تقدير الذات عند الأطفال: سبع استراتيجيات فعّالة لمساعدة الطفل

سبتمبر 10, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

تقدير الذاات عند الأطفال

شارك القصة


تقدير الذات عند الأطفال: سبع استراتيجيات فعّالة لمساعدة الطفل

يؤكد العديد من العلماء والمتخصصين على أهمية تربية الأطفال على أساس تقدير الذات من أجل تحقيق التوازن النفسي وبناء عقلية نمو صحية ومرنة بحيث يصبح الطفل قادراً على إحراز النجاح في مواجهة كافة التحديات والاختبارات وحل المشاكل وقدرته على التفاعل الإيجابي مع الآخرين.

إن انخفاض تقدير الطفل لذاته يؤثر بشكل سلبي عليه في كافة النواحي الاجتماعية والنفسية من حيث رضاه عن ذاته وإنجازاته ونظرته لنفسه، بالتالي يصعب على الطفل الاندماج في المجتمع بطريقة صحية ويصبح عاجزاً على مواجهة التحديات والصعاب بسبب قلة ثقته بنفسه وبقدرته على تحقيق النجاح.

تعتبر مرحلة الطفولة تربية خصبة لترسيخ السلوكيات والعادات والمعتقدات الصحية والنفسية الإيجابية عن الذات وأهمية تقديرها. سنقّدم لكم في هذا المقال مجموعة من الاستراتيجيات والنصائح الهامّة التي يمكن اتّباعها من قبل الأبوين مع أطفالهم لتنشئة طفل يقدّر ذاته وإمكانياته. قبل الخوض في الاستراتيجيات لنأخذ لمحة عن معنى تقدير الذات عند الأطفال وأنواع هذا التقدير برأي علماء النفس:

تقدير الذات عند الأطفال وأنواعه

معنى تقدير الذات عند الأطفال وأنواعه

هو نظرة الطفل الإيجابية لذاته بحيث تتضمن ثقة الطفل بنفسه بدرجة كافية وإحساسه بكفاءته وتقبّل الآخرين له. يتكوّن مفهوم تقدير الذات من ثلاثة أنواع أساسية ومتكاملة:

تقدير الذات الجسمية: تتركّز الجهود هُنا على دفع الطفل للتعرف على جسمه وأعضاءه المختلفة، وكيفية المحافظة عليها وحمايتها، وتنمية المهارات الحركية والعضلية للطفل، وصولاً إلى شعور الطفل بالتقبّل والرضى والثقة تجاه صورته وشكله وجسمه.

تقدير الذات النفسية: ترتبط الذات النفسية عند الطفل بمدى كفاءته بما في ذلك قدرته على التحصيل العملي والمعرفي، ومدى استعداده للاستفادة من الخبرات، ونمو تفكيره المنطقي والابتكاري وتنشيط الجانب الإبداعي لديه، بالإضافة إلى رأي الطفل بنفسه ومدى رضاه عن ذاته وصفاته.

تقدير الذات الاجتماعية: تعتمد على قدرة الطفل على تكوين علاقات اجتماعية ومدى تفاعله مع محيطه، لتعزيز تقدير الطفل لذاته الاجتماعية لابدّ من توفير الفرص من خلال التعاون والتشارك في إنجاز الأعمال والنشاطات التشاركية والفعاليات والألعاب الرياضية المختلفة.

سبع استراتيجيات فعّالة لدفع تقدير الذات عند الأطفال

سبع استراتيجيات فعّالة لدفع تقدير الذات عند الأطفال

1- اجعلْ طفلك مسؤولاً

إن وضع الحجر الأساس في بناء ثقة الطفل بنفسه وتقديره لذاته تبدأ من طريقة تعاطي الأبوين معه، فإيكال بعض المهام والمسؤوليات للطفل يُشعره بأنّه فرذ فعّال في المنزل، ومن هنا يبدأ نمو طفل يدرك قيمة ذاته وإمكانياته في تحقيق النجاح وإنجاز المهام.

قم بإيكال بعض الوظائف والمهام اليومية لطفلك بما يتناسب مع عمره (ترتيب سريره، المساعدة في إعداد مائدة الطعام، ترتيب أغراضه الخاصة..)

حين يشعر طفلك بالمسؤولية فهذا بدفعه إلى تقدير إمكانياته وقدرته على القيام بالمهام الموكلة إليه، ومع تطوّر تلك المسؤوليات وزيادة صعوبتها تتطوّر ثقة الطفل في نفسه وتقديره لذاته في إدارة كافة أمور حياته لاحقاً.

2- اطلب العون من طفلك

إن أكثر الأساليب التي تشعر الطفل بالرضى والسعادة وتنمّي لديه ثقته بنفسه وتقديره لذاته هي طلب مساعدته من قبل الآخرين في معالجة بعض الأمور أو طلب المشورة في الإجابة عن سؤالٍ ما.

استعن بطفلك في حل بعض المشكلات البسيطة التي قد تواجهك أو في الإجابة عن سؤال يصادفك، قم بتقدير طفلك من خلال أخذ رأيه وإجابته بعين الاعتبار (حاول طرح بعض الأسئلة بحيث تكون متأكداً من قدرة طفلك على الإجابة عليها).

إن شعور الطفل بأن هناك من يحتاج دائماً لمساعدته وإلى أخذ رأيه أو الاستعانة به هو مفتاح تقدير الذات عند الأطفال.

3- امنحْ طفلك فرصة الاختيار

حين تمدح طفلاً على حُسن منظره ولباسه وتطرح بعدها سؤالك عليه ” من أختار لك هذه الثياب الجميلة؟ “، فيجيبك بابتسامة وبكل ثقة وسعادة: ” أنا من أخترت ثيابي”، تلك الابتسامة التي لاحظتها على مُحيّى الطفل وهو يجيب تحمل الكثير من المعاني والدلالات الإيجابية!

امنح طفلك دوماً حريته في اختيار أشيائه الخاصة (ملابسه، ألعابه، أغراضه المدرسية..)

إن مجرّد إدراك الطفل لصواب اختياره (أو سوء اختياره) يعطيه الدافع لتنمية ثقته بنفسه وباختياراته وتقدير ذاته ويمنحه الفرصة لتصويب أي اختيار خاطئ لاحقاً.

4- لا تبالغ في مديح وتعظيم طفلك

نصادف في حياتنا أحياناً أمّهات أو آباء يتحدثون عن أطفالهم بأسلوب يبدأ بالمديح المُبالغ فيه وصولاً إلى حد التعظيم!

إن مدح الطفل والثناء عليه بشكل متكرر ومبالغ فيه من قبيل:

” أنت أعظم فنان في العالم بأسره! ” أو ” أنت الطفل الأذكى في العالم! ” قد يكون له انعكاسات سلبية وخطيرة على بناء عقلية نمو صحية لدى الطفل. بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فإن المدح غير الصادق للنجاح هو إشارة صريحة للفشل!

لاشكّ أن مدحك لطفلك وثنائك على نجاحه هو أمر مطلوب وضروري، ولكن في حال كان هذا الثناء ليس في محلّه، حينها ستعرّض طفلك لمواجهة الخيبة والإحباط وعدم القدرة على مواجهة الصعاب في المستقبل.

إن مدح الطفل باعتدال وعند الضرورة يسهم في تعزيز تقدير الذات عند الأطفال بشكل حقيقي وتحميه من أي صدمات أو إخفاقات مستقبلية قد تواجهه.

5- إدارة الفشل بطريقة جيدة يعزز تقدير الذات عند الأطفال

إن حماية الطفل من الفشل لا يعني الحرص على عدم وقوعه فيه أو ارتكاب أي أخطاء!، بل على العكس، فإن ارتكاب الأخطاء يعد من السياسات البنّاءة والإيجابية في إدراك النجاح والوصول إليه إذا تمت إدارة هذا الفشل بالقليل من الوعي والحكمة من الأبوين.

في المقابل، فإن التعامل مع فشل الطفل بطرق وسلوكيات خاطئة (كالعقاب، التوبيخ اللاذع، النقد الجارح..) يعد بمثابة مسمار في نعش تقدير الذات عند الطفل، لما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية ومضرّة للطفل من زعزعة ثقته بنفسه وخوفه من ارتكاب أي خطأ وصولاً إلى تقدير رضا الوالدين بدلاً من تقدير الطفل لذاته!

6- لا تستهزئ بطفلك

إن اسلوبك في التعامل مع أقوال وأفعال طفلك (مهما بلغت من البساطة) من خلال تقديرها وإبداء اهتمامك بها والانصات لطفلك ينعكس بشكل إيجابي على عملية تعزيز ثقته وتقديره لذاته.  وعلى عكس ذلك، فإن اتباع سلوكيات خاطئة كالاستهزاء أو الاستخفاف بطفلك قد يكون له آثار سلبية تنعكس على نفس الطفل وثقته بنفسه وتقديره لذاته. فعلى سبيل المثال، إذا أراد طفلك أن يخبرك بأمرٍ ما حول المدرسة أو الأصدقاء أو أي شيءٍ آخر، أو إذا أحبَّ أن يأخذ رأيك في رسمةٍ أو رقصةٍ ما، احرصْ على إبداء كامل انصاتك واهتمامك وتقديرك.

احرصْ على مراعاة الجانب الشعوري لدى طفلك ودوره الفعّال في بناء عقليّة نمو على أساس الثقة بالنفس وتقدير الذات بشكل صحّي وإيجابي. إن عدم تقديرك لرسمة الشجرة الخاصة بطفلك الصغير أو حديثه عن صديقه المفضّل هو بمثابة عدم تقديرك لذاته!

7- امنحْ طفلك الاستقلالية

يُفضّل الطفل في مراحله العُمرية المُبكرة أن يبقَ على اتصال دائم بأبويه كاحتضان الطفل لأمه أو البقاء بقربها أو مرافقة الطفل لأبيه بشكل دائم..، بالإضافة إلى محاولات الطفل تقليد أبويه في السلوكيات وطريقة التعامل والتعاطي مع الأمور، ولكن لن يستمر الأمر على هذا الحال طويلاً!

يبدأ الطفل الأكبر سناً بمحاولاته البحث عن استقلاليته وذاته لبناء شخصية مستقلّة عن والديه. احرص على منح طفلك الفرصة لبناء شخصيته بشكل مستقل لتعزيز تقدير الذات لديه بعيداً عن التماهي بك، لا تنظر إلى طفلك على أنه امتداد لك أو انعكاس عنك!

إقرأ أيضا: تحفيز الطفل من خلال 10 استراتيجيات فعّالة

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

هل أعجبك المقال؟ هل توافق مع الأفكار الواردة أعلاه؟ يرجى ترك تعليق حول ما أعجبك أو لم يعجبك في المقال أو ترك تعليق بالمواضيع التي ترغب بمناقشتها مستقبلا.

تذّكر أن البيئة السليمة المحيطة بأبنائك لها دور حاسم في تربية أطفالك فلذلك إذا أعجبك المقال يرجى مشاركته مع أقاربك وأصدقائك لتعم الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق