يحاول الكثير من الآباء تجنب الحديث في موضوع الجنس أمام أطفالهم، لاسيما في المجتمع العربي الذي يتسم بالالتزام المطلق بالموروث والعادات كما أن المجتمع العربي يعتبر الحديث بالجنس أمراً مرفوضاً ولا يجوز قطعاً التكلم به. إلا أن الثقافة الجنسية عند الأطفال تعتبر أمراً ضرورياَ وملحاً، ويجب على الطفل أن يكتسب هذه الثقافة من أسرته منعاً من وقوعه في مغبة المعلومات الخاطئة التي يمكن أن تسبب له الأذى الجنسي، كما أنها تمكّن الطفل من التصرف لاحقاً بشكل سليم تجاه غرائزه الجنسية لاسيما عندما يبلغ سن المراهقة.

والثقافة الجنسية الصحيحة تكسب الطفل القدرة على حماية نفسه من أخطار التحرش وبالتالي حمايته من الامراض التي تنتقل عن طريق الجنس. ويبدأ الطفل في البحث والاستكشاف عندما يبلغ سن السنتين، وعندما يبلغ معظم الأطفال سن الخمس سنوات يبدؤون في طرح الأسئلة الوجودية، مثل: كيف خلقت؟ كيف تنجب الأم الأطفال؟ وغيرها من الأسئلة التي تقابل بالرفض وتجعل الطفل يشعر بالذنب والرغبة بشكل حثيث بالمعرفة، لذا فإنكِ عزيزتي الأم لا يجوز أن تتيحي المجال لأي شخص أن يعرف طفلك على أسس الثقافة الجنسية.

نصائح للأبوين للتعامل مع موضوع الثقافة الجنسية عند الأطفال:

1- تدريب الطفل على التمييز بين الذكر والأنثى:

وذلك من خلال رسم ذكر وأخرى أنثى، واللعب مع الطفل على تصنيف أشياء الجنسين، (عزيزي سمير: من يستخدم طلاء الأظافر الصبي أم البنت؟) إن تدريب الطفل على التمييز بين الجنسين، تعتبر أولى الخطوات التي يدرك من خلالها الطفل التنوع.

2- حث الطفل على إغلاق الأبواب عند تبديل ملابسه:

يجب أن يدرك الطفل في سن مبكرة أن تبديل الثياب لا يجوز أن يكون أمام أي أحد، حتى في سن مبكرة فإن الأم عندما تخرج طفلها من الحمام يجب أن تقوم بإلباسه ثيابه في غرفة مغلقة دون وجود أي شخص، وعندما يبدأ الطفل بارتداء ملابسه لوحده يجب التأكيد عليه أن يرتدي الملابس لوحده دون وجود أي شخص مهما كان، (عزيزي سمير احرص على إغلاق الباب جيداً عند ارتداء ملابسك).

3- سرد قصص للطفل عن مراحل الحمل كمدخل للحديث حول الثقافة الجنسية عند الأطفال:

في السابق كان هناك العديد من الأخطاء الشائعة في شرح كيفية الحمل والإنجاب، مثل: تمنيتُ يا عزيزي أن أحصل على طفل وفي الصباح وجدتكَ في غرفتي، إن الوالدين إذا لم يتمكنا من شرح العلاقة الجنسية لأبنائهم فمن الضروري عدم إكسابهم مفاهيم مغلوطة، لعدة أسباب في مقدمتها: أن الطفل ستتكون عنده تصورات خاطئة عن الزواج والتكاثر مستقبلاً، كما أنه سيفقد ثقته بوالديه مستقبلاً عندما يبدأ بمعرفة أسس الثقافة الجنسية، لذا وبكل بساطة يمكن تقديم شروحات بسيطة للطفل عن كيفية الحمل. (عزيزي سمير: لقد ارتبطتُ بوالدك لأننا نشعر بالحب تجاه بعضنا، وبعد الزواج ينمو الطفل في رحم والدته، ويبقى تسعة أشهر حتى يبصر النور، ويخرج للحياة).

4- تعميق مفهوم ملكية الجسد وخصوصيته:

تدريب الطفل في سن مبكرة على حماية أعضاءه الجنسية أمر غاية في الأهمية، كما أنه يجب توعية الطفل إلى عدم فسح المجال أمام أي أحد أن يلمس جسده وأن يقوم بإخطار والديه في حال تعرض لأي تحرش. (عزيزي سمير لا يجوز أن تسمح لأي كان أن يرى جسدك أو أن يلمس أي جزء منه، وعليك أن تخبرني في حال تعرضت لأي موقف سبب لكَ الإحراج).

5- التأكيد على خصوصية غرفة الزوجين:

إن غرفة الزوجين لها خصوصية، ومن المفروض أن يتوقف الطفل عن النوم في غرفة والديه عندما يبلغ عمر السنة الواحدة كي لا يعتاد على النوم معهم، وعندما يبلغ الطفل سن الثلاث سنوات يجب إخباره أن غرفة الوالدين هي غرفة خاصة بهما. (عزيزي سمير: أليس لديك غرفة خاصة؟ كل شخص لديه غرفة خاصة، أما الزوجين فإن غرفتهما واحدة وهي خاصة بكلاهما).

إن الثقافة الجنسية عند الأطفال باتت أمراً ملحاً لاسيما في عصر التطور التكنولوجي والطفل يقضي ساعات متواصلة وهو يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، لذا يجب أن تتكون لديه مفاهيم صحيحة عن العلاقة الزوجية من قبل والديه قبل أن تتكون مفاهيم خاطئة ستسبب له أضراراً نفسية مستقبلاً.

إقرأ أيضاً: الأنانية عند الطفل و4 خطوات فعالة لعلاجها

إقرأ أيضاً: هل مهارات الطفل فطريّة أم مَبنيّة؟ و3 نصائح لبناء وتطوير مهارات الطّفل

إقرأ أيضاً: أربع طرق لتعزيز السلوك الإيجابي لدى الأطفال