يعتبر الوقت من أهم الموارد المتاحة للأفراد، ولكل شخص مفاهيمه الخاصة في التعامل مع الوقت. وتتحدّد هذه المفاهيم تبعاً لنظرة الفرد تجاه الوقت ورؤيته له. وينجم عن علاقة الفرد بالوقت جملة من السلوكيات المتفاوتة الأهمية والشدّة والتي تختلف من شخص لآخر. ويسعى الكثير من الآباء إلى تحسين مهارة تنظيم الوقت عند الأطفال لدى أبناءهم مع الوقت والحرص على إكسابهم المفاهيم المتعلقة بأهمية الوقت وكيفية إدارته بالطريقة المثالية.

لماذا يسعى الأهل لتحسين مهارة تنظيم الوقت عند الأطفال؟

إن قدرة الطفل خلال سنوات حياته الأولى على تنظيم وقته بشكل جيد سيكون مثمراً في المستقبل، وله عوائد جمّة على الطفل. ويرتبط تنظيم الوقت عند الطفل بقدرته على إنجاز أكبر كمٍّ من الأعمال بمهارة وجودة عالية ضمن فترة زمنية معقولة نسبياً.

إن تنظيم الوقت عبارة عن مهارة يمكن للفرد اكتسابها بالتعلم، والأمر بالتأكيد يحتاج إلى تدريب متواصل ومثابرة، والصبر حتى الوصول إلى الهدف المنشود الأمر الذي يجعل عملية تنظيم الوقت عند الطفل عادة ستستمر معه خلال سنوات حياته المستقبلية.

وبالمقابل فإن عدم اكتساب مهارة تنظيم الوقت عند ستجعل الطفل يعاني مستقبلاً من الفوضى وقلة التنظيم وتصبح حياته ممتلئة بالضغوطات النفسية والجسدية على حدٍّ سواء.

لذا فلنبدأ معاً الآن في إكساب أطفالنا مهارة إدارة الوقت حتى الوصول بهم إلى الإدراك السليم لأهمية الوقت وكيفية تنظيمه.

6  طرق عمليّة لتطوير مهارة تنظيم الوقت عند الأطفال

هناك العديد من الخطوات التي من شأنها أن تُسهم في تعليم الطفل فنّ تنظيم الوقت والتي من أهمّها:

1- تدريبالطفل على تحديد أولوياته

وهذا يتطلب تقديم تفسير لمعنى الأولويات، ثم مساعدته على تصنيف هذه الأولويات في ثلاث خانات، الخانة الأولى: وهي خانة الأساسيات، وهذه الخانة تتطلب اهتماماً عاجلاً وفورياً، والخانة الثانية: هي خانة الأشياء التي بإمكانه القيام بها خلال الفترات المقبلة، والخانة الثالثة: هي خانة الأشياء التي يمكن القيام بها على المدى البعيد.

اطلبي من طفلك تصنيف المهام التالية حسب أهميتها: سقاية الازهار، أداء الواجبات المدرسية، اللعب على الجهاز اللوحي. وهنا لا يجوز توجيه الطفل إلى الأهم بل يجب أن تتيحي أمامه المجال لاتخاذ القرار أيهما الأهم من خلال الحوار والمناقشة.

2- تدوين المهام يساعد في تطوير مهارة تنظيم الوقت عند الأطفال

تشجيع الطفل قبل النوم على تدوين المهام التي سيقوم بأدائها في اليوم التالي، ثم يقوم بتصنيفها حسب الأولويات التي تحدثنا عنها سابقاً. مثلاً: أخبري طفلكِ أن لديكِ عدد من المهام في اليوم التالي، سجّلي هذه المهام على ورقة، وصنفيها حسب أهميتها، ثم اسألي طفلك: ماذا ستفعل غداً؟ دعنا نسجل المهام المطلوبة، ثم اطلبي منه تصنيف هذه المهام حسب أهميتها. من خلال التدريب سيدرك الطفل المهام الأكثر أهمية والمهام التي يمكن تأجيلها.

3- استخدام أدوات ماديّة تُعبّر عن الوقت

 حيث يقوم الأبوان بإعطاء الطفل أشياء تعبر عن الوقت وتتناسب مع مرحلته العمرية وقدراته الإدراكية، فالصغار يمكنهم القيام بتصميم ورقة مطوية تحتوي على أسماء أيام الأسبوع وكل يوم يتضمن جدولاً بثلاث خانات لتحديد الأولويات، أما الأبناء الأكبر سناً فيمكن إعطائهم منبهاً يساعدهم على ضبط أوقاتهم. يمكنك مساعدة طفلك خلال ابتكار الأشياء التي تنظم الوقت حتى يشعر بأهمية الأمر.

4- تعليم الطفل كيفية ضبط وقت القيام بمهامهم

عند قيام الطفل بأي مهمة يجب تحديد الوقت اللازم للانتهاء وهذا الوقت من المفترض أن يكون متناسباً مع المهمة المحددة وقدرات الطفل، من خلال جعله يستخدم عقارب الساعة أو المؤقت الزمني أو ضبط المنبه، والثناء عليه عند الانتهاء ضمن الوقت المحدد باستخدام عبارات تشجيعية.

أخبري طفلك أنه يجب أن ينتهي من ارتداء ملابسه خلال عشر دقائق، دعيه يستعمل عقارب الساعة وتحديد المدة الزمنية المُحدّدة لإنجاز المهمة.

5- تدريب الطفل على تجزئة المهام المطلوبة إلى مهام أصغر

 لا يجوز ممارسة الضغط على الطفل والطلب منه تأدية جملة من المهام في الوقت عينه، لأن هذا الأمر سيشتته ويفقده القدرة على التركيز والرغبة في الهروب من العمل، وبالمقابل يجب تعويد الطفل على القيام بالمهام بشكل متتالٍ وعدم دمج عدة مهام معاً. اطلبي من طفلك وضع قائمة بالواجبات المدرسية المطلوبة، وأداء كل واجب على حدة، وعند الانتهاء من كل واجب يتم شطبه من القائمة.

6- تدريب الطفل على تنظيم وقته وتقسيمه بين الأنشطة المتنوعة

تحديد الوقت المتاح للطفل في مشاهدة برامج التلفاز أو اللعب على الأجهزة اللوحية، وتشجيعه بالمقابل على القيام بأنشطة مغايرة خلال فترات زمنية محددة مسبقاً. يجب أن يتم إخبار الطفل مسبقاً بأن الوقت المخصص لمشاهدة البرامج المتلفزة أو اللعب بالأجهزة اللوحية هو ساعة واحدة فقط، يمكن ضبط المنبه كي يكتسب الطفل معرفة بتقدير الوقت، ثم اسأليه: ما هي الأنشطة التي تفضل ممارستها.

الوالدان هما القدوة الأولى للطفل فهو يعمل على تقليدهم في الكثير من الأمور لاسيما مسألة تنظيم الوقت عند الأطفال لذا يجب على الوالدين أن يؤدوا المهام المنوطة بهم خلال الوقت المحدد. لابد من الإشارة إلى أن إكساب الطفل مهارة تنظيم الوقت سيحتاج إلى تدريب متواصل والتزام من قبل كافة الأطراف حتى الوصول إلى الغاية المنشودة، شأنه شأن إكساب الطفل أي مهارة أخرى، إلا أن النتائج التي سيصل إليها الآباء هي التي ستكلل تعبهما بالسعادة حاضراً ومستقبلاً.

إقرأ أيضاً: التنافس بين الأخوة: 6 استراتيجيات فعّالة لإدارته

إقرأ أيضاً: مهارات التنظيم لدى الأطفال! 5 استراتيجيّات فعّالة تساعدك في تُربِّية طفلاً مُنظّماً

إقرأ أيضاً: أهمية اللعب للأطفال و 8 من الألعاب التعليمية الهامة التي تساعد الطفل على النمو والتطور