يظهر الخوف عند الأطفال كحالة انفعالية وهو أمر طبيعي بل جيد فهو يؤمن نوعاً من الحماية للطفل إذا كان ضمن الحدود الطبيعية فانعدام الشعور بالخوف أمر غير طبيعي عند الطفل ويمكن أن يكون ناتجاً عن ضعف إدراكه. وهناك نوعان من الخوف عند الاطفال.

الخوف الطبيعي البسيط وهو الخوف الذي يبديه الطفل عند تعرّضه للمواقف التي يظنها خطرة ولا يقدر على مواجهتها فمثلاً معظم الأطفال يخافون من صوت الرعد ومن الظلام وهذا النوع من الخوف عند الأطفال شائع ولا يدعو إلى القلق. والخوف المرضي في هذا النوع من الخوف نلاحظ ظهور أعراض محددة مجهولة السبب على الطفل قد تستمر أحياناً لفترة طويلة وتترافق مع تعرّض الطفل لموقف ما كالإقياء والتبول اللاإرادي واضطراب التنفس.

أسباب الخوف عند الأطفال

1- الصدمات والمواقف المخيفة المفاجئة

قد يمر الطفل بموقف مخيف يجعله خائفاً عند حدوثه مرة أخرى كأن يفاجأ الطفل بكلب ضال يجري خلفه فيصبح شديد الخوف من الكلاب أو يصاب بجرح كبير مؤلم يستدعي إلى خياطة الطبيب له وشعور الطفل بالألم وذلك يدفعه إلى الخوف عند تعرضه لأي جرح بسيط.

2- تخويف الطفل

يعتبر تخويف الطفل من أكثر الأمور التي تجعل الخوف عنده متأصلاً فمثلاً تعمد أم طارق إلى تخويف طفلها بحيوان مفترس ينتظر خارج المنزل وسيأتي ليأكله إذا لم ينم فينام طارق ليستيقظ بعد قليل وهو خائف وغير قادر على النوم من شدة الخوف ويمكن أن يرتبط النوم عنده بالوحش المخيف.

3- تقليد الأهل

بما أنّ الطفل يكتسب الخوف من المحيط الذي ينمو فيه فهو يخاف نتيجة خوف أحد والديه أو الأشخاص المقربين منه. فمثلاً الأم التي تخاف وتهلع عند رؤية صرصور أو أي نوع من الحشرات يخاف أطفالها عند تعرضهم لنفس الموقف.

4- مشاهدة برامج مخيفة

إنّ مشاهدة برامج القتال والحروب التي تحوي مشاهداً عنيفة وقاسية تنعكس سلباً على الطفل وتبعث في نفسه الخوف والعدوان أحياناً.

5- المشاكل العائلية

المشاكل بين الوالدين أو الأخوة واستمرار حالة النزاع وعدم الاستقرار في العائلة ينتج الخوف وعدم الشعور بالأمان في نفس الطفل ويصبح غير قادر على التحكم بمخاوفه التي قد تتحول إلى خوف مرضي.

6- القوانين الصارمة

يمتلك بعض الأطفال شعور الخوف من الوقوع في الخطأ بسبب محاولة الأهل فرض قوانين وقواعد ملزمة شديدة لتربية الطفل فيصبح الطفل خائفاً من تجاوز هذه القواعد وتتطور هذه الحالة أحياناً لتولّد عدم الثقة بالنفس والخوف المستمر عند الطفل.

طرق التعامل مع مشكلة الخوف عند الأطفال

1- تجنب تعريض الطفل لمواقف مخيفة قصداً بغية كسر حاجز الخوف لديه:

كأن نصدر أصواتاً مفاجئة ومخيفة بهدف تعويد الطفل عليها.

2- الحوار المستمر مع الطفل حول ما يخفيه دون أي ضغوط:

وتشجيعه على البوح بكل الأشياء التي يخاف منها مما يجعل خوفه يتلاشى شيئاً فشيئاً عند استمرار الحديث عنه.

3- عدم الاستهزاء بمشاعر الخوف عند الطفل:

لأن هذا سيضعف ثقته بنفسه فمثلاً حاولت أم طارق أن تخلص ابنها من شعوره بالخوف من صوت الرعد فبدأت بمناداته بالجبان انعكس ذلك على ثقة طارق بنفسه وظنّ أنه غير شجاع وضعيف لأنه يخاف من صوت الرعد.

4- مراجعة أخصائي أو طبيب الطفل:

إذا لاحظنا أنّ الخوف عند الطفل قد تخطى حدود الخوف الطبيعي وفشلت محاولاتنا في تخليصه منه يجب علينا أن نخضع الطفل لإشراف طبي لمساعدته على تخطي مخاوفه.

وأخيراً علينا أن ندرك أننا قادرون على بناء أطفال أصحاء نفسياً وجسدياً لا يخافون إذا كنا متابعين لأطفالنا واستطعنا كسب ثقتهم بالحب والحنان لمعرفة معظم المخاوف التي يشعرون بها ومحاولة توجيههم بعدها لتخطي تلك المخاوف ومنحهم الأمان والطمأنينة.   

إقرأ أيضا: قلق الاختبار عند الأطفال و 5 طرق للحد منه

إقرأ أيضا: كيف تُربّي طفل ناجح ومُستقل؟ 5 مهارات هامّة عليكَ تنميتها وتعزيزها لدى طفلك

إقرأ أيضا: كيف أجعل طفلي محبوب اجتماعيا؟ و 30 نصيحة تعزّز سمات اللّطف والإحسان لديه

هل أعجبكَ المقال؟ إذا أعجبكَ المقال وتراه مفيداً، شاركنا برأيك، ولا تنسَ مشاركته لتعمّ الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل