عقلية النمو والعقلية الثابتة: ثمان طرق لتغيير عقلية طفلك إلى عقلية نمو مرنة

أكتوبر 27, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

عقلية النمو المرنة و عقلية النمو الثابتة طفل ذكي وقوي الشخصية

شارك القصة


عقلية النمو والعقلية الثابتة: ثمان طرق لتغيير عقلية طفلك إلى عقلية نمو مرنة

يعتقد الكثير من الآباء أنّ مهارات طفلهم ومواهبه ومعدّل ذكائه وسلوكياته هي سمات موروثة أو أنّها صفات مُكتسبة وثابتة لا يمكن تغييرها أو تحسينها، فيعتقد الطفل أن ما يحوذه من ذكاء وموهبة هي كل ما يملكه لتحقيق الإنجازات والنجاح!، فنرى البعض يشيد بذكاء طفله وموهبته بدلاً من الإشادة وتثمين الجهد الذي يبذله الطفل في سبيل إغناء معرفته وتطوير إمكانياته، ونرى البعض الآخر يشكو مستسلماً من صعوبات يواجهها الطفل في التعلّم والإدراك والقدرة على التواصل وحل المشكلات بدلاُ من البحث في المُسببات وتطوير مهارات الطفل في التعلّم وكشف مكامن الضعف والعمل على تقويتها، ومن المعتقدات الخاطئة أيضاً هي الاعتقاد أنّ معدّل ذكاء الطفل وموهبته هي أساس تحقيقه للنجاح!

إن جميع تلك المعتقدات الخاطئة هي بسبب امتلاك العقلية الثابتة ونقلها للطفل تجاه مهاراته ومواهبه التي يحظى بها فتسبّب هذه العقلية عائقاً تمنع الطفل من التطوّر، حيث يُعد تحلّي الطفل بعقلية نمو مرنة وصحية بمثابة بوابة عبور نحو التطور والتحسين وصولاً إلى الإبداع والتميّز، فالطفل الذكي سيعي أنّه ببذل المزيد من الجهد والمثابرة سيصبح أكثر ذكاءً، ومن خلال التجارب واكتساب الخبرات سيغدو الطفل الموهوب أكثر موهبةً.

لا تكمن أهمية امتلاك الطفل لعقلية نمو صحيّة في تحسين قدرته على التعلّم فحسب، بل تفتح الباب على تغيير شامل لكل العادات السلبية والمعتقدات الخاطئة وتكرّس لديه العادات الصحية والإيجابية والسلوكيات الصحيحة والنظرة المشرقة التي تدفعه للتغيير نحو الأفضل وتزيد ثقته بنفسه وترفع تقديره لذاته.

إليكم ثمان استراتيجيات هامّة يمكن اتباعها لتنمية عقلية نمو مرنة لدى الطفل:

عقلية النمو المرنة و عقلية النمو الثابتة 
طفل ذكي وقوي الشخصية

1- الآباء خير قدوة لأبنائهم، ابدأ بتبني عقلية نمو صحيّة

قبل العمل على تحسين عقلية طفلك وتغييرها إلى عقلية نمو مرنة، يتوّجب عليك اكتسابها أولاً وتكريسها في جميع مناحي حياتك الأسرية والعملية والاجتماعية، احرصْ على نقل المفاهيم الإيجابية والصحية ودحض كافة المعتقدات الخاطئة التي تعيق بناء عقلية نمو صحية لدى أطفالك وتقوّي العقلية الثابتة التي تحول دون تطوّرهم وتقدّمهم، فعادةً ما يرى الأطفال في آبائهم القدوة الحسنة والمثال الأعلى.

كن على يقين أنّك مراقب بشكل دائم من قبل أطفالك وأنّ جميع تصرفاتك وسلوكياتك هي المعلّم الأوّل لطفلك وهي اللَّبنة الأساسية في بناء عقلية طفلك، لذلك احرص على بنائها كعقلية نمو صحية ومرنة.

طفل ذكي وقوي الشخصية يقتدي بأبويه

2- النظر إلى التحديات والاختبارات كفرص للنمو والتطوّر

يتعامل عادة الأطفال مع التحديات والاختبارات بالكثير من القلق والتوتر بسبب خوفهم من الإخفاق بها، تزداد تلك المخاوف في حال لم يحقق الطفل النتائج المرجوّة، ويرى الطفل تلك النتائج على أنها فشل ذريع ومُحبط، فيصاب باليأس والرغبة بالاستسلام!

شجّع طفلك دوماً على تغيير مفاهيمه ونظرته الخاطئة تجاه أي تحدّي أو اختبار على أنه مقياس لمقدراته ومهاراته!، واحرص على تعزيز عقلية نمو مرنة بحيث يدرك الطفل جيداً أن كافة الاختبارات والتحديات التي يخوضها ما هي إلّا فرص هامة للنمو عليه انتهازها لتطوير إمكانياته ومهاراته وتقوية نقاط ضعفه وتصويب أخطائه.

فعند عودة طفلك من الاختبار بدلاً من طرح سؤالك المعتاد عليه “ما درجة التقدير التي حصلت عليها ؟!”

اطرح تساؤلات على طفلك أكثر صحّة وإفادة مثل “ما الذي تعلّمته من الاختبار؟”، “ما الفائدة التي حصلت عليها؟”

“هل أدركت أخطائك بشكل جيد؟”.

عقلية نمو مرنة لتربية ايجابية

3- مدح الجهد بدلاً من الإشادة بالموهبة ومعدّل الذّكاء

يعتقد بعض الآباء أن بمدح ذكاء طفلهم والإشادة بموهبته ومهاراته يسعون إلى تنمية الدوافع الإيجابية وتحسين نفسية الطفل لزيادة ثقته بنفسه وبما يملك من مهارات فكرية ومقدرات عقلية، ولكن قد يكون لتلك الأساليب المتّبعة في التعامل مع الأطفال دوراً سلبياً في تنمية شخصية الطفل في بيئة صحيّة وتعزيز عقلية النمو المرنة والصحيحة، لخلق تلك العقلية وتطويرها لدى الطفل يتوجّب على الآباء تثمين جهد أطفالهم ومثابرتهم في سبيل التعلّم والإشادة بما قضوه من وقت في المذاكرة والدراسة والتحضير، فبدلاً من تشجيع طفلك بعبارة “أنت ذكي جداً، حتماً ستنجح في الاختبار !” يمكن استبدالها بعبارة أكثر صحّة “أنت بذلت الكثير من الجهد، ومن المؤكد أنك ستقدّم أفضل ما لديك”.

تربية ذكية تقوي شخصية الطفل وتجعله ذكيا

4- تحديد الهدف الحقيقي من عملية التعلّم

عندما يفكّر الطفل بعقلية ثابتة تجاه قضائه لساعات طويلة عالقاً في فصول دراسية متنوعة وغيرها من الوقت الذي يقضيه في المنزل أثناء تحضيره للاختبارات المرتقبة، سيعتقد أن الهدف من ذلك كلّه هو حصوله على درجة تقدير مرتفعة في نهاية العام الدراسي!، وفي حال فشله في الحصول على درجة تقدير عالية، سيرى في ذلك الفشل إخفاقاً في تحقيق الهدف من عملية التعلّم!

احرص على توعية طفلك وتعزيز عقلية نمو صحيّة لديه من خلال تغيير اعتقاده الخاطئ تجاه الغايات والأهداف الحقيقة من عملية التعلّم، فالهدف الذي يعمل الطفل على تحقيقه من خلال المثابرة وبذل الجهد والتعب خلال العام الدراسي هو إغناء معرفته وتحسين مهاراته وليست مجرّد أرقام يحصل عليها الطفل في نهاية عام من التّعب.

عقلية نمو مرنة أساس التربية الايجابية

5- احتضان الطفل واحتوائه بدلاً من توبيخه

يغفل بعض الآباء في تربية وتنشئة طفل بشخصية متوازنة وعقلية نمّو مرنة عن دعم وتعزيز الجانب العاطفي والشعوري لديه وخاصّة الأطفال العاطفيين أكثر من غيرهم، فتوبيخ الطفل وتهديده بالعقاب وفي بعض الحالات معاقبته بالضرب!، تلك السلوكيات الخاطئة تخلق لدى الطفل حالة من الرّعب وتشوّش أفكاره، فتتحول أهدافه من التعلّم والاستفادة من الأخطاء من تطوير مهاراته وتحسين أدائه وإغناء معرفته إلى إرضاء والديه أو تفادي أي عقاب أو توبيخ لاذع قد ينتج عن تقصيره.

لاشكّ أن تأنيب الطفل في بعض الحالات الأكثر خطورة أو عند ارتكابه الأخطاء الفادحة هو ضروري، ولكن يجب مراعاة عدم تحويل ذلك التأنيب إلى توبيخ قاسي يؤثر سلباً على الجانب العاطفي للطفل، فالغاية من محاسبته على ارتكابه لخطأ ما هو زرع الحرص والوعي بداخله وليس الرعب والخوف، ففي حال قام طفلك بكسر بعض الأطباق أثناء قيامه بالمساعدة في إعداد المائدة، شجعّه للقيام بذلك بمزيد من الحرص بدلاً من توبيخه بقسوة!

الحب والحنان والتربية الايجابية والطفل الذكي وقوي الشخصية

6- الابتعاد عن الأساليب التقليدية في عمليّة التعلّم

ما يعزّز العقلية الثابتة لدى الطفل هو اتّباع أساليب تقليدية في عملية التعلّم كإقحام الطفل في فصول دراسية نظرية مملّة ومرهقة، وحصر دور الطفل بتلقّي المعلومات وعدم إشراكه في عمليّة التعلّم، فتقيّد تلك الأساليب لدى الطفل الجوانب الإبداعية وقدرته على التفكير والتحليل والاستنتاج، وتحدّ من تطوّر مهاراته الفكريّة بالإضافة إلى سيطرة مشاعر الملل عليه ما ينعكس سلباً على نجاح العملية التعليميّة.

فبدلاً من اتباع تلك الأنماط التعليمية التقليدية يمكننا (كآباء ومعلّمين) اتباع أساليب أكثر نجاحاً في تعليم أطفالنا تتضمّن:

  • زيادة الأنشطة التفاعلية وإشراك الطفل في عمليّة التعلّم.
  • اتباع بعض الألعاب التعليمية لإضفاء طابع الحماس والمرح على عملية التعلّم.
  • تكريس الأنشطة العملية والوظيفية قدر المستطاع في عملية تعليم الطفل.
  • العمل على ربط المعلومات النظرية بالواقع المحسوس.
أساليب تعليمية حديثة لتنية شخصية الطفل وذكائه

7- تعزيز التفكير الإيجابي والنقد الذاتي

يميل الطفل في الكثير من الأحيان إلى التنصّل من الخطأ وعدم الاعتراف به، ويلجأ عادة إلى المُبالغة بعاطفته، فيلعب الطفل دور الضحيّة في أي مشكلة قد يواجهها ما يعزّز لديه التفكير السّلبي الذي يطغى عليه الخيال العاطفي للطفل بدلاً من التفكير المنطقي والعقلاني، ما يُضعف لديه مهاراته في حل المشكلات ومواجهة التحديات.

نمّي لدى طفلك التفكير الإيجابي والنقد الذاتي البنّاء من خلال تشجيعه على الاعتراف بالخطأ والاعتذار عند ارتكابه، وإعطاء المبررات العقلانية للمشاكل التي يواجهها وعدم الانجرار إلى التفكير السلبي الذي يحد من تعزيز عقلية نمو مرنة وصحيّة لدى الطفل، ففي حال نشوب خلاف بين طفلك وأحد أصدقائه، الأفكار السلبية التي قد تسيطر على طفلك حينها مثل “صديقي لا يحبني !”، “لا أريد محادثته بعد اليوم !”، يمكن مواجهتها بتشجيع طفلك على التفكير الإيجابي كطرح بعض التساؤلات من قبيل “هل من الممكن أن يكون صديقك يمرّ بوقت عصيب؟” ،”هل تذكر الأيام الجميلة التي قضيتماها سويّاً؟”.

التفكير الايجابي أحد أسس التربية الذكية وعقلية النمو الصحية

8- تعزيز مهارات الذكاء العاطفي عند الأطفال

إن افتقاد الطفل لمهارات الذكاء العاطفي قد تعيق بناء عقلية نمو صحيّة لديه، كالقدرة على الاعتراف بالمشاعر وعدم كبتها، وقدرته على التضامن العاطفي مع الآخرين كإظهار الحماس والسعادة، وإبداء التعاطف …

شجّع طفلك دوماً على الاعتراف بمشاعره واتخاذ موقف عاطفي تجاه أي إنجاز أو تحدٍ أو مشكلة.. حيث أنّ كبت الطفل لمشاعره يعزّز لديه العقلية الثابتة في التفكير ويحدّ من بناء عقلية نمو سليمة، وبالمقابل فإنّ اعتراف الطفل بمشاعره يعزّز لديه مشاعر الارتياح والتصالح مع الذات ما يزيد ثقته بنفسه وتقديره لذاته ويطوّر لديه القدرة على تسمية الأمور بمسمياتها، وبالتالي يعزز مهاراته في التعامل مع مختلف المواقف وحل المشكلات، ويدعم لديه مهاراته في التواصل البنّاء مع الآخرين.

تثقيف العقل بدون تثقيف القلب ليس تعليماً على الإطلاق.

أرسطو، فيلسوف يوناني
الذكاء العاطفي وعقلية النمو المرنة والتربية الصحيحة

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

هل سمعت سابقاّ بنظيرية عقلية النمو والعقلية الثابتة؟ وهل توافق مع هذه النظرية، إترك تعليقك في الأسفل.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق