يُعرّف التنمر بأنه سلوك عدواني غير مرغوب فيه بين الأطفال في سن المدرسة وينطوي على خلل حقيقي في سلوك الطفل المتنمر ويمكن أن يتكرر ويزداد التنمر بمرور الوقت إذا لم نتخذ الإجراءات الكفيلة بإيقافه.

التنمر مصدر قلق خطير في جميع المدارس، فبالنسبة لبعض الأطفال يمكن أن يؤدي التعرض للتنمر من قبل أقرانهم إلى ردِّ فعل شديد تجاه الإساءة بما في ذلك ضعف الثقة بالنفس والاكتئاب وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة وحتى قد يصل الأمر إلى الأفكار الانتحارية.

فالتنمر ليس سلوكاً طبيعياً أو مجرد جزء من النمو لذا يجب التعامل معه بجدية!

يشمل التنمر توجيه التهديدات ضد شخص ما، ونشر الشائعات والأكاذيب ومهاجمة شخص ما جسدياً أو لفظياً واستبعاد شخص من مجموعة عن قصد.

3 أساليب للتعامل مع الطفل المتنمر

يحتاج الآباء إلى اتخاذ إجراءات قوية وفورية لمنع سلوك التنمر من الخروج عن نطاق السيطرة، فإذا وجدت أن طفلك متورط في نوع من التنمر فإليك ثلاثة أشياء مهمة يمكنك القيام بها:

1- إدارة ردود أفعالك والحصول على الحقائق من الطفل المتنمر

يجب أن نبقى هادئين ونحاول الاستماع إلى ما يقوله الآخرون عن طفلنا ونخبرهم بأننا نأخذ هذا الأمر على محمل الجد وأننا سنفعل كل ما في وسعنا لوقف هذا السلوك. ثم نحاول أن نجمع أكبر قدر ممكن من التفاصيل ونخصص وقتاً لأنفسنا لمعالجة ما نشعر به بحيث نكون هادئين عندما نتحدث مع طفلنا.

2- مواجهة الطفل المتنمر والحديث معه

يجب أن نخبر الطفل أننا تلقينا مكالمة أو عرفنا أمراً مزعجاً حول سلوكه وأننا بحاجة إلى معرفة ما بدر منه. ومن المهمّ أن نكون هادئين ولطيفين مع الطفل المتنمر حتى يتمكن من إخبارنا بما جرى معه. كما يجب أن نتجنب استخدام أساليب العنف لأنّ ردّ الفعل هذا يمثل التنمر نفسه بل يجب أن نشرح للطفل أنه مهما حدث فإننا سنساعده على تجاوز ذلك. خلال الحوار مع الطفل المتنمر علينا أن نحاول معرفة إذا كان الطفل قد تعرض للتنمر من قبل ولم يخبرنا وإذا كان قد تنمر على أطفال آخرين أو فقط على طفل محدد كما يجب أن نعرف ما الذي يثير لديه الرغبة في التنمر. يمكن أن نشرح للطفل أن التنمر أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف عن هذا الفعل وأننا سنساعده على عدم الاستمرار.

لا داعي للمبالغة والإسهاب في الحديث قد تكون عبارة بسيطة قادرة على توضيح وجهة نظرنا بشكل أفضل مثلاً “أريدك أن تعرف أنّ التنمر أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف” أو “ماذا كنت ستفعل لو تصرف معك أحد أصدقائك مثلما تصرفت”.

3- مساعدة الطفل المتنمر على فهم الموقف وتعديل سلوكه

يجب أن نجد إجابات على الأسئلة التالية:

هل يشعر الطفل بالحزن أو الغضب أو الوحدة أو عدم الأمان؟

هل يتعرض الطفل لضغوط بسبب العمل المدرسي أو ضغط الامتحان؟

هل يعاني الطفل من موضوع معين أم يواجه صعوبة في تكوين صداقات؟

هل هناك مضايقات سابقة؟

يجب أن نفكر فيما يحدث في المنزل، هل الطفل قلق بشأن مشكلة في المنزل مثل موت حيوان أليف أو شجار بين الوالدين أو الانفصال؟

هل يتنمر شخص ما في المنزل على الطفل (أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة أو شخص بالغ آخر)؟

هل يشعر الطفل المتنمر بالغيرة من أخ أو أخت أو غيرهم من الأطفال؟

هل توفّر الإشراف المناسب وتهتم بحياة طفلك؟

يجب أن نتعامل مع الأمر بجدية ولا نقلل أو نستهين بسلوك الطفل من خلال سماع أعذاره وتأكيده على أنها مرة واحدة فقط ولن تتكرر، فإذا لم نكن قلقين بشأن الآثار طويلة الأمد على الطفل علينا أن نخاف من تعرض طفل آخر للأذى.

وأخيراً علينا أن ندرك أننا لا نستطيع التخلص من التنمر إلا عندما نعترف بوجوده لذا من الضروري إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع أطفالنا ومع المشرفين عليهم في المدرسة لمعرفة كافة السلوكيات التي يقوم بها أطفالنا ونبقى نحن وسلوكنا المثل الأول والقدوة التي تؤثر على تصرفات أطفالنا.

إقرأ أيضاً: طفل مسؤول أم طفل مُطيع؟ 4 استراتيجيّات لتربية طفل مسؤول

إقرأ أيضاً: السرقة عند الأطفال! أسبابها و5 طرق للتعامل معها

إقرأ أيضاً: العقلية النامية و3 استراتيجيّات فعّالة لتعزيز تلك العقليّة لدى أطفالك

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل