
تحوّل العالم بفضل الثورة الرقمية إلى قرية صغيرة يتمكن أفرادها من التواصل مع بعضهم البعض بكل سهولة ويسر، وأصبح من السهل التواصل مع أيٍّ كان بفضل التطور التكنولوجي المذهل. وتتطلب الظروف الحياتية تواصلاً مستمراً مع الآخرين وقدرة ذاتية على القيام بهذا التواصل بشكل فعّال ومثمر، إلا أنه وفي بعض الأحيان تبرز سمة الانطوائية لدى بعض الأشخاص وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين بسهولة. لذا يسعى الآباء في عالم اليوم إلى دمج أطفالهم في المجتمع وكسر حاجز الخوف من الاختلاط، فيبدأون بالسعي لإيجاد حلول عملية لعلاج الانطوائية عند أبناءهم. ويوجد عدة علامات تُميّز الطفل ذو السمة الانطوائية عن غيره من الأطفال الآخرين، إذ يكون للطفل عالمه الخاص فيحب اللعب بمفرده أو تقتصر مشاركاته في اللعب على طفل أو طفلين. ويسعى الطفل الخجول إلى التعرف على ذاته وفهمها بشكل كبير وتتسم سلوكياته بأنها مدروسة غير عفوية كباقي الأطفال. ويتميز الطفل الخجول بشخصية منفردة قوية تحتاج إلى الوقت كي تتعرف على الأشخاص الجدد، كما أنه لا يُفسح المجال للأشخاص الجدد للتعرف عليه بسهولة، إضافة إلى ذلك يشعر الطفل الخجول بالإحباط عندما يتواجد مع عدد كبير من الأشخاص الغرباء عنه.
ويسعى الطفل الخجول إلى ممارسة أنشطة وهوايات لا تستلزم وجود عدد من الأطفال لممارستها مثل: الرسم أو قراءة القصص وغيرها. ويمكن تفسير الانطوائية عند الطفل بأنها ناتجة عن قلة العاطفة والحب والاهتمام، إضافةً إلى أسلوب التربية المتسم بالحزم المفرط والتوبيخ المتواصل، الأمر الذي يدفع بالطفل للهروب والانطواء على نفسه.
3 طرق فعّالة للتعامل مع الطفل الخجول

1- تعزيز مشاعر الحب والحنان لدى الطفل الخجول
فالطفل الخجول الذي يشعر بأنه مرغوب ومحبوب يندمج مع الآخرين ويبادلهم العواطف، وعلى الآباء أن يبتعدوا عن توبيخ الطفل لفظياً والابتعاد كذلك الأمر عن العقاب الجسدي القاسي جراء تصرفاته أو سلوكياته التي يقوم بها في حال كانت غير مرغوبة، واتباع أساليب تربوية أكثر لطفاً في التعامل مع الطفل. (مثلاً: في حال كسر الطفل لعبته نتيجة نوبة غضب لا يجوز تعنيف الطفل أو إيذاءه بل يجب احتواءه وحضنه وإخباره بأنه من الخطأ التنفيس عن مشاعر الغضب بهذه الطريقة، وأنه طفل قوي يمكنه أن يتحكم بأعصابه ويضبط تصرفاته).
2- خلق حوار لطيف مع الطفل بشكل مستمر
يمكن إشراك الطفل الخجول في اتّخاذ القرارات التي تخص الأسرة والتي يمكنه إدراكها مثل: أخذ رأيه في الأماكن التي يمكن زيارتها في يوم العطلة والبدء بحوار شيّق حول الأماكن المفضلة وسبب تفضيله لها، والثناء على رأيه والعمل به قدر الإمكان فهذه الإيجابية في التعامل مع الطفل ستكسر حاجز الخوف لديه من إجراء الحوار مع الآخرين كما أنها ستُعزّز ثقته بنفسه، وسيسعى لإشراك نفسه لاحقاً في الحوارات التي يتمّ إجراءها أمامه. (هل تفضل يا حبيبي مهند أن نذهب إلى حديقة الحيوانات أم مدينة الملاهي؟ ما سبب اختيارك؟ لقد أعجبني رأيك جداً أنت طفل ذكي ذو ذوق رفيع).
3- إشراك الطفل في النوادي والأنشطة
لاسيما تلك التي تتضمن وجود عدد من الأطفال الذي يُقاربون الطفل في العمر، إذ يمكن إلحاقه بنادي تعلم اللغات، النوادي الرياضية وغيرها من النوادي التي تتطلب مشاركة فعلية مع الآخرين الأمر الذي يتيح للطفلالمجال للتعرف على أقرانه وكسر حاجز الخوف لديه من الاختلاط مع الآخرين.
لابد أن يدرك الآباء أنهم يجب أن يسعوا إلى فهم السلوكيات التي تسبب الضرر النفسي للطفل وتدفعه إلى الانطوائية، والعمل على دعم ثقة الطفل الخجول بذاته ونفسه وقدراته كي يتمكن من الاندماج في المجتمع والتواصل مع أفراده.
إقرأ أيضاً: الغيرة عند الأطفال علاماتها و5 طرق للحد منها
إقرأ أيضاً: القلق عند الأطفال و7 أساليب لمساعدة الطفل على التخلص منه
إقرأ أيضاً: الأساليب التعليمية الصحيحة لتعليم الأطفال
0 تعليق