
الغضب عند الأطفال شعور طبيعي وصحي لكن العديد من الأطفال لا يستطيعون فهم الفرق بين مشاعر الغضب والسلوك العدواني إذ يمكن أن يتحول الإحباط والغضب بسرعة إلى تحدٍ وعدم احترام وعدوانية عندما لا يعرف الأطفال كيفية التعامل مع عواطفهم، فعندما يترك الطفل دون رادع تظهر عدوانية الطفولة مثل القتال والبصق والعض وغيرها وقد ربط الغضب والعدوانية بالمشاكل الأكاديمية، ورفض الأقران وضعف الصحة العقلية في مرحلة البلوغ.
خمس طرق لتعليم مهارات إدارة الغضب عند الأطفال

1- التفريق بين المشاعر والسلوك
يجب أن نعلّم الأطفال أن يصفوا مشاعرهم، حتى يتمكنوا من التعبير عن مشاعر الغضب والإحباط وخيبة الأمل مثلاً يمكن أن نقول للطفل “لا بأس أن تشعر بالغضب ولكن ليس من المقبول أن تضرب” يجب أن نساعدهم على التحكم في أفعالهم عندما يشعرون بالغضب. ينبع السلوك العدواني أحياناً من مجموعة متنوعة من المشاعر غير المريحة، مثل الحزن أو الإحراج لذا يجب أن نساعد أطفالنا على اكتشاف سبب شعورهم بالغضب ربما يشعرون بالحزن لإلغاء موعد اللعب لكنهم يستجيبون بغضب لأنه أسهل أو يخفي الألم الذي يشعرون به إنّ التحدث عن المشاعر في كثير من الأحيان ومع مرور الوقت يساعد الأطفال على تعلّم التعرف على مشاعرهم بشكل أفضل.
2- أن نكون نموذجاً يقتدي به أطفالنا في إدارة غضبهم
إنّ أفضل طريقة لتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الغضب هي أن توضّح لهم كيف تتعامل مع مشاعرك عندما تشعر بالغضب عندما يرى الأطفال أنك تفقد أعصابك، فمن المحتمل أن يفعلوا نفس الشيء ولكن إذا رأوا أنك تتعامل مع مشاعرك بطريقة ألطف فسيتعلمون ذلك أيضاً.
على الرغم من أهمية حماية أطفالنا من معظم مشاكل البالغين، إلا أنه من الصحي أن نوضح لهم كيف نتعامل مع مشاعر الغضب وأن نشير إلى الأوقات التي نشعر فيها بالإحباط حتى يفهم طفلنا أنّ البالغين يصابون بالغضب أحياناً.
لا بأس أن نقول لهم مثلاً “أنا غاضب لأنّ السيارة التي أمامنا لم تتوقف للسماح لهؤلاء الأطفال بعبور الشارع لكنني سأتوقف حتى يتمكنوا من العبور بأمان” إنّ التعبير عن مشاعرنا سيعلّم الأطفال التحدث عن عواطفهم أيضاً ويجب أن نتحمّل مسؤولية سلوكنا عندما نفقد أعصابنا أمام أطفالنا علينا أن نعتذر ونناقش ما كان يجب علينا فعله بدلاً من ذلك يمكن أن نقول لهم “أنا آسف لأنك رأيتني أصرخ اليوم كان يجب عليي أن أذهب في نزهة على الأقدام حتى أهدأ عندما كنت غاضباً بدلاً من رفع صوتي”.
3- وضع قواعد للتصرفات المسموحة أثناء الغضب عند الأطفال
لدى معظم العائلات قواعد عائلية غير رسمية حول السلوك المقبول وما هو غير مقبول عندما يتعلق الأمر بالغضب لا تمانع بعض العائلات من إغلاق الأبواب لترتفع الأصوات عند الغضب بينما لا تتسامح العائلات الأخرى مع مثل هذه السلوكيات يجب أن نضع قواعد منزلية مكتوبة تحدد توقعاتنا ويجب أن تتمحور قواعد الغضب حول التصرف باحترام تجاه الآخرين.
علينا ألا نتهاون في عقاب الطفل الذي يبدي ردود فعل عنيفة عند الغضب مثل العدوان الجسدي والشتائم وتدمير الممتلكات حتى يفهم أطفالنا أنهم لا يستطيعون رمي الأشياء أو كسرها أو الانتقاد لفظياً أو جسدياً عندما يكونون غاضبين.
4- تطوير مهارات المرونة والتأقلم يساعد في إدارة الغضب عند الأطفال
يحتاج الأطفال إلى معرفة الطرق المناسبة للتعامل مع غضبهم بدلاً من أن نقول لهم “لا تضرب أخيك” يمكن أن نشرح لهم ما يمكنهم فعله عندما يشعرون بالإحباط مثلاً نقول “في المرة القادمة تحدث معه وابتعد عنه عندما تشعر بالغضب”.
لمساعدة طفلنا على تحديد الاستراتيجيات التي قد تكون مفيدة مثلاً يمكن أن ننشئ مجموعة ألعاب أو أشياء نسميها مجموعة التهدئة يمكن استخدامها عندما يكونون منزعجين. كأن نملأ صندوقاً بالأشياء التي يمكن أن تساعدهم على الهدوء مثل كتاب التلوين وأقلام التلوين أو المستحضر الذي تنبعث منه رائحة طيبة أو الموسيقى الهادئة لأن إشراك حواسهم يمكن أن يساعدهم في تهدئة عقولهم وجسمهم.
وبالتالي يمكن استخدام الوقت المستقطع كأداة لمساعدة طفلنا على الهدوء يجب أن نعلّمهم أن يأخذوا وقتاً مستقطعاً قبل أن يقعوا في المشاكل ويمكن أن يكون إبعاد أنفسهم عن الموقف والهدوء بضع دقائق مفيد حقاً للأطفال المعرضين للغضب. يمكن أن نعلّم أطفالنا مهارات حل المشكلات حتى يتمكنوا من حلها دون اللجوء إلى العدوان لذا علينا أن نتحدث معهم عن طرق حل النزاع سلمياً.
5- مواجهة الطفل من خلال تحمله لعواقب تصرفاته
يجب أن نطبق على الطفل نظام الثواب والعقاب لمعالجة الغضب عند الأطفال فعندما نجد طفلنا قد تمكن من إدارة غضبه وفق القواعد التي وضعناها علينا أن نكافئه وذلك لتحفيزه على استخدام مهارات إدارة الغضب عند الانزعاج.
كما يجب أن نعاقبه عندما يخالف القواعد المحددة له في غضبه ويصبح عدوانياً حيث يمكن أن نحرمه من بعض الميزات أو نطلب منه القيام بأعمال إضافة إلى واجباته أو أن يعطي إحدى لعبه المفضلة لخصمه لفترة محدد. إنّ إدارة الغضب فن علينا أن نتقنه لنعلمه لأطفالنا فهو يساعدهم في تجاوز معظم المشاكل التي يمرون بها بأقل الخسائر الممكنة ويمكنه من التفكير وتحكيم العقل لحل أي مشكلة تعترضهم.
إقرأ أيضاً: كيفَ تُربّي طفل صادق؟ 6 استراتيجيّات لتعزيز سمة الصّدق لدى الأطفال
إقرأ أيضاً: كيف تُساعد طفلك على زيادة التحصيل الدراسي؟ و6 نصائح لمُساعدة الأطفال على الدِّراسة
إقرأ أيضاً: 4 استراتيجيّات لتنمية مهارات الطّفل في الاعتماد على الذات
0 تعليق