
إن تعويد الطفل على أداء الفرائض في سنٍّ مبكرة أمر ضروري حتى يعتاد الالتزام بالتعاليم الدينية التي لا يجوز إغفالها. ويُعدّ صيام الأطفال أحد الفرائض الرئيسية التي لا بدّ من وجوب تدريب الطفل على أداءها في سن مبكرة. إلا أنه وبالمقابل لابد وأن يدرك الطفل معنى الفريضة، والسبب وراء فرض الصيام على الإنسان، حتى يندفع للالتزام بالصوم برغبةٍ ذاتية ودافعٍ داخلي، وليس نتيجة لرغبة الأبوين أو الخوف من مخالفتهما، أو الخوف من عقاب الله عزّ وجل.
ومن ناحية أخرى يجب أن يدرك الآباء أن التزام أبنائهم بأداء الفرائض لا يحدث دفعةً واحدةً، وأن أداء الفرائض أمامهم هو خير طريقة لضمان التزامهم وتحفيز دافعيتهم بدل إسداء النصائح إليهم. وفي هذا المقال سنذكر عدد من النصائح المتعلقة بتحفيز الطفل على الصيام وتعويده على الالتزام بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
7 نصائح مهمة لصيام الأطفال

1- أن يكون الطفل في سن مناسب للصيام
من الخطأ البدء في تدريب الطفل على الصوم في سن مبكرة لسببين وهما: حاجة جسمه للعناصر الغذائية وتناول الطعام والشراب خلال فترات متقاربة، والسبب الثاني هو عدم قدرة الطفل على إدراك معنى الصوم. ويعتبر سن السابعة أفضل سن لبدء صيام الأطفال، ويمكن أن يقيم الآباء حفلة صغيرة للطفل كونه بلغ سن السابعة وسيشاركهم الصوم في هذا العام الأمر الذي يجعله يعتز بنفسه ويثق بقدراته ويسعى لأداء الفريضة على أكمل وجه.
2- توضيح الغاية من صيام الأطفال
لقد فرض الله عزَّ وجلَّ الصيام على الإنسان لتهذيب النفس وتعويدها على الصبر والتحمل وكي يدرك الإنسان المعاناة التي يعانيها الفقراء والجياع. ويمكن للآباء أن يوضحوا الغاية من الصوم بأسلوب قصصي وأن تتمّ زيارة منزل أحد الفقراء والتعرف على معاناتهم لحثّ الطفل على الإحساس بالآخرين، وتعزيز المشاعر الإنسانية لديه.
3- التدريب على الصوم بشكل متدرج
ليس من السهل على الطفل أن يبدأ في الصيام دفعة واحدةً، لذا يمكن تدريبه على الصوم لعدة أيام قبل بدء شهر الصوم، كأن يمتنع الطفل عن تناول الطعام والشراب منذ الاستيقاظ ولمدة أربع ساعات، وتتمّ زيادة الفترات الزمنية خلال الأيام التالية.
4- إشغال وقت فراغ الطفل بالأنشطة المتنوعة
من الممكن شغل وقت الطفل وإلهاءه خلال النهار بأنشطة ترفيهية وأخرى دينية، مثل: ممارسة أنشطة لا تتطلب بذل الكثير من الجهد الجسدي كي لا يشعر بالجوع والعطش ويمكن قراءة القصص أو مشاهدة التلفاز أو إشراكه في تحضير مائدة الطعام، ومن الضروري تخصيص وقت لذكر الله عزَّ وجلَّ وأداء العبادات.
5- تشجيع الطفل على الالتزام بالصوم وتحفيزه
يعتبر نظام الحوافز والمكافأت من أكثر الأنظمة التي تثير الدافع لأداء المهمات، ويمكن استثمار هذا النظام لحثّ الطفل على الصوم، من خلال تقديم مكافئات وجوائز يومية في نهاية اليوم على شكل الحلوى المفضلة أو اختيار قائمة الطعام في اليوم التالي. كما يمكن للآباء القيام بتعليق صورة للطفل في وسط غرفة الجلوس وإضافة نجمة ذهبية مقابل كل يوم يصومه، يضاف إلى ذلك مدح الطفل وشكره على قدراته المذهلة في الصبر والتحمل والالتزام بأداء الفريضة. ولا يمكن نسيان المكافأة القيّمة في نهاية شهر الصوم بعد أن يتمكن الطفل من صيام كل الأيام.
6- التركيز على أن الآباء هم القدوة الحسنة
يعتبر الآباء مصدر إلهام للطفل والنموذج الذي يقومون بتقليده ليس فقط في العبادات، بل وبكل شؤون الحياة حتى أن الأطفال في بعض الأحيان يتقمصون شخصية آباءهم ويقومون بتقليدها في كل صغيرة وكبيرة. لذا يمكن استثمار هذا الميل لدى الطفل والقيام بأداء العبادات أمامه بكل صبر ورضا والابتعاد عن الغضب خلال فترة الصوم وشكر الله عزَّ وجلَّ على نعمه بشكل دائم. إن الآباء هم الأكثر قدرة على غرس القيم في نفوس أطفالهم، ويمكن للآباء أن يُشعروا أطفالهم أنهم مصدر إلهامهم وأنهم قدوة لهم بالمقابل. (مثل: حبيبي علي إنني أشعر بالعطش الشديد لكنني سأحذو حذوك وأنتظر حتى انتهاء فترة الصيام).
7- غرس أهمية كسب رضا الله عزَّ وجلَّ في نفس الطفل
يجب أن يدرك الطفل أن الله عزَّ وجلَّ هو الميسر لهذا الكون وهو المسيطر عليه، وأن كسب رضا الله عزًّ وجلَّ يكون بالتزام أوامره واجتناب الأشياء التي نهانا عنه، ونتيجة كسب رضا الله عزَّ وجلَّ هي العافية في البدن والرزق والتوفيق في العمل. (حبيبي علي إنني أمتلك مبلغاً من المال سأشتري لكَ به اللعبة التي تحب، ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ معه خزائن الأرض وعندما يرضى عنكَ سيمكنك من مفاتيحها).
يجب أن يدرك الآباء أن صيام الأطفال هو بداية رحلته في الاعتياد على الصبر والتحمل، وأن تدريبه على الصيام في سن مبكرة سيجعل أداء هذه الفريضة مستقبلاً أكثر سهولةً، كما أنه سيكون أكثر التزاماً بها. ولكن بالتأكيد فإن تعويد الطفل على أداء أي فريضة يحتاج إلى المثابرة والصبر والتدرج حتى الوصول إلى النتيجة المرجوة، لذا عليكم التحلّي بالصبر وسعة الصدر.
إقرأ أيضاً: مخاطر الإنترنت على الأطفال: 10 نصائح لحماية الطّفل من تلكَ المخاطر
إقرأ أيضاً: كيفَ تُربّي طفل صادق؟ 6 استراتيجيّات لتعزيز سمة الصّدق لدى الأطفال
إقرأ أيضاً: 5 طرق لتشجيع الأطفال على الدراسة: نحن نتعلّم بطرق مختلفة!
0 تعليق