الملل من الدراسة؟ 4 استراتيجيّات لتحفيز الطّفل على الدّراسة والتّعلم

مارس 11, 2022 | دروب الدراسة | 0 تعليقات

الملل من الدراسة؟ 4 استراتيجيّات لتحفيز الطّفل على الدّراسة والتّعلُّم

شارك القصة


الملل من الدراسة؟ 4 استراتيجيّات لتحفيز الطّفل على الدّراسة والتّعلُّم

من الطبيعي أن يشعر طفلك أحياناً بالملل المؤقّت من الدّراسة أو التّعلّم في البيت أو المدرسة، ولكن من غير الطبيعي أن يستمر هذا الملل ويتطوّر ليأخذ أبعاد قد تؤثّر على مستوى الأداء والتّحصيل الدّراسي للطفل بالإضافة إلى الآثار النّفسيّة المترتّبة على الطّفل، فحين يشعر طفلك أنّه مجبر على الدّراسة وبالتالي غير قادر على المضي قدماً في تطوير مهاراته المعرفية والدّراسيّة فمن المهم قيام الأبوين بتفعيل آليات التّدخل العاجل.

يرتبط شعور الطّفل بالملل من الدراسة بعدّة عوامل ومؤثّرات يجب على الآباء أخذها بعين الاعتبار، فغياب عوامل التّشجيع والتّحفيز، الأساليب التّعليمية الخاطئة، سهولة المحتوى العلمي مقارنة بمقدرات الطّفل أو العكس، طريقة تعامل الأبوين بشكل سلبي مع الطّفل في المنزل، وتعزيز عقلية تفكير ثابتة غير مرنة لدى الطّفل … جميع تلك الأسباب يمكن أن يكون لها أثر واضح وفعلي تُدخل الطفل في نفق الملل الدّراسي وقد لا يتمكّن بنفسه من إيجاد سبيلاً للخروج من ذلك النّفق.

يأخذ الأبوان النّصيب الأكبر من مسؤولية مساعدة الطّفل على تجاوز شعوره بالملل من الدراسة من خلال خلق بيئة صحيّة ومحفّزة في المنزل، مراعاة الجانب النّفسي للطّفل، التّعامل الإيجابي مع الطّفل وإدارة جميع شؤونه الدّراسيّة بشكل واعٍ وبنّاء وغيرها من الخطوات الّتي من خلالها نساعد أطفالنا على التخلّص من سيطرة شعور الملل من الدراسة عليهم وتحفيزهم للإقبال على التّعلّم والدّراسة بروح مُفعمة بالنشاط، الاهتمام والشّغف.

في هذا المقال، سنضع في متناولكم بعض الأسباب والعوامل الّتي قد تسبّب لدى الطّفل شعوراً بالملل خلال الدّراسة وخاصّة في فترة التّحضير للاختبارات والّتي لا يمكن إهمالها أو التّغاضي عنها لكونها الفترة الّتي يحصد فيها الطّفل ثمار تعبه وبذله الجهد خلال الفصل الدّراسي، وبعد طرح تلك الأسباب، سنقدّم لكم مجموعة من النّصائح والخطوات ممثلّة بخمس استراتيجيّات هامّة وفعّالة يمكنكم اتّباعها لمساعدة أطفالكم على تجاوز شعور الملل من الدراسة الّذي لا شك أنه سيؤثر بشكل سلبي على تحصيلهم العلمي والمعرفي في حال استمراره.

الأسباب الّتي تجعل الطّفل يشعر بالملل من الدراسة:

الأسباب الّتي تجعل الطّفل يشعر بالملل من الدراسة:

غياب عامل التّحفيز

إنّ غياب عامل التّحفيز والتّشجيع من أنشطة الطّفل الدّراسيّة يأتي في مقدمة الأسباب التي تدفع الطفل للشعور بالملل من القيام بتلك الأنشطة، خاصّة لدى الأطفال الأصغر سنّاً؛ فهم غير قادرين على تشجيع وتحفيز أنفسهم على الدّراسة والتّعلّم، وعبارات التشجيع البنّاءة أقل ما يحتاجها الطّفل للاندفاع نحو بذل الجهد في الدّراسة والتّعلّم.

طرق التّعامل الخاطئة يسبب الملل من الدراسة

قد يعتقد بعض الآباء انطلاقاً من قلقهم وشعورهم المُبرّر بالمسؤولية تجاه أطفالهم أنّ إصرارهم على مطالبة طفلهم وبشكل متكرّر بالقيام بواجباته المدرسيّة وإنجاز مهامّه يساعد الطّفل على رفع مستوى تحصيله الدّراسي ويحميه من أي تقصير محتمل!، لاشكّ أنّ من واجبنا كآباء مساعدة الطّفل على إدارة شؤونه الدّراسيّة بشكل جيّد ولكن مطالبة الطّفل بشكل متكرّر ومُبالغ فيه بإنجاز مهامّه الدّراسيّة قد يكون له أثر عكسي بحيث يعتقد الطّفل بأنّه مُجبر على الدّراسة ما يشعره بالملل، بالإضافة إلى عدة طرق في التّعامل الخاطئ الّتي تؤثر سلباً على الطّفل وتدفعه للشعور بالملل كمنع الطّفل من قضاء بعض الوقت بعيداً عن الكتاب لأخذ قسط من الرّاحة، معاقبة الطّفل وتوبيخه بقسوة على أي تقصير في إنجاز مهامّه وبالتالي زرع الرّعب لدى الطفل بدلاً من التّحفيز.

الأساليب التّعليميّة التّقليدية الخاطئة

لا شك أنّ للأساليب التّعليميّة التقليدية دوراً في شعور الطفل بالملل من عمليّة التعلّم وخاصّة تلك الأساليب التي تخلو من التّحدي والتّحفيز وتحد من تعزيز الجانب الإبداعي لدى الطّفل في التفكير، التّحليل والاستنتاج، بحيث تعتمد هذه الأساليب على نقل المعلومات الجاهزة للطّفل ما يشعره بالملل ويحّجم عقلية النّمو المرنة لديه.

صعوبة المحتوى التّعليمي أو سهولته يسبب الملل من الدراسة

من الأسباب الّتي تدفع الطّفل أيضاً للشعور بالملل وعدم الرّغبة في الدّراسة هي إحساسه بصعوبة المعلومات الّتي يتلقاها في المدرسة، حيث يعود السّبب لوجود نقص في الموارد المعرفيّة لدى الطّفل أو ضعف في بعض المهارات الّتي يحتاجها الطّفل وخاصّة الأطفال الذين هم في مرحلة التأهيل والتّأسيس.

وبالمقابل، فإنّ إحساس الطفل بأنّ المعلومات والمحتوى العلمي الذي يتلقّاه في المدرسة سهل مقارنة بمقدراته الفكريّة ومهاراته المعرفية يدفعه للشّعور بالملل، وتكمن الخطورة هُنا في عدم بذل الطّفل للجهد الكافي واكتفائه بالاعتماد على إمكانياته ومهاراته الفكريّة، وهذا ما يخلق لدى الطّفل صعوبة بالغة في الجلوس أمام الكتاب لاحقاً.

4 استراتيجيات لتحفيز الطّفل على الدّراسة والتّعلّم:

4 استراتيجيات لتحفيز الطّفل على الدّراسة والتّعلّم:

1- الأساليب التّعليمية الصّحيحة مفتاح لتحفيز الطفل وعدم شعوره بالملل

تعد الأساليب التّعليمية التّفاعلية التي تمنح الطفل فرصة كبيرة للمشاركة في عملية التعلّم استراتيجية ناجحة في تعليم الأطفال بحماس بعيداً عن الملل، بالإضافة إلى أنّ الأساليب التّعليمية التي تعتمد على النّشاطات العملية المختلفة تثبت نجاحها في تحفيز الطّفل وزيادة حماسه تجاه التعلّم والدّراسة من خلال زرع الرّغبة لدى الطّفل بالاكتشاف بشكل عملي لربط المعلومات النّظرية بالواقع وبالتالي حماية الطّفل من الشّعور بالملل من معلومات نظريّة بحتة ورفع مستوى الأداء الأكاديمي وتطوير المهارات الدّراسية وتعزيز روح التّفاعل البنّاء والإيجابي للإقبال على التّعلم برغبة وحماس.

ولاشكّ التّعلم القائم على الألعاب طريقة ممتازة لمكافحة الملل، فهي ليست فقط أكثر متعة من أوراق العمل والمحاضرات، ولكنّها تتيح أيضاً للأطفال العمل على مستواهم الخاص.

  • ساعد طفلك في تلقّي المعلومات بالأساليب التّعليميّة الصّحيحة لحمايته من الشّعور بالملل من الدّراسة.
  • ابقَ على تواصل مع المدرسة للطلاع على الأساليب التّعليميّة المتّبعة ومدى نجاحها في تحفيز طفلك على الدّراسة والتّعلّم.

2- تشجيع الأطفال على إنجاز أهداف قابلة للتحقيق اسلوب بناء في محاربة الملل من الدراسة

يواجه طفلك صعوبة بالغة في إنهاء واجبات عدّة أو إنجاز مهامّ مدرسيّة متعدّدة في نفس الوقت ما يسبّب له التعب النفسي والإرهاق الجسدي الذي يقود بطبيعة الحال لشعور الطّفل بالملل، ولكن تقسيم تلك المهام والواجبات المتعدّدة خلال الفصل الدراسي إلى أهداف أكثر سهولة في التحقيق يسهّل على الطفل إنجازها بنجاح من جهة ويشعر الطفل بالمزيد من الراحة والحماس عند إتمامها من جهةٍ أخرى.

  • شجّعْ طفلك لإنهاء الواجبات والمهامّ المدرسيّة المطلوبة بشكل يومي والابتعاد عن مراكمتها.
  • ساعدْ طفلك في تقسيم المحتوى العلمي المطلوب من أجل الاختبار إلى عدة أقسام ليسهل على الطفل دراسته وتعزيز شعوره بالحماس والرّضى بعد إنجاز كل قسم على حدى.

3- رفع مستوى التحدّيات السّهلة على الطفل يمنع أي بوادر محتملة لشعور الطفل بالمللمن الدراسة

في بعض الأحيان، قد يغفل الأبوان عن خطورة شعور الطّفل بسهولة المحتوى الدراسي مُقارنة بقدراته الفكريّة، فلا يبذل الطفل الجّهد الكبير في الدّراسة بسبب إحساسه بالملل من دراسة معلومات بسيطة، ومع ذلك يحصد الطفل علامات تقدير عالية !، ولكن هذه الحالة غير الصّحية من أكثر العوامل التي تهدّد مستوى التفوّق الدراسي للطّفل وأدائه الأكاديمي في المستقبل، فلاحقاً لن تكون مهارات الطفل لوحدها كفيلة لإنجاز مهامّ دراسيّة أصعب وتجاوز اختبارات أكثر تعقيداً، فترى طفلك لا يستطيع الجلوس أمام الكتاب لمدة عشر دقائق متواصلة والسبب ببساطة لأنّه غير معتاد على ذلك.

  • ارفعْ مستوى التّحدي لطفلك من خلال إجراء اختبارات أكثر صعوبة، ومنحه مهامّ منزليّة تضطّره لإمضاء وقت لا بأس به في الدّراسة.
  • يمكنك الاستعانة بمدرّس خصوصي يعمل على معالجة الأمر من خلال إعطائه معلومات إضافية لمكافحة أي شعور بالملل من المعلومات الواردة من المنهج الدّراسي.

4- الأساليب الصحية في التعامل مع الطفل هامّة لتشجيعه وحمايته من الشعور بالملل من الدراسة

في بعض الأحيان، غياب أي عبارات تشجيع أو تحفيز من الأبوين عن مسمع الطّفل، الطفل الأصغر سناً بشكل خاص، يجعله ينظر إلى جميع المهامّ والواجبات المدرسيّة على أنّها أمر غير مهم وليس ضرورياً، حيث يعتقد الطفل دائماً أن الأمور الأكثر أهمية هي ما تخرج من أفواه أبويه، ما يدفعه للشّعور بالملل من القيام بأمور لا تستحق العناء!

من الجدير بالذّكر أيضاً أنّ أساليب المحاسبة غير الصّحية التي يتّبعها الآباء في بعض الأحيان تلعب دوراً في دفع الطفل للشّعور بالملل من الدراسة لإنجاز أي اختبار قدام، فطفلك سيملّ في النهاية من كلمات التّوبيخ القاسية وأساليب العقاب التي قد تعتقد أنها تحفّزه للدراسة، لكنّها في الحقيقة تزرع الكره والملل في نفسه تجاه كل ما يتعلّق بالدراسة!

  • امنحْ طفلك بعض عبارات المديح والتّشجيع باعتدال عند حصوله على علامة تقدير عالية لتحفيزه على إنجاز المهام القادمة بنجاح.
  • لا تظن أنّ محاسبة الطّفل بضربه أو حرمانه من بعض الحقوق أسلوب ناجح لرفع مستوى تحصيله الدراسي، بل أنت بذلك تعزّز الكره لدى طفلك تجاه الدراسة والتعلّم.

إقرأ أيضاً: كيف تُساعد طفلك على زيادة التحصيل الدراسي؟ و6 نصائح لمُساعدة الأطفال على الدِّراسة

إقرأ أيضاً: حلّ المشكلات للأطفال: دليلك العملي لتعليم هذه المهارات

إقرأ أيضاً: دليلُك لمدح أطفالك: 5 نصائح لمدح الطفل والإشادة به بطريقة صحيّة وفعّالة

هل أعجبك المقال؟

هل ترى أنّ الأسباب المذكورة أعلاه هي ما تدفع طفلك للشّعور بالملل من الدّراسة؟

وما النّصائح التي رأيتها مفيدة وفعّالة في تحفيز الطّفل على الدّراسة بعيداً عن الملل؟

إذا رأيت أنّ المقال مفيد، لا تنسَ مشاركته مع الأصدقاء.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق