يعتبر الوسواس القهري عند الأطفال من الحالات التي يمكن اعتبارها شائعة وتنتشر بين الأطفال على امتداد العالم. وهو اضطراب بيولوجي ذو منشأ عصبي يدفع الأطفال إلى القيام بأفعال وسلوكيات قهرية ناتجة عن جملة من الأفكار التي تعتري ذهن الطفل أو نتيجة للمخاوف التي يعاني منها. ويأخذ شكل تكرار الأفعال والسلوكيات بطريقة غير عادية.

ولا يرتبط الوسواس القهري عند الأطفال بسنٍّ معينة بل إنه قد يصيب الطفل في سنٍّ مُبكّرة. أما الأسباب المؤدية لإصابة الطفل بالوسواس القهري فقد تكون ناجمة عن نقص السيروتونين عند الطفل والذي يمكن تعريفه على أنه ناقل عصبي يمكّن الخلايا الموجودة في المخ من التواصل فيما بينها، أو نتيجة للعدوى المرضية التي تصيب الطفل، يضاف إلى ذلك كله التنشئة الأسرية والطابع البيئي الذي ينتمي إليه الطفل والذي يمكن أن يسبب إصابة الطفل بالوسواس القهري.

وهناك جملة من العلامات التي تدل على إصابة الطفل بالوسواس القهري مثل: خوف الطفل بشكل مفرط من الجراثيم والفيروسات والأوساخ الأمر الذي يجعله يغسل يديه بشكل متواصل ومستمر، واتخاذ الإجراءات المبالغ فيها لحماية الجسد من الجراثيم، إضافةً إلى فقدان الثقة بالنفس والشك المبالغ فيه، مثل: التأكد من إغلاق الحقيبة المدرسية مرات عدة، تكرار بعض الكلمات بصورة غير منطقية حتى وإن لم تستدعي الحاجة لذلك، الالتزام بالنظام والتقيد بالروتين إلى أقصى درجة، الخوف الغير مبرر على ذويه، السعي للكمال من خلال تنسيق الأشياء وترتيبها.

خطوات علاج الوسواس القهري عند الطفل

1- التعرف على الأسباب الكامنة خلف الوسواس القهريعند الأطفال

فالخوف من الموت ناجم عن فقدان الأحبة، والترتيب الزائد عن الحدّ ناجم عن القلق إزاء الفوضى وفقدان الأشياء، والنظافة المستمرة والغسيل المتواصل ناجم عن الخوف من المرض. إن معرفة الأسباب تتيح أمام الأهل المجال للوصول إلى العلاج الأنسب، ولعل أفضل طريقة لمعرفة أسباب الوسواس القهري عند الطفل هو مراقبة سلوكه وإجراء حوار معه للتعرّف على المخاوف التي تعتريه.

2- مساعدة الطفل على مواجهة مخاوفه

من الجيد اصطحاب الطفل إلى الحديقة واللعب بالأتربة معه وزراعة النباتات وتشجيعه على استخدام يديه وتلويثهما، ومن الممكن أن يتم إثارة الفوضى في المطبخ وبعثرة بعض الأدوات وإعادة ترتيبها مرة أخرى ليلاحظ الطفل أن الفوضى أمر يمكن التغلب عليه. وقد يجد الآباء صعوبة في البداية لتقبل الطفل مواجهة مخاوفه إلا أنه ومع مرور الوقت سيبدأ في التأقلم مع الوضع وتصبح حالة الوسواس القهري لديه أقل حدة.

3- شغل وقت فراغ الطفل بالأنشطة المتنوعة

إن الوسواس القهري عند الأطفال وتكرار السلوكيات والعبارات يحتاج إلى وقت وفترات زمنية لا بأس بها، وبالتالي فإن إلهاء الطفل وشغله بالأنشطة المختلفة سيجعله ينسى تدريجياً السلوكيات التي كان يثابر على القيام بها وسينسى كذلك الأمر العبارات التي كان يرددها سابقاً.

4- زيارة الطبيب والعلاج الطبي

من الجيد أن يتم استشارة الطبيب المختص لعلاج حالة الوسواس القهري عند الأطفال باستخدام العقاقير الطبية المناسبة للحالة أو بالاعتماد على خطة تتناسب وحالة الطفل ودرجة الوسواس القهري لديه.

من الخاطئ أن يعتقد الآباء أن حالة الوسواس القهري عند الأطفال هي حالة مؤقتة تزول بمرور الوقت، إذ أن التعافي من الوسواس القهري يكون بشكل طبيعي في حالات نادرة، ومعظم الحالات تتطلب تدخلاً مباشراً من قبل أفراد أسرة الطفل وإعداد خطة يلتزم بها كافة أفراد الأسرة لمساعدة الطفل على العودة إلى حياته الطبيعية دون أي أذى نفسي.

إقرأ أيضاً: القلق عند الأطفال و7 أساليب لمساعدة الطفل على التخلص منه

إقرأ أيضاً: أربع طرق لتعزيز السلوك الإيجابي لدى الأطفال

إقرأ أيضاً: كيف تبني الثقة مع الطفل في مرحلة المراهقة؟