي يتّبعها الآباء في تربية أطفالهم وتتنوّع وفق عدّة معايير وأسباب، منها ما يكون نتيجة الأفكار والأعراف الموروثة عن الأجداد ومنها ما يكون بسبب العادات والتّقاليد الاجتماعيّة السّائدة والكثير من الأساليب قد تحمل طابعاً دينياً.. ولكن في هذا المقال لن نأخذ بتلك المعايير في طرح مجموعة هامّة من الاستراتيجيّات التّربوية الصّحيّة، بل ستكون وفق رؤىً تربويّة تنظر إلى العمليّة التّربوية على أنّها مجموعة أساليب صحيحة ينبغي على الآباء منحها جزءاً من اهتمامهم في تنشئة أطفال يتحلّون بعقليّة نامية وصحيّة وشخصيّة قويّة ومتوازنة بالإضافة إلى مراعاة الجانب النّفسي في تربية الطّفل.

لا يمكن أنْ ننكر أنَّ الأساليب الّتي تحمل نوعاً من الحزم والقسوة قد تكون هامّة وضروريّة في بعض الأحيان، إلّا أنّ القسوة المُفرطة هي حتماً ليست أسلوباً تربويّاً صحيحاً يمكن اتّباعه مع الأطفال، وفي حالات التمرّد وعدم الانصياع للأوامر لن تجدي أساليب الضّرب والتّعنيف نفعاً، بل ستفاقم الوضع سوءاً وتجعل الأمور أكثر تعقيداً، والأفضل هُنا هو البحث في المُسبّبات والعمل على معالجتها بطرق أكثر وعياً وحكمة.

تأثّر الأطفال بشخصيّة أبويهم بكلّ ما تحملهُ من أفكار وسلوكيّات وعادات يعدّ الرّكيزة الأساسيّة الّتي ستبني شخصيّة وعقليّة الطّفل بشكل تلقائي ولا واعي.

كما أن لاحترام شخصيّة الطّفل واتّباع أساليب تحفظ له خصوصيّته أيضاً دور هامّ ومحوريّ في نجاح العمليّة التّربويّة. في هذا المقال، سنستعرض 4 من أفضل استراتيجيّات التربية الإيجابية الّتي ينبغي على الآباء أخذها بعين الاعتبار خلال تربيتهم لأطفالهم. 

4 استراتيجيّات من التربية الإيجابية عليك إتباعها:

4 استراتيجيّات تربويّة صحيحة عليك إتباعها:

1- مراعاة فارق الأجيال والعمل على مواكبة جيل الأطفال

لأنّ أطفالنا خُلقوا بزمانٍ غير زماننا، فما كان يتناسب مع العصر الّذي عاش فيه الآباء قد لا يتناسب مع جيل جديد يحكمه الكثير من التّطوّر والتّقدم، فأبناء هذا الجيل أصبحوا أكثر حاجة للتحرّر من العادات القديمة الّتي لا تتماشى مع ركب التطوّر ولا تواكب التقدّم الّذي أثّر على مختلف جوانب الحياة بدءاً من أساليب التّرفيه والتّسلية وليس انتهاءً بالاهتمامات والهوايات والمصادر التّعليميّة الّتي أصبحت التّكنولوجيا جزءاً لا يتجزّأ منها.

– احرصْ على مواكبة التطّور الحاصل في العصر الّذي يعيش فيه أطفالك ومراعاة اهتماماتهم وخصوصيّة جيلهم.

– شاركْ أطفالك في ممارسة مُختلف نشاطاتهم وهواياتهم بما يتناسب مع متطلبّات العصر الحالي ليكونوا تحت إشرافك وبمأمن عن أي خطر محتمل قد يتهدّدهم (مخاطر الإنترنت على سبيل المثال).

2- احتضان الطّفل واستيعابه لبناء الثّقة معه من أساليب التربية الإيجابية

إنَّ الإفراط في استخدام العنف والإجبار وأساليب التّرهيب والتّعنيف مع الطّفل قد يودي بالعلاقة معه نحو الضّياع ولا يجعل طفلك ينصاع لأوامرك وإرشاداتك، كما سيهدم أيّ جسور للثقة بينكما مما سيجعله يرتكب المزيد والمزيد من الأخطاء ويخفي عنك الكثير من الحوادث والمواقف الّتي قد تجري في حياته اليوميّة والّتي قد تكون خطيرة ومن الضّروري أنْ تعلم بشأنها لاتّخاذ التّدابير المُناسبة.

إنّ احتضان الطّفل واستيعاب أخطائه ومشاكله بحكمة ووعي يعدّ الأسلوب الأفضل في تقويم السّلوكيّات الخاطئة وتنمية العقليّة الصّحية الّتي تميّز الخطأ من الصّواب، كما أن مناقشة طفلك حول مشاكله وحالات التّقصير والأخطاء الّتي يرتكبها تعدّ استراتيجيّة تربويّة صحيّة وفعّالة في بناء الثّقة مع الطّفل والأخذ بيده نحو إيجاد الحلول الأنسب.

– في حال رفض طفلك الذّهاب إلى المدرسة، بدلاً من استخدام العنف والتّهديد، ناقشهُ بالأسباب الّتي تدفعه لذلك، واعمل على حلّها (قد يكون السّبب تعرّضه للتنمّر في المدرسة، والحل تقديم شكوى لإدارة المدرسة أو نقل الطّفل إلى مدرسة أخرى).

– عندما يُقدم طفلك على الإساءة لشخص كبير، بدلاً من ضربه أو إهانته، اصطحبه إلى المنزل وأخبره بسوء تصرّفه ثمّ شجّعه على معالجة الأمر بإبداء الأسف والاعتذار.

3- احترام خصوصيّة الطّفل واتّخاذ آرائه على محمل الجد من أساليب التربية الإيجابية

إنّ الأشخاص البالغين الذّين قد تراهم لا يبدون آرائهم في جلسات النّقاش أو لا يملكون القدرة على ذلك، يكونون قد حُرموا من التّعبير عن أنفسهم وآرائهم في الطّفولة، إلى درجة أنّهم باتوا يخشون النّقاش بسبب خوفهم من السّخرية والاستهزاء بهم وبكلامهم.

احرصْ على عدم اتّباع أيّ أساليب تربويّة خاطئة تجعل طفلك يخشى النّقاش أو إبداء الرّاي، استمعْ لطفلك حين يريد أن يخبرك بشيء قد يبدو سخيفاً إلّا أنّه سيكون ذا قيمة كبيرة بالنّسبة لطفلك.

تنمية لغة التّعبير وإبداء الرّأي بشكل لائق ومُناسب تُسهم بشكل كبير في زرع الثقّة بالنّفس والشّجاعة لدى الطّفل في طرح أفكاره وآرائه والدّخول في نقاشات بأسلوب صحّي وبنّاء مُستقبلاً.

– حين يتكلّم طفلك أثناء حديث يجري بينك وبين أحد الضّيوف، بدلاً من توبيخه بقسوة، اطلبْ إليه أن ينتظر لحين إنهاء الحديث، ثم استمعْ وأنصت لكل ما يودّ أن يقوله.

– في حال أراد طفلك إخبارك برأيه في المعلّمة الجديدة، بدلاً من التهرّب، احرصْ على الإنصات باهتمام لرأي طفلك ومناقشته بشكل جدّي.

4- منح الطّفل الحريّة في اتّخاذ قرارته الفرديّة وبناء شخصيّته المُستقلّة

إنَّ مصادرة رأي الطّفل وقرارته الفرديّة يُسهم بشكل كبير في إعاقة بناء شخصيّة مُستقلّة قادرة على الاعتماد على نفسها مُستقبلاً، من المهم أن يدرك الطّفل أنَّ له الحق والحريّة في اتخاذ بعض القرارات والخيارات الفرديّة الّتي يشعر أنها تناسبهُ بإشراف أبويه.

يجب أن يملك الطّفل القوّة والقدرة على تحديد خَياراته واتّخاذ قرارته الخاصّة لتتبلور شخصيّته الفرديّة بعيداً عن رأي أو سلطة أبويه، فطفلك لن يعد طفلاً صغيراً بل سيصبح شخصاً بالغاً يتحتّم عليه اتّخاذ القرارات ورسم حياته المستقبليّة بناء على اختياراته الفرديّة.

لاشكّ أنّ تقديم النّصيحة وبعض الإرشادات هو أمر واجب وضروري من الأبوين، ولكن مصادرة حقّ الطّفل في إعطاء القرار بأبسط شؤونه الخاصّة سيجعله شخصاً مُتكّلاً غير قادر حتّى على اختيار ملابسه بنفسه!

– احرصْ على السّماح لطفلك عند الذّهاب للتسوّق باختيار أغراضه الخاصّة بنفسه، قدّمْ بعض النّصائح، ولكن في النّهاية دعه يأخذ ما يراه هو مناسباً له. – لا تُملي على طفلك أنْ يحقّق أحلامك الّتي لم تستطع تحقيقها، فإذا كنت تحلم أن تصبح لاعب كرة قدم مُحترف، هذا لا يعطيك الحق في منع طفلك من ممارسة هواياته المُفضّلة كالسّباحة أو الرّسم.

إقرأ أيضاً: كيف تُربّي طفل ناجح ومُستقل؟ 5 مهارات هامّة عليكَ تنميتها وتعزيزها لدى طفلك

إقرأ أيضاً: كيف أجعل طفلي محبوب اجتماعيا؟ و 30 نصيحة تعزّز سمات اللّطف والإحسان لديه

إقرأ أيضاً: مخاطر الإنترنت على الأطفال: 10 نصائح لحماية الطّفل من تلكَ المخاطر

هل أعجبكَ المقال؟

ما الأساليب التّربويّة الّتي ستأخذ بها في تربية أطفالك؟

وما هي الأخطاء التّربويّة الّتي تجد أنّه لابدّ من تجنّبها؟

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق