3 نصائح لبناء وتطوير مهارات الطّفل، هل مهارات الطفل فطريّة أم مَبنيّة؟

أغسطس 12, 2022 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

هل مهارات الطفل فطريّة أم مَبنيّة؟ و3 نصائح لبناء وتطوير مهارات الطّفل (1)

شارك القصة


هل مهارات الطفل فطريّة أم مَبنيّة؟ و3 نصائح لبناء وتطوير مهارات الطّفل

لا يمكننا إنكار أنّ بعض المهارات الّتي يتحلّى بها الطّفل من عمر مبكّر قد تكون إمّا فطريّة أو موروثة عن الأبوين. ولكن هل المهارات الّتي يمتلكها الطّفل كافية لينجز مهامّه بشكل جيّد ويعيش حياة اجتماعيّة ودراسيّة ناجحة؟ والسّؤال الأهمّ؛ هل هذه المهارات ستنمو وتتطوّر من تلقاء نفسها؟!

يتباهى الأبوان في بعض الأحيان بمهارات الطفل الفرديّة والمواهب الخاصّة منذ السّنين الأولى من عمره، وفي البحث عن المصدر، يعتقد الأبوان أنّها فطريّة أو موروثة. هذا التفسير يمكن أن يكون صحيحاً، ولكن قد تكون تلك المهارات ليست فطريّة وإنّما مكتسبة من عمر صغير كمعدّل الذكاء المرتفع، القدرة على حفظ العديد من المفردات والجمل أو القدرة على تنفيذ عمليّات حسابيّة صعبة وغيرها من المهارات الّتي قد يبهرك طفلك بامتلاكه إيّاها.

تتباين وتختلف النّظريات الّتي تفسّر امتلاك الأطفال للمهارات المختلفة والقدرات الفكريّة الاستثنائيّة، ولكن ما لا خلاف عليه أنّ تلك المهارات لا يمكن أن تنمو وتتطوّر من تلقاء نفسها، بل تحتاج إلى تدريب وتعزيز من خلال اتّباع أساليب تربويّة صحيّة مع الطّفل بحيث يحافظ على مهاراته ويعمل على تحسينها وتطويرها.

لعلّك شاهدتَ من قبل طفلاً على التّلفاز أو على منصّات التّواصل الاجتماعي لديه القدرة على جمع أرقام كبيرة بالقليل من التّفكير أو طفلاً لديه القدرة على التحدّث بأكثر من لغة!، أو طفلاً يلعب الشّطرنج بكلّ مهارة وإتقان ويهزم كبار اللاعبين. ولكن هل سألتَ نفسَك كيف لطفل بعمر صغير أن يمتلك مهارات قد يعجز عنها الكبار؟ تتباين الآراء والتّفسيرات حول قدرة الطّفل على امتلاك مهارات رائعة كهذه، ولكن التّفسير الأقرب للمنطق يكون في تنشئة الطّفل وتربيته في بيئة صحيّة وعلى أسس ومعايير تربويّة صحيحة تمنحه عقليّة تفكير مرنة وشخصيّة قويّة ومتوازنة، تُتيح أمامه الفرصة ليعيش حياة طفوليّة صحيّة تحرّر قدراته ومهاراته المعرفيّة وتطوّرها، بالإضافة إلى تعزيز الجانب النّفسي لدى الطّفل وبالتّالي حمايته من أي مشاعر سلبيّة قد تقيّد قدراته الفكريّة ومهاراته البدنيّة.

في هذا المقال، سنقدّم لكم بعضاً من تلك الأسس والمعايير التّربوية الصّحيّة الّتي تساعد في إظهار مهارات الطفل المعرفيّة المختلفة وتحرير قدراته الفكريّة والرّياضيّة وغيرها، والأهم أنّها تعمل على تنمية وتطوير تلك المهارات والقدرات بشكل بنّاء وفعّال، تلك المعايير التّربوية ستكون على شكل ثلاث نصائح هامّة ومفيدة موجهّة للآباء بهدف مساعدة أبنائهم على تنمية وتطوير مهاراتهم بشكل بنّاء وصحّي.

3 نصائح لمساعدة الآباء على بناء وتطوير مهارات الطفل بشكل صحّي وفعّال

3 نصائح لمساعدة الآباء على بناء وتطوير مهارات الطفل بشكل صحّي وفعّال

1- النّصيحة الأولى لتطوير مهارات الطفل: علّم طفلَك أنّ كل المهارات قابلة للتعلّم والتّطوير بالسّعي وبذل الجّهد

إن السّعي وبذل الجّهد هو الركيزة الأساسيّة الّتي ينبغي بناؤُها في عقليّة الطّفل من أجل نجاح عمليّة التّعلم ورفع مستوى مقدرات الطّفل على اكتساب المزيد من المهارات وتطويرها بشكل فعّال، فبدون بذل ذلك الجّهد ستبقى قدرات الطفل وإمكانياته محدودة ومُحجمّة. ففي الوقت الذي يعتمد فيه الطّفل على قدراته الحالية وينجح في تحقيق نتائج مُرضية لوظائف ومهامّ بسيطة، فربما لن يستطع لاحقاً إنجاز مهامّ أكثر صعوبة.

شجّعْ طفلك دوماً على تعلّم مهارات جديدة وعدم الاكتفاء بما لديه، بالإضافة إلى تطوير ما يمتلك من مهارات وتحسينها من خلال التدرّب وبذل الجهد. فاهتمام طفلك بممارسة بعض الهوايات كلعب كرة القدم لن يجعله لاعباً ماهراً دون النّزول إلى ساحة اللّعب وممارسة هذه الهواية بشكل عملي، وامتلاك طفلك لقدرات استثنائية في إجراء العمليّات الحسابيّة المتنوّعة سيجعل تلك المقدرات لا تراوح مكانها عند تطويرها من خلال التدرّب على حلّ عمليات أكثر تعقيداً، وهذا بالطبع ينطبق على العديد من المهارات والهوايات الأخرى الّتي يمتلكها الطّفل والّتي تحتاج إلى التّطوير والصّقل من خلال أدائها وممارستها بشكل عملي.

  • شجّع طفلك على تطوير مهاراته وصقل مواهبه من خلال تعلّم المزيد حولها وممارستها بشكل عملي كممارسة مختلف الأنشطة الفنيّة والرّياضيّة بشكل دوري.
  • ساعد طفلك على تطوير مقدراته وإمكانياته وعدم الاكتفاء بما يمتلك من مقدرات من خلال رفع مستوى صعوبة المهام والواجبات الّتي تطلب من الطّفل.
  • حفّز طفلك على بذل جهد كافٍ في التّحضير لاختباراته المدرسيّة وعدم الاعتماد على مهاراته ومقدراته (عليك أن تكون مشرفاً على ذلك).

2- النّصيحة الثّانية لتطوير مهارات الطفل: شجّع أطفالك على كشف نقاط ضعفهم والعمل على تقويتها

يُخطئ الآباء أحياناً بالتّغاضي عن نقاط الضّعف الّتي يعاني منها طفلهم وعدم الاكتراث بها بحيث يلجأون إلى التّعويل على نقاط قوته ومقدراته، فيواجه الطّفل مشاكل وصعوبات مستقبليّة تشكّل عائقاً أمام تعلّمه وتطوّره.

ونجد أن الطّفل الّذي لا يمتلك مخزوناً كافياً من المفردات ويواجه مشكلة في عدم قدرته على صياغة جمل ونصوص ذات معنى، يلجأ الأبوان في بعض الأحيان لتقديم جمل جاهزة يحفظها الطّفل دون إدراكهم للخطأ الذّي يقترفونه. وحين يواجه الطّفل صعوبات في إنجاز واجب الرّياضيات الموكل إليه، فترى الأبوين أو المدرّس الخصوصي يقدّمون حلولاً جاهزة للطّفل، وهذه بالطّبع استراتيجيّة تعليميّة فاشلة.

نقاط الضّعف الّتي يعاني منها الطّفل تحتاج للتقوية والتّحسين وليس للتغطية عليها وعدم الاكتراث بها لبناء وتطوير عقلية نامية وشخصيّة مستقلّة لدى الطّفل. بالإضافة إلى وجوب تعليم الطّفل السّبل الحقيقية والطّرق الصّحيّة لتطوير مكامن الضّعف والسّعي لتحسينها بشكل فعّال وبنّاء.

ابحثْ في أسباب نقاط الضّعف الّتي يعاني منها طفلك، واعملْ على تحسينها بالشكل المطلوب. وهُنا بعض الأمثلة على ذلك الّتي يمكنكم اتّباعها مع أطفالكم:

  • الطّفل الّذي يعاني من صعوبات في القراءة أو الكتابة وعدم امتلاكه مخزوناً كافياً من المفردات، فإن المُطالعة وقراءة القصص والكتب بما يتناسب مع عمره، هي الحلّ الأمثل.
  • حين يواجه طفلك صعوبة في إنجاز مهامّه وواجباته المدرسيّة، بدلاً من تقديم الحلول الجاهزة، أعدْ لطفلك شرح الأفكار الواردة في الدّرس بشكل جيّد وتأكّد من فهمه الكافي لها، ثم اطلبْ إليه إنجاز تلك الواجبات.
  • طفلك الّذي لا يملك الرّغبة والاهتمام بتنظيف وترتيب أغراضه الخاصّة، بدلاً من قيامك بذلك عوضاً عنه، شجّعه على العمل من خلال المُشاركة وإنجاز ذلك بجوٍّ من التّسلية والمرح.
  • حين يعاني طفلك من الانطوائية وعدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعيّة صحيّة، فإنّ بقاءَه في المنزل ليس حلّاً، بل دمجه ومشاركته في نشاطات مختلفة كالنّوادي الرّياضيّة أو الأنشطة الاجتماعيّة أو الفنيّة هو الحلّ الأمثل.

3- النّصيحة الثّالثة لتطوير مهارات الطفل: ابحث عن اهتمامات طفلك ولا تفرض عليه اهتماماتك

اهتمام الطّفل في المجالات الّتي يفضّلها هي المفتاح الأساسي لتطوير مهاراته فيها، في حين أنَّ إجباره على مزاولة الأنشطة والمهارات الّتي لا تثير اهتماماته تُلحق به الضَّرر من عدّة نواحٍ، فهو بالطبّع لن يشعر بالرّاحة والحماس تجاه أمور لا يرغب بها وبالتّالي لن يعمل بشكل جدّي على تطويرها، بالإضافة إلى معاناته النفسيّة عند التّواجد في أماكن لا يرغب بالتّواجد فيها أو القيام بأنشطة لا يحبّذها.

محاولة تعليم طفلك العزف على آلة الكمان، إشراك طفلك في نادٍ رياضي لتعليم كرة المضرب، مشاركة طفلك في حضور فيديوهات تعليميّة لتعلم خطوات الرّسم بالألوان المائية … كلها أمثلة لطرق وسياسات يمكن اتباعها لمساعدة طفلك على اكتشاف اهتماماته ومواهبه والعمل على تطويرها، ولكن في النّهاية سيختار طفلك الاستمرار فيما يثير اهتمامه وشغفه. إنَّ تحديد الطّفل للأمور الّتي تثير فيه الحماس والشّغف تمنحه الكثير من التّحفيز نحو العمل والاجتهاد لتطوير مهاراته ولتحقيق أفضل الإنجازات فيما يحبّ ويفضّل.

إليكم بعض الأمثلة والنّصائح الهامّة الّتي توضّح أهميّة منح الطّفل حريّة اختيار المهارات الّتي يفضّل امتلاكها وتطويرها:

  • لا ترغمْ طفلك على تطوير مهاراته في لعب كرة القدم وهو يفضّل كرة المضرب.
  • لا تجبرْ طفلك على تعلّم العزف على آلة الكمان وهو غير مُهتم بها ولا يشعر بأيّ متعة تجاهها.
  • امنحْ طفلك حريّة اختبارات الأنشطة الرّياضيّة والمواهب الفنّية الّتي يرغب في تطوير مهاراته فيها.
  • لا تجبرْ طفلك المُراهق على دراسة المجال العلمي وهو يملك الشّغف والاهتمام بالمجال الأدبي.

إقرأ أيضاً: طفل مسؤول أم طفل مُطيع؟ 4 استراتيجيّات لتربية طفل مسؤول

إقرأ أيضاً: التربية الإيجابية و أربع أساليب تربويّة عليك اتّباعها مع أطفالك

إقرأ أيضاً: الغضب! 9 طرق للسيطرة على غضبنا عند التعامل مع أطفالنا

هل أعجبكَ المقال؟

كيف تساعد طفلك على تطوير مهاراته بشكل فعّال وبنّاء؟

وما هي النّصائح الّتي تودّ اتّباعها مع طفلك في سبيل تحقيق ذلك؟

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق