المشاعر السلبية عند الأطفال: 5 خطوات لمساعدة الطّفل على إدارة هذه المشاعر

مايو 20, 2022 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

المشاعر السلبية عند الأطفال

شارك القصة


المشاعر السلبية عند الأطفال: 5 خطوات لمساعدة الطّفل على إدارة مشاعره السّلبيّة

في كثير من الأحيان عندما لا يعبّر الأطفال عن التّعاطف الصحّي والإيجابي فذلك لا يعني أنّهم لا يمتلكونه! فالسّبب يكمن في أنّ بعض المشاعر السلبية عند الأطفال الناشئة داخلهم كالغيرة، الغضب، الحزن أو الإحباط قد تمنع تعاطفهم، وهنا يتجلّى دور الآباء في منع تطوّر تلك المشاعر وسيطرتها على عقليّة الطّفل، فغالباً ما تكون مُساعدة الأطفال على إدارة هذه المشاعر السّلبية تجاه الآخرين هي ما يفعّل آليات تعاطفهم الصحّي والإيجابي ويعزّز سماتهم الأخلاقيّة ومشاعرهم الإيجابيّة.

لاشكّ أنّ البالغين يواجهون صعوبة أحياناً في السّيطرة على الحالات الانفعاليّة الصّعبة كالغضب، الحزن أو الإحباط …، وهنا يمكن الإشارة إلى خطورة تلك العواطف على الأطفال الذّين لا يملكون أدنى مستويات القدرة النّفسيّة والفكريّة لاحتواء تلك المشاعر وإدارتها بشكل صحّي وآمن.

وبالتّالي، فإنّ من واجبنا كآباء بذل الجهد ومنح الاهتمام الكافي لأطفالنا لحمايتهم من مخاطر المشاعر السّلبية وعواقبها الّتي ستؤثر بشكل سلبي على بناء عقليّة صحيّة وشخصيّة متوازنة لديهم، وهنا سنسّلط الضّوء على أبرز تلك المخاطر الّتي تنتج عن المشاعر السلبية عند الأطفال وقد تطال مختلف مناحي حياتهم.

مخاطر المشاعر السّلبية على الأطفال

1- المشاعر السّلبيّة عند الأطفال تتسبب زعزعة الثّقة بالنفس وقلّة تقدير الذات

من أبرز مخاطر المشاعر السّلبيّة الّتي قد تسيطر على الطّفل هي إلحاق الضّرر بثقته بنفسه وتقديره لذاته، ففي حالات الإحباط النّاتجة عن الفشل أو الخسارة، في حال لم يكن الطّفل مُهيّأً بشكل جيّد لتقبّل الفشل والتّعامل معه بعقليّة صحيّة ومرنة كاستراتيجيّة لكشف مكامن الضّعف وفرصة هامّة للنّمو والتّطور، سيؤدّي ذلك إلى زعزعة ثقة الطّفل بنفسه وتقديره لما يمتلك من مقدرات ومهارات، وبالتّالي تنمو بداخله بشكل تدريجي عقليّة الاستسلام، الانهزام، الهروب من المواجهة وعدم الرّغبة في إعادة المحاولة، ففي حال تعرّض طفلك لخسارة في مباراة كرة القدم ولم يكن مهيّأً لتلك الخسارة قد يقوده الإحباط النّاتج إلى رد فعل عكسي بحيث تنمو رغبة شديدة بداخله بعدم محاولة اللّعب مرّة أخرى وعدم بذل أي جهد في التّدريب أو تحسين مهاراته في اللّعب، وهذا ما ينعكس على تحدّيات ومواجهات مختلفة وأكثر صعوبة  في حياته المستقبليّة.

2- المشاعر السلبية عند الأطفال تؤثّر على الصّحة النّفسيّة والجسديّة

أرق واضّطرابات في النّوم، اكتئاب، تبوّل لاشعوري، آلام في الرّاس أو في المعدة والأمعاء وغيرها من الآثار النفسيّة والجسديّة الخطيرة الّتي قد تنجم عن سيطرة المشاعر السّلبيّة على عقليّة الطّفل وعدم قدرته على التّعامل معها بطرق صحيّة ومناسبة.

للأسف، يغفل الآباء أحياناً عن مخاطر كبت الطّفل لمشاعره السّلبيّة ويؤدي عدم تفريغها إلى تفاقم تلك المشاعر وتعاظمها إلى أن تظهر على شكل آثار جسديّة ونفسيّة خطيرة، فيهرع الآباء إلى الأطباء لطلب العون والمساعدة، وفي الحالات الأكثر خطورة يلجأ الطبيب بعد محاولات حثيثة لمعالجة الأمر بعيداً عن العلاج الدّوائي إلى إعطاء الطّفل بعض الأدوية المُهدّئة والمُعالِجة وقد يكون لذلك عوارض جانبيّة أكثر خطورة على جسد طفل قد لا يقوى على تحمّلها!

لذلك، فمن المهم أن يعي الآباء مخاطر تلك المشاعر السّلبية على الأطفال والعمل على مداركتها ووقاية الطّفل من آثارها النّفسيّة والجسديّة قبل فوات الأوان.

عندما يحصل طفلك على علامات تقدير مُنخفضة في اختبارات نهاية العام، ويدخل في حالة من الإحباط، وتأتي أنت بدورك لتفاقم تلك المشاعر السّلبيّة من خلال التّوبيخ أو فرض إجراءاتك العقابيّة، وقد كنت طوال العام مستلقياً لأخذ قسط من الراحة أو منشغلاً بممارسة نشاطاتك الاجتماعيّة!، ففي النهاية قد تجد نفسك واقفاً في عيادة الطّبيب مع طفلك متحسّراً وطالباً المساعدة لمعالجة طفلك الّذي بات يعاني من أمراض نفسيّة أو جسديّة خطيرة.

3- تفاقم المشاعر السلبية عند الأطفال تؤدّي إلى تراجع أدائهم الأكاديمي وتحصيلهم الدّراسي

لا شك أنّ لسيطرة المشاعر السّلبيّة على الطّفل دوراً كبيراً في تراجع تحصيله الدّراسي وأدائه الأكاديمي في حال عدم معالجة الأمر من قبل الأبوين بشكل صحّي وآمن.

إفراغ الطّفل لمشاعره السّلبيّة ومساعدته على إعطائها مبررات منطقيّة وواعية بالإضافة إلى العمل على تحسين صحّة الطّفل النفسيّة ومنحه الدّعم الكافي من خلال تعزز ثقته بنفسه وتقديره لذاته وتنمية الشّخصية القويّة لمواجهة مشاكله بجرأة وشجاعة يؤدّي إلى تحجيم تلك المشاعر وتبديدها بشكل تدريجي بالإضافة إلى تنمية مقدرات الطّفل على مواجهتها والتّعامل معها بالطّرق الصّحيحة، وبالتّالي منع تأثير تلك المشاعر على مسيرة الطّفل الدّراسيّة وأدائه وتحصيله العلمي والمعرفي.

عند تعرّض طفلك للتنمّر في المدرسة أو في أي مكان آخر مسبّباً له الخوف، القلق، أو الإحباط …، وفي حال عدم امتلاكه المقدرات اللازمة لمواجهة المُتنمِّرين وانصياعه لرغباتهم نتيجة الخوف، وبالتّالي إخفاء الأمر وعدم الإفصاح عنه لوضع حد لتطاولهم، سيؤدي ذلك إلى حدوث اضّطرابات نفسيّة خطيرة للطّفل بالإضافة إلى بدء تراجع تحصيله في المدرسة ما يؤثّر على مُستقبله الدّراسي بسبب سيطرة مشاعر الخوف والقلق عليه.

5 خطوات هامّة وصحيّة لمساعدة أطفالكم على إدارة مشاعرهم السّلبيّة بشكل صحّي وفعّال

المشاعر السلبية عند الأطفال و5 خطوات هامّة وصحيّة لمساعدة أطفالكم على إدارة مشاعرهم السّلبيّة بشكل صحّي وفعّال

1- اعتراف الطّفل بالمشاعر السلبية

 قمْ بتسمية مشاعر أطفالك السّلبيّة وحالاتهم العاطفيّة الصعبة بشكل واضح مثل الإحباط، الغيرة، الغضب وغيرها لتخفيف وطأة تلك المشاعر، “هل تشعر بالغضب أو الغيرة تجاه صديقك لأنّ المعلّمة أشادت به وقامت بتكريمه، وأنت فلا ؟!”

2- فهم الطّفل أسباب المشاعر السلبية

شجّعْهم على التّحدّث معك حول سبب شعورهم بهذه الطّريقة بهدف تحجيم تلك المشاعر. “ما سبب شعورك بالغيرة ؟، هل تشعر أنّك كنت تستحق ذلك التّكريم أكثر من صديقك؟”

3- توضيح الأثار السلبية لهذه المشاعر

احرصْ على إعطاء تبريرات أكثر واقعيّة لتلك المشاعر مع توضيح عدم صحّتها وآثارها السّلبيّة للعمل على تبديدها، “شعورك بالغيرة هو أمر طبيعي ولكن؛ هل تظن أنّ تلك المشاعر ستقدّم لك أي منفعة، وهل صديقك بالفعل لا يستحق التّقدير والتّكريم على جهده وتعبه ؟!”

4- الإرشاد للسّلوك الصّحيح

بعد التأكّد من تبديدالمشاعر السّلبية، قدّمْ لطفلك النّصيحة حول التّصرف الصّحي والصّحيح لتفادي تلك المشاعر مرّة أخرى، “بدلاً من أن تشعر بالغيرة، أظنّ أنّ عليك أولاً أن تقوم بإبداء إعجابك بصديقك وتُثني على جهده المبذول، ومن ثمّ عليك بذل المزيد من الجّهد لتكون مُكرَّماً من قبل المُعلّمة في المرّة القادمة”

5- إظهار نتائج السّلوك الصّحيح

من المهمّ أيضاً أنّ يعلم الطفل بشكل جيّد النتائج الإيجابيّة لسلوكه الصّحيح للمحافظة على ذلك السّلوك كبنية أساسيّة من عقليّة نموّه المرنة والصّحيّة، “هل تعتقد أنّ صديقك سيحبّك ويشكر لك خطوتك؟، وهل سيبادلك الإعجاب والتّقدير في نجاحاتك القادمة؟”

إقرأ أيضاً: أربع طرق لتعزيز السلوك الإيجابي لدى الأطفال

إقرأ أيضاً: 5 طرق لتشجيع الأطفال على الدراسة: نحن نتعلّم بطرق مختلفة!

إقرأ أيضاً: مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال: 5 طرق فعّالة لإزالتها

هل أعجبك المقال؟

هل ترى أنّ للمشاعر السّلبية مخاطر أخرى على صحّة الطّفل النّفسيّة والجسديّة؟

وكيف تتعامل أنت مع أطفالك لتعزيز صحّتهم النّفسيّة؟

إذا أعجبك المقال، لا تنسَ مشاركته مع الأصدقاء.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق