
يشتكي بعض الأهالي من ظاهرة اللامبالاة عند الأطفال تجاه أغلب الأشياء الهامة الخاصة منها أو العامة ويصبح الطفل هنا بارداً غير مهتم أو متحمس. واللامبالاة هي حالة نفسية ذات سمة وجدانية وطابع سلوكي، وهي شعور الشخص بعدم الاكتراث تجاه المشاكل أو الأشياء التي تحدث من حوله.
أسباب اللامبالاة عند الأطفال
- أسباب جسدية أو غير جسدية: حيث أن اللامبالاة عند الأطفال تعود لأسباب جسدية أو غيرها، مثلاً كفقدان الطفل لأحد أفراد أسرته، شعوره بالتوتر نتيجة تعرضه للفشل أكثر من مرة، هذه العوامل كلها تجعل منه طفلاً غير مكترث لما يدور من حوله من أمور مهما بلغت أهميتها.
- تعرض الطفل لصدمات نفسية أو حتى جسدية: كتعرضه لصدمات نفسية كالتوحد أو الاكتئاب، أو جسدية كالشلل أو إفراطه في تناول العقاقير وهذه الأمراض تجعله غير مبالٍ وغير مكترث.
- البيئة والظروف المحيطة: عندما يحاط الطفل بأفراد غير مباليين وغير مكترثين لما يدور حولهم، من البديهي أن يصبح مثلهم ويتطبّع بطبعهم.
- عدم الاهتمام بالطفل: إن عدم حصول الطفل على الاهتمام الكافي وتعرضه للإهمال من قبل أهله كعدم إعطاءه الحب والحنان الكافيين يجعله غير مبالٍ.
- توجيه الملاحظات بشكل دائم له: تعمل بعض الأمهات على زعزعة ثقة أطفالهم بأنفسهم وتجعلهم يدخلون حالة من الخمول وذهاب الحماس. وقد تتوسع هذه الحالة لتصبح اللامبالاة عميقة تجاه القيام بأعمال توجّه لهم، وذلك نتيجة انتقاد الأمهات لهؤلاء الأطفال عند تكليفهم بمهمات للقيام بها فتأتي النتائج غير متوقعة وغير مرضية.
- تذكير الطفل بصورة دائمة بوضعه: إن من أكثر الأخطاء التي يقع بها الأهل هي لوم أطفالهم ووصفهم بأنهم أشخاص لا مباليين وغير مفيدين للمجتمع اعتقاداً منهم أن هذا سيأخذ بطفلهم للأفضل لكنه على العكس ضار أكثر مما هو مفيد.
5 طرق للتخلص من اللامبالاة عند الأطفال

1- تقديم العناية النفسية المناسبة
بنفس الدرجة التي يكون فيها الطفل بحاجة للحصول على حاجاته المادية من طعام وشراب ولباس، فإنه بالمقابل بحاجة لحصوله على حاجاته المحسوسة والنفسية من عطف وحب ومشاركته همومه ومشاكله، واللعب معه وقضاء أجمل الأوقات برفقته حتى ينمو بشكل سليم دون أن يتعرض لاضطرابات نفسية.
2- تحفيز الطفل وتشجيعه
إن قيام الأمهات بتحفيز وتشجيع أطفالهم على القيام ببعض المهمات الصغيرة داخل المنزل وعدم توجيه الانتقاد لهم مهما كانت النتائج بل تقديم الشكر والمديح مع الإشارة إلى بعض الملاحظات بأسلوب جيد، يساعدهم على تخطي شعور اللامبالاة (شكراً يا محمد لقد رتبتَ سريرك بشكل جميل وأنا أثق بمهارتك وقدراتك على ترتيب سريرك في المرة القادمة بشكل أفضل).
3- توفير جوي أسري صحي
على الأهل العمل على إنشاء جو أسري صحي جيد لنمو أطفالهم، وعدم الشجار أمامهم، والعمل على تعزيز السلوكيات الجيدة التي تعمل على ترسيخ المبادئ الإيجابية.
4- الابتعاد عن فرض الأوامر
لا يجب على الأهل أن يتعاملوا مع أطفالهم بطريقة الأوامر، لأن ذلك سيولّد لديهم الشعور بالعبء والتفكير في التجاهل، وهذا سيولد لديهم شعور اللامبالاة. لذلك على الأهل أن يوجّهوا أطفالهم بأسلوب جيد للحصول على نتائج أفضل (ما رأيكَ يا محمد أن نعمل معاً على إنجاز الفروض المدرسية).
5- أن يكون الأهل قدوة يحتذى بها
ليتمكّن الأهل من التخلّص من سلوك اللامبالاة عند أطفالهم يجب عليهم الالتزام بعدة أمور حتى يصبحوا قدوة يحتذى بها، كخفض الصوت عند الحديث مع أطفالهم، واختيار الكلام الجميل الإيجابي مثل: أنا فخورة بك وسعيدة بوجودك في حياتي.
تعتبر مشكلة اللامبالاة عند الأطفال من المشاكل المعقدة والخطيرة التي يعاني منها بعض الأطفال لذلك يتوجب على أخصائي التربية العمل بشكل دائم لمساعدة الأهل وذلك عبر تقديم برامج توعوية وخطط مبرمجة لهذا النوع من الحالات المعقدة.
إقرأ أيضا: اللطف عند الأطفال وخمس طرق لتعزيز مفهوم اللطف والتعاطف مع الآخرين
إقرأ أيضا: التربية الإيجابية و أربع أساليب تربويّة عليك اتّباعها مع أطفالك
إقرأ أيضا: الكتابة عند الأطفال و3 استراتيجيات لتعزيز هذه المهارة
0 تعليق