التعامل مع أخطاء الطفل؟ 10 خطوات لمساعدة طفلك على التعلّم من أخطائه

يناير 21, 2022 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

10 خطوات لمساعدة طفلك على التعلّم من أخطائه (1)

شارك القصة


التعامل مع أخطاء الطفل؟ 10 خطوات لمساعدة طفلك على التعلّم من أخطائه

عند ارتكاب الطّفل لتصرّف أو سلوك خاطئ قد يتفاعل الآباء مع موقف كهذا بإبداء ردّات فعل متفاوتة، منهم من يصرخ على طفله بشدّة ويعالج الأمر بصفعة! ومنهم من يتّبع أساليب المُحاسبة النفسيّة كالإهانة، التّوبيخ والانتقاد من خلال إطلاق بعض الأوصاف الجّارحة. كما يعالج بعض الآباء الموقف باتّباع سياسة العقاب كالحرمان من بعض الحقوق أو إيكال بعض المهام الشاقّة لهم كنوع من القَصاص، وأما صنف الآباء الّذي يتّصف بالمزيد من الوعي والإدراك لأهميّة ارتكاب الطّفل للأخطاء كفُرص هامّة للنّمو والتطوّر، فيستغلّ ارتكاب طفله لخطأ بسيط ليجعله درساً توعوياً هادفاً يتعلّم الطفل عبره من خطئه بأسلوب صحّي لحمايته من ارتكاب الأخطاء التي يُمكن أن تكون أكثر خطورة في المستقبل.

يتوجّب علينا كآباء التحلّي بالمزيد من المسؤولية والحِلم للتعامل مع ارتكاب أطفالنا للأخطاء المتنوعة بوعي وحكمة من خلال اتّباع أساليب وسياسات إيجابيّة وفعّالة، فإقدامك على صفع طفلك عند تلّفظه بكلمة نابية لا تعدّ استراتيجيّة ناجحة في تأديب الطّفل، كما أنّ توجيه نقد لاذع لطفلك عند قيامه بإخفاء الحقيقة عنك لا يجعله شخصاً صادقاً!

في هذا المقال سنقدّم لكم أهمّ النّصائح الفعّالة ضمن سياق متسلسل مُدعّم بالأمثلة للتّعامل مع أخطاء الطّفل بأسلوب صحّي وإيجابي بناءً على استراتيجيّة هامّة وأساسيّة وهي تعلّم الطفل من أخطائه وتوظيف أخطاء الطفل كفرص هامّة للنمو والتطوّر.

10 خطوات لمساعدة الطفل على التعلّم من أخطائه

التعامل مع أخطاء الطفل؟10  خطوات لمساعدة طفلك على التعلّم من أخطائه

1- شجّع طفلك لتقبُّل الخطأ كأمر طبيعي – التعامل مع أخطاء الطفل

في البداية، ساعد طفلك على تقبّل خطئه كأمر طبيعي ولا تتوقّع من طفلك أن يكون مثالياً. احرصْ على احتواء طفلك بأسلوب إيجابي وصحّي، ففي حال حصول طفلك على علامة تقدير منخفضة في الاختبار، وبدلاً من توبيخه بقسوة من قبيل “لقد خيّبت ظنّي، لم أتوقع حصول ذلك!”، احرصْ على جعل كلامك مع طفلك إيجابيّاً ومنطقيّاً بجملة من قبيل “الجميع يمكن أن يحصل على علامة تقدير منخفضة، يبدو أنّ علينا بذل المزيد من الجّهد، أليس كذلك؟”.

2- قدّم لطفلك التّفسيرات اللّازمة – التعامل مع أخطاء الطفل

من أهمّ الخطوات التي يتوجّب علينا كآباء اتّخاذها عند ارتكاب الطّفل لخطأ ما، هو تقديم الشّرح اللّازم لسبب اعتبار تصرّفَه خاطئاً بدلاً من معالجة الموقف بمعاقبة الطفل دون شرح ما حصل! فبعد تشجيع الطّفل على اعتبار خطأه أمراً طبيعيّاً، لابدّ من تقديم بعض التّفسيرات، فإذا قام طفلك بالتلّفظ بكلمة نابية، احرصْ على توعية طفلك بهدوء بجملة بنّاءة من قبيل “الطفل المُهذّب لا يتلّفظ بكلمات كهذه، احرصْ على جعل كلامك لطيفاً ومحموداُ”.

3- ناقشْ طفلك بحوار هادئ وبنّاء – التعامل مع أخطاء الطفل

إنَّ معالجتك للموقف بشجار أو جدال مع طفلك أو في جوٍّ من الانزعاج والإحباط قد لا يُؤتي أكلُه. امنحْ الفرصة لطفلك للتغلّب على إحباطه وإدارة عواطفه قبل اتّخاذ أي خطوات لاحقة. سارع بعد ذلك إلى مناقشة طفلك في جوٍّ هادئ وبنّاء، فعادةً ما تُدار عقليّة الطفل بعواطفه في حال كانت تلك العواطف في أعلى درجاتها، فعند قيام طفلك بكسر بعض الأطباق لن يجعله الصُّراخ أكثر حرصاً وتركيزاً!، بل شجّع طفلك بطريقة هادئة أنْ يكون أكثر وعياً وحرصاً عند حمل أي غرض قابل للكسر.

4- ساعدْ طفلك على تحمّل المسؤولية

غالباً ما يلعب الأطفال بمختلف فئاتهم العمريّة دور الضحيّة عند صدور سلوك خاطئ عنهم بحيث تسيطر المشاعر السّلبية على تفكير الطّفل ويجد صعوبة في الاعتراف بخطئه فيبدأ بإلقاء اللوم هُنا وهُناك. وفي الوقت الّذّي يعالج بعض الآباء أخطاء أطفالهم بأسلوب انفعالي قد يقوم بعضهم الآخر بالدّفاع عن طفلهم الذّي ارتكب خطأً ما مُستندين إلى مقولة “الأطفال لا يدركون ما يفعلون!”. بدلاً من التّغطية على أخطاء طفلك، شجّعه على بناء عقليّة صحيّة والتحلّي بشخصيّة شجاعة بحيث يكون قادراً على تحمّل مسؤوليّة أخطائه والاعتراف بها، ففي حال كذب طفلك بشأن أمر ما ولم يقلْ الحقيقة، احرص على اتّخاذ موقف ثابت ضدّ الكذب وتوضيح أهميّة الصّدق في بناء الثّقة والنّجاح في حلّ المشكلات.

4- ساعدْ طفلك على تحمّل المسؤولية - التعامل مع أخطاء الطفل

5- لا تربطْ خطأ طفلك بمحبّتك لهُ – التعامل مع أخطاء الطفل

لأنَّ عاطفتنا تجاه أطفالنا هي ملجأُهم في أوقات الشّدة والضّعف، لا تدفعْ طفلك للشّعور بأن ذلك الملجأ مُهدَّد بالخطر!، احرصْ على عدم الرّبط بين محبتك واهتمامك تجاه طفلك بالخطأ الذّي قام بارتكابه، فالهدف من تصويب أخطاء أطفالنا هو زرع الوعي والقيم الصّحيحة والإيجابيّة بداخلهم لمعالجة أخطائهم بأسلوب صحّي، وليس زرع الخوف من فقد أثمن ما يمتلكوه! ، فعندما يشعر طفلك أنّ محبتك تجاهه مشروطة بالمثالية وعدم ارتكاب الأخطاء سيسعى جاهداً إلى إخفاء أي خطأ قد يرتكبه والتكتّم عليه، ومن أكثر العبارات الخاطئة شيوعاً عند تعامل طفلك بشكل جيّد مع خطأ ارتكبه هي أن تقول لطفلك من قبيل “أحسنت، الآن أنا أحبّك” حيث يمكن استبدالُها بجملة أكثر صحّة وإيجابيّة “أحسنت، سأبقى أحبّك وأساندك على الدّوام”.

6- شجّعْ طفلك على الاعتذار – التعامل مع أخطاء الطفل

يعتقد بعض الآباء أنّ اعتذار طفلهم عن تصرّف سيئ قام بارتكابه يؤثّر على بناء طفل يتحلّى بشخصيّة قويّة! وهذا الاعتقاد حتماً هو اعتقاد خاطئ، فقيام الطّفل بالاعتذار وطلب السّماح عن أي خطأ يفعله بحقّ الآخرين، يعدّ من السّمات الأساسيّة لتعزيز شخصيّة قويّة وعقليّة مرنة وصحيّة. ففي حال قام المعلّم بتوجيه ملاحظات لطفلك بسبب قيامه بسلوك سيّئ داخل الفصل الدّراسي، بادر إلى تشجيع طفلك لتقديم اعتذار من معلّمه وطلب السّماح.

 شجّعْ طفلك على الاعتذار

7- تعاون مع طفلك لإيجاد الحلول – التعامل مع أخطاء الطفل

بعد اعتراف طفلك بخطئه وإدراكه لنتائج ما قام به وقيامه بطلب العفو والسّماح، تعاونْ مع طفلك لإيجاد حلٍّ مناسبٍ لمعالجة الخطأ بشكل بنّاء وإيجابيّ، إليكم بعض الحلول المُقترحة لتشجيع طفلكم على تصويب بعض الأخطاء التي قد يرتكبها:

دخلَ طفلُك في جدال مع صديقه ونتج تخاصم بينهما:

الحلّ المُناسب بعد قيام الطّفل بالاعتذار هو تقديم هديّة بسيطة أو باقة من الزّهور كعربون محبّة لصديقه.

حصلَ طفلُك على علامة تقدير مُنخفضة في الاختبار:

الحلّ يكمن في تحفيز الطّفل وشدّ عزمه على المُثابرة وبذل الجهد الإضافي لتعويض ذلك في الاختبارات القادمة.

قام طفلك بقضاء وقت طويل أمام شاشة الحاسوب:

الحل هو قيام الطفل بإطفاء الحاسوب وعدم تشغيله إلّا بعد أخذ الأذن من أحد أبويه.

8- حفّزْ طفلك لتقويم سلوكَه

لتضمن أنَّ طفلك أدرك فعلاً خطأه في موقفٍ ما ولنْ يكرِّر ذلك الخطأ ثانيةً، اشترك مع طفلك في رسم سيناريو الموقف مرّة أخرى ثمّ اطلبْ منه اقتراح السّلوك الأفضل للتصرّف. قارنْ كلا السّلوكين وما نتج عنهما لتوضيح حقيقة السّلوك الخاطئ وضمان تقويم ذلك السّلوك بطريقة إيجابيّة وصحيّة.

على فرض أنَّ طفلك تعرّض للتنمّر في المدرسة وما كان عليه سوى الانجرار والرد على المتنمّر بالمثل، فانتهى الأمر بطفلك في غرفة توجيه المدرسة يتعرّض للتوبيخ على سلوكه! بعد إدراك طفلك أنّ تجاوبه مع المتنمّر كان تصرفّاً غيرَ صحيح، أعدْ لطفلك المَشهد من جديد واطلبْ إليه اقتراح تصرّف أفضل، وأعتقد أنّ طفلك لن يتوانَ عن الذهاب إلى الموجّه لتقديم شكوى بحق المتنمّر لإيقافه عند حدّه!

9- سامحْ طفلَك على خطئه – التعامل مع أخطاء الطفل

إنّ سعي الطّفل لغرس بذور الاعتراف بالخطأ، تحمّل المسؤولية وطلب الصّفح دونَ أنْ يحصل على الثّمار التي ينتظرها سيجعله متردّداً في محاولة الزّرع لاحقاً! المغزى من الكلام السّابق هو ضرورة مسامحة الطّفل على خطئه بعد إدراكه له وإبداء النّدم على ارتكابه من أجل زرع الثقة لدى الطّفل أن التّراجع عن الخطأ والعمل على إصلاحه هو أمر صحّي، إيجابي ومُمكن. في حال أعربَ طفلك عن أسفه حيال عدم انصياعه لأوامرك وقام بالاعتذار وتقويم سلوكه بشكل جيّد، قدّم لطفلك المديح والإشادة وأثنِ على حُسن تصرّفه مع جملة من قبيل” لقد أحسنت التصرّف يا بني العزيز”.

10- ساعدْ طفلَك لجعل خطأَهُ فرصةً للتعلّم

إنَّ الأخطاء التي يرتكبُها أطفالُنا ما هي إلّا فرص هامّة لنموّهم وتطوّرهم لبناء شخصية سويّة وواعيّة وعقليّة مرنة وصحيّة. ومن واجبنا إدارة أخطاء أطفالنا بطرق إيجابيّة وصحيحة لحثّهم على التعلّم من تلك الأخطاء وتجنّب الوقوع بها لاحقاً. ومن المهامّ الّتي تقع على عاتقنا هو استثمار الأخطاء التي يرتكبها أطفالُنا لتوجيههم إلى الدّرب الصّحيح لتقويم سلوكهم وبناء شخصيّة طفل يدرك تماماً أنَّ الجميع معرّض للوقوع بالخطأ، وأنه من الأفضل أن نتحمّل مسؤولية أخطائنا، الاعتذار وطلب العفو عند ارتكابها، والعمل على تصويبها من خلال إيجاد الحلَ المُناسب لإصلاحها.

إقرأ أيضا: 4 عادات يتّبعها التّلاميذ المُتفوقين دراسيّاً! كيفَ تُساعد طفلك على التّميُّز في المدرسة؟

إقرأ أيضا: دليلُك لمدح أطفالك: 5 نصائح لمدح الطفل والإشادة به بطريقة صحيّة وفعّالة

إقرأ أيضا: الروح الرياضية وعقليّة التّنافس الصّحية: 5 طرق لتعزيزها عند الأطفال

هل تظنّ أنّ الاستراتيجيّة السّابقة للتّعامل مع أخطاء طفلك فعّالة وإيجابيّة؟

ما الخطوة الأهم الّتي علينا اتّخاذها لتصويب أخطاء الطّفل؟

وما السّبيل لجعل أخطاء الطّفل فرص هامّة لنموّه وتطوّره؟

إذا أعجبك المَقال، شاركنا برأيك ولا تنسى مُشاركة المقال لتعمّ الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق