كيف تجعل طفلك شُجاعاً؟ 6 نصائح تُساعد على تنمية شخصية قوية عندَ الأطفال

أكتوبر 31, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

شخصية قوية لدى الأطفال

شارك القصة


كيف تجعل طفلك شُجاعاً؟ 6 نصائح تُساعد على تنمية شخصية قوية عندَ الأطفال

إنّ تربية الطفل تُمثّل ولادة ثانية له، لكنّ مخاض تلك الولادة وملامحها ونتائجها هي مسؤولية عظيمة تقع على عاتقنا كآباء من خلال تنشئة أطفالنا على أسس ومبادئ توجيه وقيادة آمنة وصحيحة نحو تكوين شخصية قوية ومُتوازنة وتعزيز عقلية مرنة وصحيّة لدى الطفل تجعله قادر على الانطلاق والعيش في مجتمع كامل يختبر فيه الطفل مختلف الظّروف والتّجارب والتحدّيات والمواقف، ففي حال كان طفلك مُحصناً بما فيه الكفاية سيكون قادر على مواجهة كافة الظّروف والتحديات بشجاعة ومرونة، والعكس صحيح! ،فإذا كان طفلك مفتقداً للأسس والمهارات اللازمة التي تمثّل درع الحماية له سيكون عُرضة لاكتساب شخصية انهزامية وسلوكيات غير صحيّة وتبنّي أفكار خاطئة بحيث يُصبح عاجزاً عن التعامل مع كافة المواقف بعقلانية وشجاعة وحِكمة، بالإضافة إلى الآثار السّلبية المترتّبة على تعزيز عقلية تفكير صحيّة لدى الطفل وتنمية شخصيته على أسس متينة وسليمة، ومن أهم تلك الأسس التي يتوجّب على الأبوين إعطائها أهمية بالغة في تربية الطفل هي تنمية شخصيّة قوية وتعزيز عقلية مرنة لدى الطّفل التي تمثّل قارب النجاة الذي يحمل طفلك من بحور العجز والضّعف والخوف والعقلية الثابتة إلى شاطئ الوعي والشّجاعة وقوّة الشّخصية والمرونة في التفكير.

في هذا المقال سنقدّم ست نصائح موجّهة للآباء من أجل بناء وتعزيز شخصيّة قويّة وعقليّة مرنة لدى الطّفل:

شخصيةقوية 
الطفل الذكي
تربية إيجابية 
الأب 
ألأم

1- امنحْ طفلكَ فُرصة الاكتشاف والاختبارلبناء شخصية قوية

في بعض الأحيان يبالغ الأبوان في خوفهم على أطفالهم من المجتمع المُحيط بهم، فيلجأ الأبوان إلى عزل طفلهم عن العالم الخارجي بهدف حمايته!، ما ينعكس سلباً على بناء شخصية الطفل فيصبح طفلاً ضعيفَ الشّخصية ومُنطوياً على نفسه ومُفتقداً للمهارات الاجتماعية التي تسهم بشكل كبير في تطوير وتعزيز ملامح الشخصية القوية كالجُرأة والشّجاعة.

إن غياب عامل التأثر الإيجابي للطفل بمحيطه إن كان في الحي أو المدرسة يحدّ من تطوّر شخصية الطفل بشكل سليم وصحّي، لابد من دفع طفلك وتشجيعه لاكتشاف العالم الجديد خارج أسوار المنزل، ولاشكّ أن مواجهة واختبار العديد من المواقف المختلفة ترسم ملامح شخصية الطفل الشجاع والجريء وتحمي الطفل من الانعزالية والانطواء وضعف الشخصية، بالإضافة إلى أهميّة اختلاط الطفل بالمجتمع في تكوين وتعزيز العقلية المرنة من خلال مواجهة ظروف مختلفة والتعلّم من التجارب واكتساب الخبرات الحياتيّة الكافية لتحصين طفلك الصغير الذي سيصبح يوماً ما شابّاً يافعاً سيواجه ويختبر مواقفاً وظروفاً أكثر تعقيداً وصعوبة، مع الأخذ بعين الاعتبار الإشراف الدائم والإدارة الواعية من قبل الأبوين على الاختلاط الصحي والإيجابي للطفل مع المجتمع المحيط.

فمثلاً، بدلاً من منع طفلك من الخروج واللّعب في الحديقة أو حثّه على عدم الاختلاط بالأطفال الآخرين في المدرسة بهدف حمايته!، من الأفضل أن تشجّعه على الانطلاق واللّعب والاكتشاف لتعزيز قوّة الشّخصية ومرونة العقلية من خلال اكتساب التجارب والخبرات اللازمة.

2- لا تكبتْ انفعالات طفلك

من العوامل الأساسية في بناء شخصية طفل متوازنة وصحيّة هي استيعاب وتقدير كافة الانفعالات والمشاعر التي يعبّر عنها، تختلف شخصية طفل عن آخر بأسلوب التعبير عن الانفعالات والحالات العاطفية كالفرح والحزن والحماس …

فبعض الأطفال قد يعبّرون عن سعادتهم المُفرطة بضحكة صاخبة أو يعبّرون عن حزنهم الشّديد بالصّراخ وقد يعبرون عن شدّة حماسهم برقصة مُبالغة، إن استيعاب كافة تلك الانفعالات وإدارة الحالات العاطفية للطفل بشكل صحّي وسليم وآمن وعدم اتّباع سلوكيات خاطئة في كبت مشاعر الطفل ومنعه من التعبير عن انفعالاته يساعد الطفل في بناء شخصية قويّة ومتوازنة وعقلية مرنة وصحيّة، والعكس بالعكس!، فإنّ منع الطفل من التعبير عن انفعالاته وكبت مشاعره يحوّل تلك المشاعر إلى برعم خجل وخوف ينمو بداخله حتى يزهر ضعفاً ينعكس على شخصيته وطريقة تفكيره.

فعندما يُبدي طفلك انزعاجَه بالبكاء والصّراخ بسبب حصوله على علامة تقدير منخفضة في الاختبار، بدلاً من توبيخه ومنعه من التعبير عن مشاعره، امنحه الفرصة للتعبير عن انفعاله واحرص على احتوائه وإدارة حالته العاطفية بوعي وحرص.

3- امنحْ طفلك فُرصة الاختيار وتحمّل المسؤولية لبناء شخصية قوية

ما يعزز العقلية الثابتة لدى الطفل ويحجّم قدرته على التفكير الصحّي ويمنع تعزيز العقلية المرنة لديه هو عدم منحه الفرصة لاتخاذ بعض القرارات أو إعطائه الفرصة للاختيار وتحمّل مسؤولية خَيَاراته، فإنّ إملاء كافّة القرارات من قبل الأبوين على طفلهم فيما يتعلّق بحياته المدرسيّة أو الاجتماعية كإلزامه بارتداء ملابس لا تعجبه أو إجباره على المشاركة في نادٍ رياضي وهو يفضّل العزف والغناء أو اختيار أصدقائه بدلاً عنه، كل تلك السّلوكيات الخاطئة ستضع الطفل على محكّ التفكير بعقلية ثابتة والحاجة الدائمة للآخرين وعدم القدرة على اتخاذ أي قرارات مستقبلية بالإضافة إلى إضعاف قدرته على التمييز بين الخَيار الصائب والخَيار الخاطئ، علاوةً على كبح وتحجيم الجانب الإبداعي وإطفاء شُعلة الشّغف لديه من خلال الانصياع لخيارات وقرارات لا تعبر عن شخصيته ومواهبه ورغباته ما ينعكس بشكل سلبي على بناء وتعزيز عقليّة مرنة وشخصية قوية ومتوازنة بحيث يكون الطفل قادر على اتخاذ القرار وتحمّل مسؤولية كافة الخَيارات ومواجهة المواقف الحياتية بشجاعة ومرونة.

فمثلاً في حال كنت تحب لعب كرة القدم، لا تفرضْ ذلك على أطفالك، بل دعهم يعبّرون عما يحبّون ويفضّلون، وشجعْهم على ممارسة النشاطات التي تلبّي رغباتهم وتعبّر عن شخصيتهم وتتناسب مع مهاراتهم ومواهبهم.

4- لا تُقارنْ طفلك بأحد

إنّ مفتاح الشخصيّة القويّة هي الاستقلالية، إن مقارنة طفلك بالآخرين قد تشكّل لديه عائقاً يمنعهُ من التطوّر وتعزيز شخصية قوية وتنمية عقلية مرنة في التفكير، فبدلاً من منح طفلك القوّة في التعبير عن نفسه والرّضى عن إنجازاته وتطوير إمكاناته فإن مقارنة طفلك بغيره من الأطفال سيكسب طفلك شخصية مهزوزة وانهزامية بحيث يشعر بالضّعف عند عدم قدرته على تحقيق إنجازات الآخرين!

احرصْ دوماً على مقارنة طفلك بنفسه، أي مقارنة ما كان عليه طفلك سابقاً بما وصل إليه اليوم، هذه الاستراتيجية تمنحه العزيمة والشجاعة لتحدّي نفسه وبذل الجهد لتطوير مهاراته والتفكير بعقلية مرنة حول ما يريد أن يصبح من خلال تحديد أهداف تعبّر عن رغباته وإمكانياته ولا ترتبط برغبات الآخرين أو إمكانياتهم، هذا السلوك الصحّي والسليم يدعم الطفل بشكل إيجابي لبناء شخصيّة تتحلّى بالقوة والصّلابة وتعزيز عقلية تفكير صحيّة ومرنة.

عندما تريد تشجيع طفلك وتحفيزه على بذل الجهد والمثابرة بعبارة مثل “عليك أن تسعَ جاهداً لتصبح طبيباً كأخيك!”

يمكن استبدالها بعبارة أكثر صحّة وإيجابية من قبيل “يتوجّب عليك السّعي وبذل الجهد لتحقّق هدفك الذي تطمح إليه”.

5- لا تستخف بإنجازات طفلك

في بعض الأحيان، قد يستهزئ الأبوان بإنجازات أطفالهم البسيطة من باب الدُّعابة والمُزاح!، فترى أباً يسخر من رسم طفله لحصان برأس كبير أو منزل بلا نوافذ، ما يزرع الخجل بداخل الطفل فيصبح متردداً في إمساك الرّيشة ومحاولة الرّسم مرة أخرى!

إنّ الأطفال لهم تفكيرهم الخاص وعقليتهم السّاذجة، بحيث ينظرون إلى استخفاف أبويهم بإنجازاتهم البسيطة استخفافاً بهم وبمشاعرهم، ما يزرع الخوف والضّعف بداخلهم ويجعلهم غير قادرين على تطوير مهاراتهم لتحقيق إنجاز يخلو من السُّخرية أو الاستهزاء!

احرصْ دوماً على تقدير إنجازات أطفالك مهما بلغت من البساطة وكنْ داعماً لهم، فمجرّد إمساك طفلك صاحب الأربعة أعوام للقلم ومحاولة الكتابة يعدّ إنجاز بحدّ ذاته، إنّ تقدير ما يسعى أطفالك لتحقيقه وتشجيعهم للوصول إليه يعزّز لديهم قوّة الشخصيّة والعزيمة والشجاعة ويخفّف مشاعر الخجل والخوف، بالإضافة إلى تنمية وتعزيز عقلية مرنة من خلال تحفيزهم لإدراك الأخطاء المُرتكبة ودفعهم لتصويبها بأسلوب داعم وإيجابي بعيداً عن الاستخفاف أو الاستهزاء، فطفلك الذي يريك اليوم رسمة بسيطة لمنزل وشجرة قد يدعوك مستقبلاً لحضور مَعرِض الرّسم الخاصّ به !

فمثلاً، في حال أراد طفلك أن يُريك لوحةً رسمها تعبّر عن فصل الربيع وقد لوّن أوراق الشجر باللّون الأزرق والشّمس باللون الأخضر، بدلاً من جعل ذلك مدعاةً للمُزاح والسُّخرية، اتّبعْ سلوكاً أكثر وعياً مع طفلك وقدّمْ نصيحتك بأسلوب داعم وإيجابي لإجراء بعض التغييرات اللازمة على الألوان المُستخدمة في تلوين اللوحة!

6- لا تتبع أساليب العنف والتهديد مع طفلك

في بعض الأحيان، يعمل الأبوان على توجيه أطفالهم أو تقويم بعض السّلوكيات الخاطئة الصّادرة عنهم باتّباع أسلوب العنف مُعتقدين أنّه الأسلوب الأنسب لتربية الطفل تربية صحيّة وسليمة، فبدلاً من بناء وتعزيز شخصية قوية لدى الطفل يسعى الأبوان لإضعافها وهدمها باتّباع سلوكيات تربوية خاطئة كالتهديد بالعقاب أو استخدام العنف الجسدي كنوع من المُحاسبة!

لاشكّ أنّ مُحاسبة الطفل على أيّ سلوك غير سوي صادر عنه وتقويم ذلك السّلوك هو أمر ضروري، ولكن اتباع أسلوب العنف كالضرب أو العنف اللفظي كالتوبيخ اللاذع وإطلاق الشتائم لا يعدو كونه استراتيجية فاشلة ومتخلّفة في تنشئة وتعزيز عقلية صحية ومرنة وشخصية متوازنة وقوية لدى الطفل تجعله يدرك خطأهُ جيداً ويسعى جاهداً لتصويبه.

إنّ المتحكّم الرئيسي في تعزيز الشخصية القوية لدى الطفل هما الأبوان، يتحتّم علينا كآباء أنْ نعي جيداً وندرك الأساليب الصحيّة والناجحة في تربية أطفالنا تربيةً سليمة من خلال تشجيعهم على اتباع قواعد وسلوكيات صحيّة  وصائبة وحمايتهم من كافة السّلوكيات الخاطئة التي قد تخترق أسوار المنزل آتيةً من الخارج، ولكن عملية مُحاسبة الطفل على أخطائه يتوجب أن تتم بالكثير من الوعي من خلال اتباع اسلوب الحوار البنّاء والإيجابي وتعزيز المفاهيم والقيم التربويّة السامية كالاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه وطلب المُسامحة، وبذلك نعزّز بشكل إيجابي وصحّي تطوّر شخصية قويّة بناءً على شجاعة الطفل من خلال الاعتراف بخطأه وجرأته بالاعتذار عنه، بالإضافة إلى تعزيز العقلية المرنة لدى الطفل في إدراك سوء بعض تصرفاته والعمل على تصويبها.

في حال تلفّظ طفلك بألفاظٍ خارجةٍ عن الأدب غيرَ مُدركٍ لمعناها، بدلاً من اتّباع اسلوب العنف والتوبيخ اللاذع في مُحاسبته، يتوجّب عليك محاورة طفلك وتوضيح سلوكَهُ الخاطئ بشكل إيجابي وهادئ.

شخصية قوية
"من الأفضل أنْ تربط أطفالك بك من خلال الشعور بالاحترام والرّفق بدلاً من الخوف"
تيرينس ماكسويني - كاتب ومؤلف ايرلندي

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

هل أعجبك المقال؟

هل يمكنك الآن تحديد أسباب ضُعف الشّخصية عند بعض الأطفال؟

وهل يمكنك توقّع النتائج المُترتبة على طفلك في حال عدم اتباع النّصائح المذكورة أعلاه؟!

نرجو مشاركتنا بإيجاباتك في الأسفل!

تذّكر أن البيئة السليمة المحيطة بأبنائك لها دور حاسم في تربية أطفالك فلذلك إذا أعجبك المقال يرجى مشاركته مع أقاربك وأصدقائك لتعم الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق