الخوف من الفشل 8 استراتيجيات لمساعدة الطفل على التغلّب عليه

سبتمبر 17, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

الخوف من الفشل 8 استراتيجيات لمساعدة الطفل على التغلّب عليه

شارك القصة


الخوف من الفشل 8 استراتيجيات لمساعدة الطفل على التغلّب عليه

نتمنى جميعنا كآباء أن نرَ أطفالنا يحققون إنجازات عظيمة ويحرزون النجاح بشكل دائم ولكن الخوف من الفشل قد يشكّل لدى الطفل عائقاً لتحقيق النجاح ممّا يؤدي إلى ضعف الأداء والمهارات لديه وبالتالي عدم قدرته على تحقيق أفضل النتائج.

في الكثير من الأحيان، يلاحظ الآباء على أطفالهم مشاعر القلق والتوتر في فترة التحضير للاختبار أو الاستعداد للمنافسة، يعود السبب إلى خوفهم من الإحباط والفشل في تحقيق النتائج المطلوبة، وهُنا يبرز دور الأبوين في تخفيف هذا التوتر والقلق عند الأطفال باتباع بعض الطرق والاستراتيجيات لمساعدتهم على التغلب على الخوف من الفشل وبالتالي إزالة كافة العوائق التي تمنع الطفل من التطوّر والتقدّم وإحراز أفضل النتائج، ولعلّ إعادة تعريف وفهم معنى الفشل من قبل الأبوين هو أساس الانطلاق لبناء عقلية نمو صحية و مرنة عند أطفالهم تجعلهم قادرين على مواجهة التحديات و التغلّب على كافة المشاعر السلبية التي تسيطر على الطفل نتيجة خوفه من الفشل، من خلال تعزيز سياسة تصويب الأخطاء والاستفادة منها وعدم تهويل فكرة الفشل بحد ذاته والتركيز على أهمية الوقوع في الأخطاء وكذلك الفشل كمنطلق لتحقيق النجاح.

مقولة باولو كويلو  ليس هناك إلا شيء واحد يجعل الحلم مستحيلا، إنه الخوف من الفشل

ثمان استراتيجيات هامّة لمساعدة الطفل على التغلب على الخوف من الفشل

1- أعدْ النظر بمفهوم الفشل

في بعض الأحيان، يكون خوف الأبوين من وقوع طفلهم في الفشل أكبر من خوف الطفل نفسه!، ما يزيد من قلق وتوتر الطفل في مواجهة أي تحديات أو اختبارات، ما يدفعه للاستسلام والشعور بالخيبة حتى قبل المحاولة!

إن فهم الفشل بشكل صحيح وعقلاني وإعادة تعريفه بشكل إيجابي على أنه أمر طبيعي وضروري من أجل تحقيق النجاح ينمّي لدى الطفل العقلية المرنة لفهم وإدراك طبيعة الفشل وأهميته لكشف نقاط الضعف والعمل على تقويتها وتطوير المهارات وتحسين الأداء.

عادة ما يقتدي الطفل بأبويه، انقل الأفكار الإيجابية لطفلك حول مفهوم الفشل مع تكريس الجوانب المفيدة منه بعيدا عن إبداء ردات الفعل السلبية والمستهجنة للفشل من أجل تخفيف حدة خوف الطفل من الوقوع بالفشل وتعزيز مشاعر الارتياح والطمأنينة وتنمية عقلية نمو مرنة تجاه أي نتائج قد يواجهها طفلك في المستقبل.

الخوف من الفشل 8 استراتيجيات لمساعدة الطفل على التغلّب عليه

2- راع الحالة العاطفية لطفلك

غالباً ما يُقدم الأطفال من دون قصد أو إدراك على إبداء مخاوفهم وتوترهم تجاه أمر ما بشكل مُبالغ فيه، إحدى تلك المخاوف هي الخوف من الفشل، وهنا يظهر دور الأبوين في تهوين تلك المخاوف وإعطاءها حجمها الحقيقي مع مراعاة الحالة العاطفية للطفل من خلال استيعاب الطفل وموافقته بداية على موقفه، ثم مناقشة الطفل بحقيقة مخاوفه وتخفيفها تدريجيا، في غالب الأحيان تكون مخاوف الطفل كبيرة بداخله ولكنها تندثر حالما تخرج إلى العلن. إن تحصين الطفل نفسياً وخاصة عند الأطفال العاطفيين أكثر من غيرهم يسهم بشكل كبير في اكتسابهم القدرة على مواجهة القلق والتوتر بعيداً عن الانفعال والذعر والتعامل مع الخوف من الفشل بعقلانية ومرونة.

3- ادفع طفلك لتقدير ذاته وإنجازاته

يدفع الخوف من الفشل الطفل دوما للتركيز على الجوانب السلبية والإخفاقات ويُنسيه أحيانا الإنجازات والنجاحات التي حققها، عزّز لدى طفلك المفاهيم الإيجابية مثل:

  • الفشل البسيط لا يلغي النجاح الكبير.
  • الفشل والنجاح كلاهما ضروريان.
  • الفشل هو أساس التطوّر والتقدّم.
  • الاستسلام والانهزام من صفات الضعفاء، الإصرار والعزيمة من صفات الأقوياء.

إن سيطرة مشاعر الخوف من الفشل على طفلك والإحساس بالخيبة من عدم تحقيقه للنجاح يدفعه لعدم تقدير ذاته بشكل جيد ويزعزع ثقته بنفسه وبمهاراته الإدراكية وقدرته على بذل المزيد من الجهد لتحقيق نتائج أفضل.

عندما يدرك الطفل جيداً أن الفشل لا يقيس إمكانياته ومعدل ذكائه وقدرته على التطور والتقدم سيخفف ذلك خوفه من الفشل ويجعله أكثر ارتياحاً ومرونة في التعامل مع حالات مع كافة النتائج وسيقدّر الفشل كنتيجة على أنه فرصة هامّة لتصويب الأخطاء والكشف عن مكامن الضعف.

عبارات يمكنك استخدامها لتعزيز المفاهيم الايجابية للفشل والنجاح

4- لا توبّخ طفلك

غالبا ما تكون رغبات الأطفال وهواجسهم وأمنياتهم متجذرة في إرضاء الوالدين، إن التعامل الخاطئ مع فشل الطفل (التوبيخ، التهديد بالعقاب، الحرمان المؤقت من بعض الحقوق …) وفي بعض الحالات الأكثر خطورة قد تصل إلى حد استخدام العنف!

إن المسؤول المباشر والفعلي عن بناء عقلية الطفل وتكوين شخصيته هما الأبوان، ولكي تبني تلك العقلية والشخصية لطفلك بشكل صحي ومرن وسليم، عليك اتباع الأساليب الصحيحة في التعامل معه في حالات الفشل والإخفاق.

  • احتضن طفلك دوما في حال إحرازه للنجاح أو وقوعه في الفشل.
  • امدح طفلك على الجهد الذي بذله وليس على نتائج عمله سواء كانت هذه النتائج مرضية أو غير مرضية.
  • قم بمحاورة طفلك بشكل هادئ وعقلاني وإيجابي لكشف أسباب الفشل وإظهار مكامن الضعف والبحث في الحلول.
بعض التصرفات الصحيحة للتعامل مع مواقف لبفشل

5- تجنّب مقارنة طفلك بأحد

كثيرا ما يضع الأبوان طفلهما في حالات مقارنة مع الآخرين غير مدركين لخطورة ذلك على بناء عقلية نمو سليمة للطفل، فالإصرار على الطفل كي يصبح طبيباً كأخيه، أو توبيخ الطفل لأن أحد زملائه أحرز نتائج أفضل منه!، تلك السياسات الخاطئة المتبعة مع الطفل تُدخله في متاهات المقارنة المقيتة وتجعله غير قادر على تقدير ذاته وتحديد أهدافه وتحقيق أحلامه وتزيد من حدة خوفه من الفشل فتتحول مساعيه من بذل جهده ليحقق رغباته وطموحاته إلى بذل قصارى جهده ليصبح نسخة عن غيره أو لمجرد التفوق على غيره!

ادفعْ طفلك وشجعه دوما لتصحيح الأخطاء والانطلاق من الفشل لتحقيق النجاح وبناء شخصية مستقلة غير مرتبطة بأحد، عزز لديه الدوافع المبنية على أسس متينة وعقلية صحيحة بحيث يعي أن فشله ونجاحه هو ثمرة جهده وتعود بالفائدة له وحده، عندها سيقدّر ذاته جيدا ويبذل التعب والجهد الإضافي لتطوير نفسه وتثمين كل من النجاح والفشل.

6- ركّز على الجهد المبذول أكثر من معدل الذكاء

يتعاطف الأبوان مع فشل طفلهم أحيانا فيبررون ذلك الفشل بعدم امتلاك طفلهم الإمكانيات الكافية، وبالمقابل يمتدح بعض الآباء طفلهم على نجاحه وتفوّقه ويُرجعون ذلك لامتلاك طفلهم مقدرات ذهنية عالية ومستوى ذكاء مرتفع!

إن اتباع هذه الأساليب مع الطفل تعرّضه للوقوع في مغبّة الخوف الدائم من الفشل عدا عن النتائج السلبية المترتبة على وقوعه الفعلي في الفشل.

بدلا من التركيز على المقدرات العقلية  أو الجسدية للطفل كدليل على نجاحه أو فشله، يتوجب عليك دوماً التركيز على مقدار الجهد المبذول في سبيل تحقيق نتائج جيدة، فإن مناقشة الطفل حول فشله و إرجاع الأسباب لعدم قيامه بالجهد اللازم، والثناء على نجاحه وتبرير ذلك النجاح بالجهد والتعب المبذول في سبيل ذلك، ستبني لدى الطفل العقلية المرنة لإدراك أسباب الفشل والنجاح وارتباط تلك الأسباب بشكل وثيق بمقدار العمل و المجهود المبذول وليس بالمقدرات والإمكانيات، ما يقي الطفل من مخاطر الخوف من الفشل ويدفعه نحو السعي لبذل جهد أكبر من أجل تحقيق النجاح.

7- اجعل محبتك لأطفالك غير مشروطة بنجاحهم

كثيراً ما نسمع عبارات تقولها الأم لطفلها من قبيل: “سأحبك كثيرا إذا تفوقت على زملائك.” أو “سأجلب لك هدية إذا حصلت على درجات عالية في الاختبار.” خوف الطفل من عدم حصوله على تلك المحبة الكبيرة أو الهدية هو بمثابة الشرارة لاشتعال مشاعر الخوف والتوتر من الفشل! إن ربط اهتمامك ومحبتك لطفلك بنجاحه وتفوقه هو أمر عفوي قد يصدر عنك من دون قصد، ولكن محبتك لطفلك المشروطة بنجاحه ستعزز لديه مشاعر الخوف من الفشل حيث أن ذلك الفشل بالنسبة لهم سيعني خسارة محبة واهتمام الأبوين!

أظهر محبتك وتعاطفك مع طفلك بدون قيد أو شرط، حافظ على اهتمامك بهم واحتضنهم في حال أخفقوا في إحراز النتائج المطلوبة لحمايتهم من النتائج السلبية لمشاعر الخوف من الفشل وتطور تلك المشاعر إلى الإحساس بالإحباط والرغبة بالاستسلام.

بالإضافة إلى أن ربط رضا الوالدين على الطفل بنجاحه يعيق بناء عقلية وشخصية الطفل بشكل سليم وصحي، بحيث تسيطر عليه القناعات الخاطئة حول أهدافه وطموحاته وربطها بالسعي لكسب محبة الأبوين بدلا من السعي لتحقيق وتقدير الذات.

8- ركّز على إيجاد الحلول أكثر من البحث في الأسباب

لا شك أن مناقشة طفلك في أسباب فشله هو أمر مهم وضروري، ولكن التركيز على الأسباب بشكل مبالغ فيه وتذكير الطفل بها بشكل متكرر، قد يعزّز لدى الطفل مخاوفه من الفشل بدلا من تخفيفها!

بدلا من التركيز على أسباب الفشل، حاول تذكير الطفل بالحلول والطرق التي عليه اتباعها لتصحيح أخطائه وتصويبها لحمايته من مشاعر الخوف من الفشل والنتائج المترتبة عليه.

قم بمناقشة طفلك حول الحلول المقترحة بشكل إيجابي وبنّاء من قبيل “هل تعلم ما الذي عليك فعله لتصويب الخطأ؟”

، “لا شك أنك قادر على تحقيق نتائج أفضل في المرة القادمة ببذل المزيد من الجهد”.

إقرأ أيضا: مهارات التواصل عند الأطفال و 8 استراتيجيات فعّالة لتخفيف الخجل

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

هل أعجبك المقال؟ هل توافق مع الأفكار الواردة أعلاه؟ يرجى ترك تعليق حول ما أعجبك أو لم يعجبك في المقال أو ترك تعليق بالمواضيع التي ترغب بمناقشتها مستقبلا.

تذّكر أن البيئة السليمة المحيطة بأبنائك لها دور حاسم في تربية أطفالك فلذلك إذا أعجبك المقال يرجى مشاركته مع أقاربك وأصدقائك لتعم الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق