
يعاني العديد من الأطفال من مشكلات يتمّ اكتشافها بعد دخولهم إلى المدرسة، وقد يلاحظ الأهل وجود مشكلة لدى الطفل، إلا أنهم ونتيجة عدم خبرتهم في هذا المجال، قد يجدون صعوبة في تصنيف هذه المشكلة أو وصفها وتحديد نوعها. وإحدى هذه المشكلات هي صعوبات التعلم، وصعوبات التعلم عند الأطفال: هي عبارة عن اضطرابات تسبب تأثيراً على قدرة الطفل في الحصول على مهارات تعليمية والعمل على تطويرها في القيام بالحسابات الرياضية، وقدرته على الفهم، واستخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة.
أسباب صعوبات التعلم عند الأطفال
- أسباب عصبية دماغية: لا تكمن هذه الصعوبة في منطقة مُحددّة في الدماغ، وإنما الصعوبة تكمن في جمع المعلومات من مناطق عديدة من الدماغ، وهذا يعود إلى اضطرابات بسيطة في بنية الدماغ ووظائفه والتي أغلب الأحيان قد تحدث قبل الولادة.
- عوامل وراثية: وذلك من خلال التغيير في أداء الدماغ بطريقة تؤثر في عملية معرفية واحدة أو حتى أكثر.
- عوامل وأسباب أخرى لها علاقة: كتدخين الأم أثناء الحمل وتعاطي المخدرات وشرب الكحول قبل الحمل وخلاله. انخفاض وزن الطفل، التسمم البيئي كالتسمم بالرصاص مثلاً، الولادة المبكرة.
أنواع صعوبات التعلم عند الأطفال
- صعوبة في الإدراك الحركي: وتتجلى هذه الصعوبة في وجود مشاكل طبيعية في الحركة عند الطفل.
- صعوبة في اللغة: ويعني ذلك عدم القدرة على فهم اللغة التي يتمّ نطقها أمام الأطفال حيث لا يتمكن الطفل من فهم طريقة اختيار الكلمات المناسبة وكذلك عدم القدرة على فهمه للكلمات.
- مشاكل سمعية وبصرية: بما أن الأذن والعين هما الوسيلتان الأساسيتان في التعلم للاستماع والنظر الجيدان فعندما يعاني الطفل من مشاكل في السمع أو البصر فإن هذا يؤدي إلى وجود مشاكل في عملية التعلم.
- التوحد: يؤدي مرض التوحد الذي يصيب عدداً من الأطفال، إلى بروز صعوبة في التعلم سواء في الكتابة أو القراءة أو غيرها من الصعوبات في قراءة لغة الجسد إضافة إلى صعوبة في تعلم بعض المهارات الأساسية.
- فرط الحركة: الطفل الذي لديه فرط في النشاط وزيادة عالية في الحركة أثناء الجلوس والوقوف، يؤدي ذلك بالتأكيد إلى نقص الانتباه لديه وبالتالي ضعف في القدرة على التعلم.
- اضطرابات عسر القراءة لها نوعان: صعوبات القراءة الشائعة المنتشرة: حيث يجد الطفل صعوبة في محاولته لقراءة الكلمات وهذا ناجم عن عجزه في إدراك العلاقة بين شكل الحروف والكلمات والأصوات. وصعوبات فهم القراءة: حيث يواجه الطفل مشاكل في أثناء محاولته لفهم معنى الكلام المكتوب.
- صعوبة الكتابة: الطفل الذي يعاني من مشاكل في الكتابة ينعكس ذلك على قدرته على التعلم ويظهر هذا التأثير على هيئة أخطاء إملائية أو خط رديء في الكتابة أو الصعوبة في ترجمة الأفكار وإعادة تحويلها إلى كلام مكتوب.
- صعوبة العمليات الحسابية: تختلف هذه المشاكل من طفل لآخر ولكن بشكل عام يتعرض الطفل بعسر الحساب لصعوبات: فهم إدراك الأرقام، القيام بالعمليات الحسابية وترتيب الأرقام بشكل صحيح.
- صعوبة الكلام: يؤثر عسر الكلام بشكل واضح على التعلم عند الأطفال وهذه المشاكل عديدة على سبيل المثال: صعوبة الحديث والنطق أو ضعف في القراءة أو عدم القدرة على فهم حديث الأخرين.
- مشاكل في التنسيق الحركي البصري: يتعرض الطفل المصاب بعسر المعالجة البصرية إلى صعوبات في محاولته لترجمة وفهم المعلومات البصرية التي ترد إليه عبر العين فمثلاً: يعجز المصاب عن التفريق بين شيئين ينهما نوع من التشابه أو يصعب على الطفل المصاب التمييز بين ما هو مكتوب وقراءته.
استراتيجيات علاج صعوبات التعلم عند الطفل
يمكن اتباع إحدى الاستراتيجيات التالية، كما يمكن اتباع أكثر من استراتيجية، وهذه الاستراتيجيات كالتالي:

1- اعتماد أساليب تعليم جديدة
وهنا تقع المهمة على عاتق الأسرة والمدرسة على حدٍّ سواء، إذ أنه من الضروري أن يعتمد الأهل والمدرس على أساليب تعليمية من شأنها تحسين مهارات الطفل على الصعيد السلوكي والصعيد التعليمي، مثل: استخدام استراتيجية التعلم باللعب واستراتيجية التعلم الإلكتروني. وكلاهما يرضيان ميل الطفل فطرياً نحو اللعب وتشكل هاتان الاستراتيجيان حافزاً للطفل لتقبّل المعلومات والاحتفاظ بها، ويوجد العديد من المواقع الإلكترونية التي تدعم التعلم باللعب مثل: برنامج الورد ول. كما يمكن اعتماد استراتيجية التعلم بالأقران فالطفل بطبعه يميل للتقليد والمحاكاة ويمكن استثمار هذا الميل لديه لتحسين أداءه الدراسي. وتلعب استراتيجية الخرائط الذهنية دوراً مهمّاً في تحليل المعلومات وجعلها أكثر بساطة وسهولة بالنسبة للطفل، حيث يتمّ تحديد الفكرة الرئيسية وتتفرع عنها الأفكار الثانوية بشكل رسومات وصور ملونة.
2- إلحاق الطفل ببرامج تعلم فردية
فالطفل الذي يعاني من صعوبات تعليمية يحتاج إلى المزيد من الوقت للفهم والاستيعاب، وقد يصاب بالإحباط إذا لم يتمكن من مجاراة زملاءه، لذا فإن تلقيه المعرفة بشكل فردي يكون أفضل له من الناحيتين النفسية والتعليمية. ويجب أن يستلم مهمّة التعليم الفردي مُربٍّ مختص قادر على تقديم المعرفة للطفل بشكل متسلسل ومُبسّط واكتشاف نقاط الضعف لتحسينها ونقاط القوة لتدعيمها. كما يمكن للإخصائي أن يكتشف أفضل الطرق والأساليب والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها مع الطفل والتي تناسبه وتُمكّنه من التعلم بشكل جيد.
3- إعطاء الوقت الكافِ لمن يعاني من صعوبات التعلم عند الأطفال
وهذا الوقت الكافي لا يقتصر على الدراسة وحسب، بل يجب منحه المزيد من الوقت أثناء حلّ الواجبات وأداء الاختبارات. كما أنه من الممكن أن يقوم المعلم بتحضير نماذج امتحان أكثر بساطة للطفل الذي يعاني من صعوبات في التعلم. (عزيزي مجد لديكَ خمس عشرة دقيقة لحلّ المسألة) ثم تقوم الأم بتقليص المدة الزمنية في المرات القادمة، يمكن للأم أن تستخدم المنبه على مرأى من الطفل كي يصب تركيزه في المهمة التي يؤديها مع إبعاد المثيرات التي يمكن أن تلفت نظره مثل التلفاز أو الهاتف المحمول.
4- تغيير نظام حياة وعادات الطفل
مثل: اللجوء إلى تغيير النظام الغذائي للطفل، وتدعيمه بالبروتينات التي تعتبر العوامل الداعمة الأساسية للذاكرة، وتخفيف كمية الحلويات والوجبات السريعة التي يتناولها الطفل. كما يُمكن للأم تحفيز النشاط الحركي للطفل، كون العقل السليم يحتاج إلى جسد سليم، وتعتبر معظم الأنشطة التي يمارسها الطفل داعمة للتآزر الحركي البصري والتآزر الحركي الحسي، وهذا من شأنه أن يسهم في تنشيط الطفل وتقوية قدراته المختلفة.
5- مراجعة الطبيب أو مختص بصعوبات التعلم عند الأطفال
وهنا يقع على الأهل مهمة زيارة الطبيب المختص الذي يُحدّد العلاج المُناسب للطفل، مثل: الأدوية التي تستهدف تنشيط الذاكرة، والأدوية التي تعالج فرط النشاط والحركة لدى الطفل. ويُعتبر تحديد الدواء الأنسب للطفل مهمة الطبيب، حيث يتوجّب على الأهالي الامتناع عن اختيار الدواء بناءً على تشخيص مُماثل لحالة طفلهم، والذي قد يكون خاطئاً في معظم الأحيان
بيّنت العديد من الدراسات والبحوث التي أجريت في هذا الميدان وجود العديد من الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، وأن هذه الصعوبات ليست خاصة بمجتمع معين أو جنس معين. ولا بد حين دراسة هذه المشكلة أن نبدأ بتحديد أبعادها باستخدام أدوات أكثر مصداقية ووضع الحلول المناسبة للتصدي لهذه الظاهرة والعمل على التخفيف من حدتها على المجتمع.
إقرأ أيضاً: القراءة لدى الأطفال و4 فوائد في تطوير قدرات الطّفل المعرفيّة
إقرأ أيضاً: كيف يمكن تحصين الطّفل ضد الأساليب التعليمية الخاطئة؟
إقرأ أيضاً: الرياضيات للأطفال: 6 استراتيجيات فعّالة لمساعدة الأطفال على تنمية مهاراتهم في الرّياضيات
0 تعليق