5 استراتيجيات فعّالة تساعد الطفل على التعلّم ودور الأبوين في تعليم أطفالهم

ديسمبر 24, 2021 | دروب الدراسة | 0 تعليقات

5 استراتيجيات فعّالة تساعد الطفل على التعلّم

شارك القصة


5 استراتيجيات فعّالة تساعد الطفل على التعلّم ودور الأبوين في تعليم أطفالهم

إنّ بداية الطريق الّذي يسلكه الطّفل في التعلّم وأولى خطواته في اكتساب المعرفة والمهارات لا تبدأ من المدرسة كما يظن بعض الآباء، فالسّنين الخمسة الأولى من عمر الطّفل تُعدّ مرحلة عُمريّة ذهبيّة في تأسيس اللّبنة الأساسيّة لبناء طفل مُتعلّم وناجح. وهنا يتجلّى دورنا كآباء في رعاية هذه المرحلة بعناية وحرص في المنزل وإدارة العمليّة التعليميّة لأطفالنا وأن نساعد الطفل على التعلّم بكل حكمة ووعي لضمان حصول الطفل على كافّة المؤهّلات والمهارات اللازمة للانطلاق نحو مُستقبل مُشرق وحافل بالنجاح والإبداع.

يستمرُ دورنا كآباء بعد دخول الطفل إلى المدرسة في مُتابعة سير العمليّة التعليميّة لتحقيق التكامل والتكافل بين المنزل والمدرسة لضمان نجاح تلك العمليّة في بناء وتعزيز كافّة المهارات اللّازمة لتمكين الطفل وتطوير معرفته مع الأخذ بعين الاعتبار اتّباع استراتيجيات صحيحة وصحيّة تساعد الطّفل في الحصول على أفضل تعليم، استراتيجيات تُركّز بشكل أساسي على تعزيز عقلية نامية، مرنة وصحيّة لدى الطفل، تنمّي لديه كافة المهارات اللازمة لبناء شخصيّة مُستقلّة، مُنظّمة، قويةّ ومُقدمة على العلم والتعلم بروح مُفعمة بالنشاط والاهتمام والشغف بدءاً من مهارات تنظيم الوقت وحلّ المشكلات وليس انتهاءً بمهارات التّواصل الإيجابي والتّفاعل البنّاء مع وسط محيط ينهل منه الطفل كنوز المعرفة والعلم.

سنقدّم في هذا المقال خمس استراتيجيات هامّة تساعد الطفل على التعلّم:

5 استراتيجيات فعّالة تساعد الطفل على التعلّم

1- تطوير عقليّة نامية تساعد الطفل على التعلّم

إنّ جوهر حصول الطفل على أفضل تعليم هو تمتُّعه بعقليّة نامية وصحيّة بحيث يكون قادراً على فهم، تحليل واستنتاج الأفكار والمفاهيم بأسلوب صحيح وصحّي ما يُوقظ الجانب الإبداعي لديه ويُوقد مشاعل الذّكاء ويُعزّز المهارات الفكريّة عالية المستوى، ويحمي الطفل من التفكير بعقلية ثابتة تحدّ من مهاراته وقدرته على تلقّي المعلومات بأسلوب صحّي.

انطلاقاً مما سبق، فإنّ تنمية وتعزيز عقليّة نامية لدى الطفل هي مسؤولية هامّة تقع على عاتقنا كآباء من خلال اتخاذ تلك العقلية النامية كأسلوب حياة واتباعها في التّعامل مع مُختلف المواقف والظّروف ومواجهة التحدّيات وحلّ المشكلات، ونقلها إلى الطفل بشكل غير مُباشر، ما يُحفّزه للاقتداء بأبويه والتحلّي بتلك العقليّة وتطويرها في التفكير بأسلوب صحّي، عملي ومرن، حيث تؤثّر بشكل إيجابي على حصول الطّفل على المعلومات الصّحيحة بعد ثورة المعلومات الكبيرة وتعدّد المصادر التّعليمية ونقض كل ما هو خاطئ انطلاقاً من التّحليل والبحث المنطقي في أسباب وعوامل المسائل الرياضيّة واستنتاج الحلول الأنسب، أو مناقشة القضايا التاريخيّة أو العلميّة استناداً لتفكير علمي يأخذ بالحُسبان الأسباب الحقيقة للنتائج ولا يعتمد على عقلية ثابتة قد تكون بمثابة عقبة حقيقيّة في درب الطفل في سبيل حصوله على أفضل تعليم !

لتنمية وتعزيز العقليّة الناميّة بهدف أن تساعد الطفل على التعلّم إليكَ بعض النّصائح الهامّة:

2- مشاركة الطّفل في التعلّم

تُعدّ مشاركة الطفل من قبل أبويه في عمليّة التعلّم وإبداء الاهتمام تجاه كلّ ما يتعلّمه أمراً ضروريّاً وصحيّاً تساعد الطفل على التعلّم وخاصّةً في المراحل المُبكرة من عمر الطفل حيث تكون حياة الطفل وجميع اهتماماته تتمحور بشكل أساسي حول أبويه. إنّ مراقبة سير العمليّة التعليمية للطفل واندماج الأبوين فيها كجزء أساسي منها يمنح الطفل الثّقة والاهتمام والشّغف نحو التعلّم واكتساب المعرفة وتنمية المهارات بمشاركة أقرب النّاس إليه.

إنَّ مشاركة الطّفل لكلّ ما يتعلّمه في المدرسة مع أبويه في المنزل يعدُّ استراتيجية ناجحة ومفيدة تُمكّن الطّفل من تنشيط عقليّته والحفاظ على الموارد المعرفية التي يجمعها من عُمر مُبكّر وصولاً لمرحلة الرّشد، بالإضافة إلى أنّ المعرفة والدراية الكافية من قبل الأبوين بكلّ ما يتعلّمه الطفل تمنحهما فرصة هامّة لحماية طفلهم من المصادر التعليميّة غير الموثوقة أو السّلوكيات المُكتسبة غير الصحيّة، وتمنح الطفل الفرصة للحصول على كلّ ما هو صحيح ومُفيد والابتعاد عن كافّة السّلوكيات الخاطئة والمعلومات المغلوطة.

بعض النّصائح والأنشطة العمليّة التي تساعد على تعزيز مُشاركة الأبوين لطفلهم في عمليّة التعلّم:

3- اتّباع أساليب تعليميّة صحيحة تساعد الطفل على التعلّم

إنّ الأساليب التعليميّة الصحيحة هي أساس حصول الطّفل على أفضل تعليم من خلال اتّباع استراتيجيات فعّالة لتعليم الطّفل وتشجيعه نحو اكتساب المهارات وتنميتها بشكل صحّي وإيجابي، بالإضافة إلى الابتعاد عن كافّة الأساليب التقليدية السّيئة التي تنمّي لدى الطفل عقلية ثابتة ما يقيّد لديه أيّ مساعي نحو الإبداع والتميّز وتُطفئ مشاعل التنوير لإضاءة الجوانب الفكريّة المُشرقة.

تعتمد أساليب التّعليم الصحيحة على عدّة عوامل أساسيّة وضروريّة حيث أنَّ الأساليب التي تضمن تفاعل الطفل وإشراكه بشكل عملي في عمليّة التعلّم تُعدّ الأنجح والأهم، بالإضافة إلى اتّباع مناهج تعليمية تعتمد على الفهم والتحليل والاستنتاج لتنشيط عقلية مرنة لدى الطفل بعيداً عن المناهج التقليديّة المُرهقة للطفل والتي تُقيّد تفكيره وتقدّم له المعلومات الجاهزة التي لا تدوم طويلاً حتّى يبدأ الطفل بفقدها بسبب غياب عامل التحليل والفهم الجيّد لها أثناء عمليّة تلقيها.

سنقدم بعض النصائح الموجّهة للآباء والمُعلّمين لمُقترحات وأساليب تعليميّة فعّالة تساعد الطفل على التعلّم:

بعض النصائح الموجّهة للآباء والمُعلّمين لمُقترحات وأساليب تعليميّة فعّالة تساعد الطفل على التعلّم:

4- تعزيز مهارات التنظيم وإدارة الوقت

إنّ تعزيز مهارات الطّفل في التنظيم وإدارة وقته بشكل فعّال يلعب دوراً هامّاً في حصول الطفل على أفضل تعليم، فبناء شخصيّة مُنظّمة للطّفل تساعدهُ على إدارة يومه وإنجاز مهامّه بشكل مُنظّم وفعّال. إنّ تقدير الطّفل لقيمة الوقت من خلال استثماره بإنجاز الأنشطة المُفيدة وتخصيص وقت كافٍ لكافّة النّشاطات والمهامّ اليوميّة تُساعد الطّفل على تحقيق أفضل النتائج في عمليّة التّحصيل العلميّ والمعرفي. كما أنّ التنظيم وإدارة الوقت يمنحان الطفل شعوراً بالرّاحة والاطمئنان في إنجاز المهامّ والاختبارات، حيث أنّ منح تلك الاختبارات الوقت الكافي من الدّراسة والتّحضير قبل موعدها يدعم الطّفل لتحقيق أفضل النتائج، وفي المقابل فإنّ غياب عامل التنظيم وإدارة الوقت قد يسبّب الارتباك للطّفل ويُحدث تراكمات ينتج عنها ضغط نفسي وإرهاق جسدي.

إن تنمية مهارة تنظيم الوقت عند الأطفال منذ سنٍّ مبكّرة لها فوائد بالغة الأهميّة في بناء شخصيّة مُنظّمة للطّفل من خلال إدراكه أهميّة الوقت وتحديد الأولويات في استثماره بشكل مُفيد وصحّي. ولتنمية تلك المهارة عند الأطفال (قبل دخول المدرسة) أهميّة لتحضير الطّفل وتهيئته بشكلٍ كافٍ لتعلّم قواعد الالتزام الزمني، ففي حال لم يكنْ الطفل مهيأً سيجد صعوبة بالغة في الالتزام والتقيّد في فصول دراسيّة قد تبدو تقييداً لحريّته مما يؤثر بشكل سلبي على حصوله على أفضل تعليم. إنّ تنمية مهارة تنظيم الوقت وإدارته بشكل صحيح هي مسؤوليّة تقع على عاتق الأبوين في المقام الأول وتساعد الطفل على التعلّم.

بعض النّصائح لتنمية وتعزيز مهارة تنظيم الوقت لدى الطفل:

5- إدارة عواطف الطّفل وتعزيز صحّته النّفسية تساعد الطفل على التعلّم

من أهمّ جوانب التنمية المعرفيّة والإدراكيّة للطّفل لتعزيز مهاراته الفكريّة والاجتماعيّة وتحسين صحته البدنيّة هو إدارة عواطف الطّفل ورعاية وتعزيز صحّته النّفسية كونها تلعب دوراً هامّاً ومحوريّاً في بناء طفل ناجح يتحلّى بكافّة العوامل النفسيّة الإيجابيّة والمُحفّزة كي يحصلَ على أفضل تعليم كالثّقة بالنّفس، تقدير الذّات، التغلّب على الخوف والقلق وغيرها.

تتعدّد المشاكل النفسيّة التي قد يعاني منها الطّفل فالخوف، العزلة والانطواء، التعلّق العاطفي بالأبوين، وقلّة الثّقة بالنفس… جميع تلك المُشكلات تُشكّل عائقاً لدى الطفل وترسم ملامح طفل مُنهزم، ضعيف، غير قادر على مواجهة التحدّيات المُختلفة، فإذا كانت العوامل المُسبّبة لتلك المُشكلات النفسيّة تأتي بشكل أساسي من المدرسة فهذا يدفع الطفل إلى عدم الرّغبة في التعلّم وغياب عامل الشّغف والاهتمام لدى الطّفل للإقبال على العلم والمعرفة. وهنا يتجلّى دورنا كآباء في رعاية أطفالنا وتحسين صحتهم النّفسية من خلال العمل الجاد لمعالجة كافّة المُشكلات أو الأزمات النفسيّة الّتي قد يعاني منها الطّفل وتحدّ من حصوله على التّعليم الأفضل.  في البداية لابدّ من التّأكيد على أنّ تحصين الطفل وتعزيز مهاراته في إدارة كافّة عواطفه ومشاعره بشكل إيجابي وآمن يبدأ من المنزل والأسرة، فتأمين جوّ أسري مُفعَم بالهدوء والإيجابيّة وتحييد الأطفال عن كافّة المُشاحنات أو الأزمات التي قد تواجه الأسرة، واتباع سلوكيّات إيجابية في التّعامل مع الطفل تحميهِ من الوقوع في مغبّة مشاكل نفسيّة قد تتطور إلى حالات نفسيّة حادّة يصعب علاجها. انطلاقاً من تلك المسؤولية الهامّة التي تقع على عاتقنا، سنقدّم بعض النّصائح المُوجّهة للآباء لرعاية وتحسين الصّحة النفسيّة لأطفالهم وتحصينهم ضدّ أيّ عواملٍ خارجيّةٍ قد تخلق أزمات أو مشاكل نفسيّة لدى الطّفل:

بعض النّصائح المُوجّهة للآباء لرعاية وتحسين الصّحة النفسيّة لأطفالهم:

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

بعد قراءة المقال، في رأيك ما النصيحة التي تعتقد أنها الأهمّ كي يحصل طفلك على أفضل تعليم؟

وكيف يمكن تفعيل دور الآباء بشكل أكبر في إدارة العملية التعليمية لأطفالهم بشكل أفضل؟

إذا أعجبك المقال، شاركنا برأيك، ولا تنسَ مشاركته لتعمّ الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق