تحفيز الطفل من خلال 10 استراتيجيات فعّالة

سبتمبر 4, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

تحفيز الطفل من خلال 10 استراتيجيات فعّالة

شارك القصة


تحفيز الطفل من خلال 10 استراتيجيات فعّالة

تُظهر التجارب والأبحاث أن تحفيز الطفل وتعزيز الدوافع الذاتية لديه من خلال تنمية الحماس بداخله وتقوية إرادته وعزيمته للوصول إلى أهدافه تعطي نتائج إيجابية ومثمرة أكثر من اتباع الأساليب التي تعتمد على تقديم المكافآت أو التهديد بالعقاب!، فإن تنمية عقليّة نمو صحيّة لدى الطفل تعتمد على إدراكه بأنّ نجاحه وتحقيقه لأفضل النتائج هو المكافأة الحقيقية التي عليه أن يشعر بقيمتها الثمينة أكثر من أي مكافآت أخرى.

إليكم عشر استراتيجيات فعّالة لتحفيز الطفل وتشجيعه نحو الإبداع والتميّز:

تحفيز الطفل من خلال 10 استراتيجيات فعّالة

1- امنح طفلك حريّة الاختيار

كثيراً ما نسمع عن آباء يُلزمون أطفالهم دراسة وتعلّم أمورٍ لا يفضّلها الأطفال وذلك تحقيقاً لرغبة وإرادة والديهم!

امنح طفلك الحرية الكاملة في البحث عن شغفه واهتماماته وممارسة كافة هواياته ولا تقتل ذلك الشغف من خلال فرض رغباتك على طفلك، ولا ترَ في أطفالك انعكاساً أو امتداداً لك، فمثلاً إذا كنت مهندساً مدنيّاً هذا لا يعني أن تفرض على أطفالك أن يصبحوا مثلك!، وعلى عكس ذلك، لا تحمّل أطفالك عبءَ حلمك القديم الذي لم يتحقق! حيث يصعب على الطفل أن يواجه والديه بالرفض، فعادة ما تكون حياة الطفل وتحقيقه للنجاح مرتبط بإرضاء والديه ما يقتل الحماس والشغف لدى الطفل تجاه رغباته ويؤدي ذلك لإضعاف تحفيز الطفل وبالتالي يخسر فرصه في الإبداع والتميز.

أظهرت التجارب والدراسات أن حرية الاختيار هي من أقوى تقنيات الإقناع. كلمّا شعر الأطفال بأنهم قد حدّدوا طريقهم بأنفسهم، زاد حماسهم للبقاء على هذا الطريق وإكماله حتى النهاية. هذا لا يعني أننا لا يجب أن نتبادل الأفكار مع أطفالنا، ولكنه يعني أنه لا ينبغي لنا القيام بالعمل نيابة عنهم وفرض رغباتنا عليهم.

2- تقبّل الأخطاء كجزء من النجاح

إن اعتقاد الطفل بأن ارتكابه لبعض الأخطاء عند إنجاز مهمة معينة هو بمثابة فشله في تحقيق تلك المهمة يُضعف الحافز بداخله للاستمرار في المحاولة ويقلل القدرة على التطور والتحسين، يبني الطفل هذه العقلية انطلاقاً من والديه فعادة ما يرى الطفل في أبويه الحَكم الأفضل.

احرص على عدم إبداء أي ردات فعل قاسية أو مُستهجِنة تُجاه ارتكاب طفلك أخطاء أثناء إنجاز مهمة ما.

ادفع طفلك للتفكير بطريقة مرنة وصحية، وإدراك قيمة الأخطاء المرتكبة أثناء إنجاز نشاط معين في تحسين القدرات وتطويرها، وأن تلك الأخطاء واردة ومتوقعة.

حاول إقناع نفسك بتقبل تلك الأخطاء قبل إقناع طفلك!

3- قم بتحفز طفلك بالحوار الإيجابي والبنّاء

إن تحفيز الطفل وتشجيعه على تحقيق النجاح باتباع أساليب مثل الإكراه والإجبار والتهديد بالعقاب تعد من السياسات الخاطئة التي تقتل شغف الطفل وتمنعه من التطوّر والتقدّم.

إن تنمية الحوافز الذاتية عند الطفل تبدأ من بناء عقلية تفكير مرنة من خلال إجراء محادثات إيجابية مع الطفل وإقناعه بأهمية تحديد الأهداف والعمل الجاد والسعي الحثيث من أجل الوصول إليها.

حاور طفلك بهدوء وإيجابية، سلّط الضوء على إمكانيات طفلك، وقدرته على تحقيق الإنجاز، قم بتشجيعه وازرع الحافز بداخله بدلاً من أن تزرع الخوف والرعب من خلال التهديد بالعقاب!

4- قدّر إنجازات طفلك

كثيراً ما نرى طفلاً يقوم برسم رسمة بسيطة أو صنع كرة من المعجون فيركض مهرولاً إلى أمه ليأخذ رأيها! إنّ الأطفال وخاصة في المراحل العمرية المبكرّة تكون رغباتهم متجذرة في إرضاء والديهم.

احرص دوماً على تحفيز طفلك من خلال تقدير إنجازاته مهما بلغت من البساطة وتشجيعه ومنحه المديح والثناء، لهذا دور كبير في بناء طفل قادر على تحقيق إنجازات عظيمة، فطفلك الصغير الذي يأخذ رأيك اليوم برسمة سمكة صغيرة قد يدعوك مستقبلاً لحضور مَعرِض الرسم الخاص به!

5- اجعل طفلك مُعلماً

في الكثير من الأحيان، نلاحظ رغبة وشغف طفلنا وهو يحاول بعد عودته من المدرسة تعليمنا الأغنية التي تعلّمها في فصل الموسيقى.

امنح طفلك الفرصة لمشاركتك المعرفة التي يكتسبها حتى لو كانت بعيدة عن مجال خبرتك، تفاعل معه بكل محبة وحماس واطرح الأسئلة التي قد تُوقظ في طفلك جانب التفكير الإبداعي وتدفعه للبحث والتعلم أكثر، فإبداء الاهتمام لطفلك تجاه ما يحاول مشاركته معك يمنحه التحفيز والتشجيع للمثابرة على التعلم وإنجاز المزيد من النتائج الإيجابية.

اطلب من طفلك تعليم أخيه الأصغر سناً المهارات التي اكتسبها حديثاً، فذلك يشعره بالكثير من الرضى والثقة بالنفس والإحساس بالتقدير ويمنحه الدعم والتحفيز.

6- أعد النظر في فكرة منح الجوائز

تظهر الدراسات أن التأثيرات والنتائج الإيجابية لمنح الطفل الجوائز المادية مقابل نجاحه في اختبارٍ ما عادة ما تكون قصيرة الأمد وقد يكون لها تأثيرات مُعاكسة!

لا شكّ في أن منح الطفل مكافأة يمنحه التحفيز ويمكن أن يكون مفيداً بشكل مؤقت لجعله يتخطّى عقبة أو يُنجز مهمة معينة. لكن مع مرور الوقت، تصبح عقلية الطفل وسلوكه مرتبطاً ومعتمداً على الجوائز والمكافآت، وستنطفئ شعلة التحفيز بداخله بغياب تلك الجوائز.

واللافت أن هذه النظرية صحيحة حتى ولو كان الطفل مستمتعاً أثناء قيامه بالنشاط. فقد تبين أن الأطفال الذين يتلقون المكافآت عند إنجاز نشاطات ومهام يحبونها (مثل الرسم أو العزف)، يتوقفون عن إنجاز تلك النشاطات عند توقف حصولهم على تلك المكافآت. بمعنى آخر، نجحت المكافأة نوعاً ما في القضاء على شغفهم.

 إن استخدام الجوائز كحافز للطفل يمكن أن يكون غير مضر، بل ويثمر عن نتائج إيجابية من خلال تهدئة الطفل أو تحفيزه على إنجاز تحد صعب ولكن بعيداً عن التعوّد وعدم الربط بين الجائزة والنجاح، وبناء عقلية نمو صحية عند الطفل بحيث يقدّر الجوائز الحقيقية التي يكسبها كالإحساس بالارتياح والرضى والسعادة عند تعلم مهارات جديدة أو تحقيق إنجاز معين ما يجعل الطفل مُقدماً ومستمرّاً في تحقيق الإنجازات ويحافظ على الحافز والدوافع نحو ذلك، وذلك لعدم غياب تلك الجوائز.

7- احمِ طفلك من العوامل الخارجية

الاستهزاء بمقدرات طفلك، التنمر عليه، الاستخفاف به، انتقاده بطريقة لاذعة ومسيئة..

تلك السلوكيات السيئة قد يتعرّض لها أي طفل في المدرسة أو الملعب أو في أي مكان آخر خارج المنزل، ما يزعزع ثقة الطفل بنفسه ويُضعف محاولات تحفيز الطفل لتحقيق النجاح.

احرص على تحصين طفلك ضد تلك السلوكيات واحميه من آثارها السلبية من خلال تعزيز عقلية نمو صحية ومرنة لدى طفلك بحيث يستطيع التعامل مع أي سلوك سلبي قد يتعرض له وهو بعيد عن ناظريك.

8- كن القدوة وقدّم العون لأطفالك

إن مساعي الأبوين في تحفيز طفلهم وتشجيعه نحو تحقيق أفضل النتائج قد لا تؤتي أكلها إذا شعر الطفل بنوع من الضعف والارتباك في أقوال أو أفعال والديه. اعلم أن طفلك يستمد القوة والحافز منك، فمثلاً قبل ذهاب طفلك لتقديم اختبار آخر العام لا تدع طفلك يشعر بأنك متربك أو متوتر، فهذا التوتر والارتباك سينتقل بشكل تلقائي لطفلك.

إن مواجهتك لتحدياتك الشخصية وتحقيق إنجازاتك وطرق تعاملك مع النجاح والفشل هي صفات مكتسبة سيتعلمها طفلك من خلال ملاحظته ومراقبته الدائمة لك. احرص على نقل الحافز والدوافع الإيجابية لأطفالك، وكن حذراً من إبداء أي مشاعر خيبة أو ضعف أمامهم.

9- لا تطلب من طفلك المستحيل

إن إدراك الأبوين لمقدرات وإمكانيات طفلهم الحقيقية وارتباط تلك المقدرات بحجم المهمّة الموكلة للطفل يعد خطوة هامة وأساسية للحفاظ على تحفيز الطفل لإنجاز تلك المهمة بأفضل النتائج.

لا تنتظر من طفلك إنجاز مهام طفل بعمر العشر سنوات وطفلك لا يتجاوز السادسة من عمره!

بالإضافة إلى مراعاة قدرات الطفل الضعيفة مقارنة بأبناء جيله والعمل على تطويرها وتقويتها، وبالتالي تنمية الحافز والدافع لدى الطفل للسعي نحو الوصول لمجاراة أقرانه في المقدرات والإمكانيات.

10- ساعدهم على اكتشاف شغفهم

محاولة تعليم طفلك العزف على آلة الكمان، إشراك طفلك في نادٍ رياضي لتعليم كرة المضرب، مشاركة طفلك في حضور فيديوهات تعليمية لتعلم خطوات الرسم بالألوان المائية… كلها أمثلة لطرق وسياسات يمكن اتباعها لمساعدة طفلك على اكتشاف اهتماماته ومواهبه والعمل على تطويرها، إن تحديد الطفل للأمور التي تثير فيه الحماس والشغف تمنحه الكثير من التحفيز نحو العمل والاجتهاد لتحقيق الإنجازات الكبيرة فيما يحب ويفضّل.

إن موضع الحب في نفوسنا هو منطلق للخلق والإبداع

نجيب محفوظ
تحفيز الطفل من خلال 10 استراتيجيات فعّالة

إقرأ المزيد: دليلك العملي لتعليم مهارات حلّ المشكلات للأطفال

إقرأ المزيد:

إقرأ المزيد:

هل أعجبك المقال؟ هل توافق مع الأفكار الواردة أعلاه؟ يرجى ترك تعليق حول ما أعجبك أو لم يعجبك في المقال أو ترك تعليق بالمواضيع التي ترغب بمناقشتها مستقبلا.

تذّكر أن البيئة السليمة المحيطة بأبنائك لها دور حاسم في تربية أطفالك فلذلك إذا أعجبك المقال يرجى مشاركته مع أقاربك وأصدقائك لتعم الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق