
يعاني الأهالي والمربون من العنف المتفشي في العلاقات بين الأطفال في المدارس ومع أقرانهم عموماً، ليقفوا عاجزين أمام هذه المشكلة، فإما أن يشجعوا الطفل على مواجهة العنف بالعنف “اضرب من يضربك!”، أو يريدون أن لا يُدخلوا أطفالهم في دائرة العنف والانتقام تلك، لكن لا يعرفون كيف يفعلون ذلك ومن أين يبدؤون. كيف نؤسس منهجية لتربية طفل شجاع تمنحه حلولاً سلمية وتحميه من عنف وتنمر الآخرين عليه؟
علينا أن ندرك في البداية أن حماية الطفل من عنف الآخرين وتنمرهم عليه يبدأ من تقوية شخصيته في المنزل وتعليمه كيف يردع الآخرين ولا يسمح لهم أصلاً في التنمر عليه أو تعنيفه، ولبناء أساس قوي للطفل، لذلك لا تستعمل معه أي شكل من أشكال العنف والاستهتار أو الإهمال، سواء كان بتوجيه اللوم والنقد والقهر والسخرية والإهانة، أو كان بالتسلط والاستبداد ومسح شخصيته، وابتعد عن العقاب واقترب من التوجيه والعطف والتعليم، وبالتالي علينا إدراك أن الطفل في حال قهره وتعنيفه وإذلاله فهو أمام 3 خيارات:
- أن يكون ضعيف الشخصية يسمح لأي أحد بتجاوز حدوده معه.
- أن يصبح متنمراً ويكرر ما يحدث معه على الآخرين، فيتنمر عليهم ويعنفهم كما حدث معه بالضبط.
- أن يكون ذو شخصية تسعى دائماً لإرضاء الآخرين وتلبية احتياجاتهم حتى لا يتعرض للتنمر والإساءة.
سبع نصائح لتربية طفل شجاع وبناء شخصية قوية مُحصنة ضد تجاوزات الآخرين:

طفل شجاع 1: علّم الطفل أن يرسم حدوداً بينه وبين الآخرين
، فلا يسمح لأحد بتجاوز حدوده ولا يتجاوز حدوده هو نفسه، مثلاً: “حافظ على أغراضي كما أحافظ على أغراضك، لأن علينا احترام ملكية وخصوصية كل شخص حتى ماما وبابا كما علينا احترام خصوصيتك وأغراضك”، “اطلب الإذن قبل التصرف بأي شيء لا يخصك”، “اطرق الباب وانتظر السماح لك بالدخول”.
طفل شجاع 2: لا تعنف الطفل في المنزل
ذلك من شأنه أن يعطي الطفل صورة سيئة عن نفسه وأنه طفل غير جيد ويستحق ما يحدث له، وهذا يولد مشكلة في الاستحقاق تطال شخصيته وعلاقاته مدى الحياة إن لم يتم التدخل بشكل إيجابي. في حال بادر بالعنف أو تنمر على غيره، ويجب إيصال صورة واضحة عن خطأ هذا التصرف
طفل شجاع 3: احترم الطفل واسمعه بإصغاء واهتمام وامنحه حقاً في المعارضة والحوار
الطفل المحترم في المنزل هو محترم في أي مكان ولا يسمح لأحد بأن يقلل من احترامه، ولأن الاحترام يحفظ كرامة الطفل وحقه أن يكون شخصاً مستقلاً بقراراته ومحترماً بآرائه وأفعاله طالما أنها لا تتنافى مع آداب السلوك العامة.
طفل شجاع 4: تقوية شخصية الطفل
حتى يكون واثقاً من نفسه وقادراً على مجابهة أي اعتداء أو تطاول من قبل أي شخص. لقراء هذه القصة يمكن الضغط على الرابط
طفل شجاع 5: امنح الطفل حقه أن يقول لا في المنزل حتى يتمكن من قولها خارجه
لتصبح حقاً مشروعاً ويرفض ما لا يناسبه في أي زمان ومكان.، ولأن الطفل المطيع لك طاعة عمياء ومن دون الحق في النقاش في المنزل، سيكبر ليكون مطيعاً طاعةً عمياء لأحد المخربين أو الاتجاهات المشبوهة، لأنه شخص ذو شخصية سهلة الانقياد.
طفل شجاع 6: ممارسة رياضات الدفاع عن النفس أو أي رياضة أخرى
لتعرف المزيد عن أهمية الرياضة للأطفال يمكن الضغط على الرابط
طفل شجاع 7: درّب طفلك على الدفاع عن نفسه في المنزل
من الطرق الفعّالة للقيام بذلك هو لعب الأدوار. هل تريد أن نكتب مقالاً عن هذا الموضوع، إذا كنت ترغب بذلك اترك تعليقاً في الأسفل.
أخيراً، نسمع اليوم الكثير ممن يقولون “لم يتمرد الأولاد إلا عندما تم منع الضرب في المدارس والمنازل” ونحن نقول لهم “ما ارتفاع نسب العنف في العالم إلا كان أصله المنزل والمدرسة”. لذلك دعونا نخرج من دائرة العنف ونقوي شخصية الطفل ونعلمه الحوار والإقناع بدل تعليمه الشجار والانتقام، وفي نفس الوقت فإن كل ما سبق يعلم الطفل الدفاع عن نفسه واحترام كينونته أمام كل أشكال العنف، سواء كان جسدياً أو لفظياً أو نفسياً.
إقرأ أيضا: ذكاء الأطفال أم الاجتهاد: 5 أسباب تجعل بذل الجهد أكثر أهمية من معدل الذكاء
إقرأ أيضا: مهارات التواصل عند الأطفال و 8 استراتيجيات فعّالة لتخفيف الخجل والقلق الاجتماعي
إقرأ أيضا: 4 عادات يتّبعها التّلاميذ المُتفوقين دراسيّاً! كيفَ تُساعد طفلك على التّميُّز في المدرسة؟
هل أعجبك المقال وترى أنّه مُفيداً؟
إذا أعجبك المقال، لا تتوانَ عن مشاركته مع الأصدقاء لتعمّ الفائدة على الجّميع.
كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل
0 تعليق