كيفَ تُربّي طفل صادق؟ 6 استراتيجيّات لتعزيز سمة الصّدق لدى الأطفال

فبراير 4, 2022 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

6 استراتيجيّات لتعزيز سمة الصّدق لدى الأطفال cover

شارك القصة


كيفَ تُربّي طفل صادق؟ 6 استراتيجيّات لتعزيز سمة الصّدق لدى الأطفال

الصّدق كغيره من الصّفات المكتسبة تبدأ بالنّمو والتّطوّر لدى الطّفل منذ السّنين الأولى من عمره نتيجة عدّة عوامل وظروف تلعب دوراً حيويّاً في إنشاء طفل صادق. ولأنَّ الأبوان هم قدوةُ أطفالهم والمنزل مدرستُهم الأولى والأهم، لذا فإن التّربية المنزليّة تُعدّ من أهم العوامل التي تؤثّر على عقليّة الطّفل من حيث تبنيّه للقيم الإيجابيّة والصحيّة وأهمّها الصّدق.

لا يقتصر صدق الطّفل على قوله للحقيقة!، فالصّدق سمة متكاملة تسيطر على عقليّة الطّفل لا يمكن تجزئتها، ومفهوم متطوّر ينمو مع نمو عقليته وأفكاره وصولاً لمرحلة النّضج حيث يبدأ بالتّحليل والاستنتاج، البحث في الأسباب التي تجعل الصّدق أمراً جيّداً وهامّاً، حيث يتسّع مفهوم الصّدق ليشمل عدّة سلوكيّات وسمات أخرى لدى الطّفل كالإخلاص، الوفاء بالعهود والمواثيق، الاعتراف بالخطأ، إبداء المشاعر الحقيقيّة وغيرها من السّمات الّتي علينا ألا نوفّر جهداً كآباء في زرعها وتعزيزها في نفوس أطفالنا. فالطّفل الذي يعترف بخطئه ويسعى لإصلاحه هو طفل صادق مع نفسه، والطّفل الذي يفي بالوعود التي يقطعها ويبقى مُخلصاً لصديقه في أحلك الظّروف هو طفل يُبرز الصّدق في أروع معانيه وأسمى أشكاله. سنتناول في هذا المقال أهمّ النّصائح والاستراتيجيّات المُوجّهة للآباء الّتي تساعدهم على تربية طفل صادق من خلال التّعامل بشكل صحّي وإيجابي مع المواقف التي يضطّر فيها الطّفل للكذب بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الصّدق كسمة هامّة وأساسيّة في عقليّة الطفل.

6 استراتيجيّات لتعزيز سمة الصّدق لدى الأطفال

كيفَ تُربّي طفل صادق؟ 6 استراتيجيّات لتعزيز سمة الصّدق لدى الأطفال

1- الآباء الصّادقين خير قدوة لأطفالهم

إنَّ مساعي الأبوين لتعليم أطفالهم السّلوكيات الصّحيحة وتنمية السّمات الجيّدة في نفوسهم لن تُؤتي ثمارَها طالما أنَّ الأبوين لا يتّبعان تلكَ السُّلوكيات أو يتّصفان بتلك السّمات!

لأنَّ الآباء هم قدوة أطفالهم فتعلُّم الطّفل للصدق أو الكذب يأتي بالدّرجة الأولى من التّربية المنزليّة، فحين تتلقّى اتصالاً من صديق وتخبرهُ أنَّك مُنشغل في العمل وأنتَ في الحقيقة مُمدَّد على الأريكة تحاول الاسترخاء، سيكون ذلك المشهد بالنسبة لطفلك درساً هامّاً في التهرّب من الأصدقاء من خلال اختلاق بعض الأكاذيب، ولكن في حال أخبرتَ صديقَك أنَّك في المنزل ولكن تحاول الاسترخاء وأخذ قسط من الراحة، فذلك الرد سيعلّم طفلك أن يكون صادقاً في جميع الأحوال.

2- اتَّخاذ موقف صارم من الكذب

في المرحلة الّتي يدخل فيها الطّفل إلى المدرسة، لا يكفي أن ننقل لأطفالنا السّلوكيات والمفاهيم الإيجابيّة والصّحيّة، بل يتوجّب علينا أيضاً تقويم أيّ سلوك خاطئ قد يصدر عن الطّفل نتيجة تأثّره بالعوامل الخارجيّة. لذلك فإنَّ تربية طفلك ليكون صادقاً يتطلّب منك اتّخاذ موقف جاد وحازم من أيّ سلوك قد يكذب فيه الطّفل، فعدم إبدائك لأي ردّة فعل تجاه طفلك الّذي يختلق بعض الأكاذيب ليبدو مُسليّاً أو مُضحكاً أمام أصدقائه سيكون بمثابة حجر الأساس لبناء عقليّة نمو غير صحيّة وشخصيّة مهزوزة يبني فيها الطفل ثقتَه الوهميَّة ببعض الأكاذيب أو القصص التي ينسجها من مخيلته! ومن الأفضل أنْ تتعامل مع موقف كهذا بأسلوبٍ أكثرَ إيجابيّة كمحاورة الطّفل حول أهميّة قول الحقيقة والابتعاد عن اختلاق الأكاذيب، والعمل على تعزيز ثقة الطّفل ليكون أكثرَ شعبيّة بين أصدقائه بعيداً عن الكذب.

3- الصّدق منجاة – كيفَ تُربّي طفلصادق

في الكثير من الأحيان يدفع الخوف طفلك لإخفاء الحقيقة حول أمرٍ ما، ويعود السّبب لعدم تصرّف الأبوين بشكل إيجابي وصحيح في بعض المواقف كقيامهم بمعاقبة طفلهم بشدّة عند ارتكابه لخطأ ما!

ففي حال اكتشفتَ أنَّ طفلك قامَ بتزوير علامة تقدير الاختبار، قبل أن تهمّ بمحاسبة طفلك على ذلك، اسألْ نفسك عن الأسباب الّتي دفعت طفلك لعدم قول الحقيقة، هل هو قلق من ردّة فعلك؟ أم أنّه متخوّف من رؤية علامات الخيبة على وجهك الّذي اعتاد على رؤيته سعيداً وفخوراً؟! احرصْ على تعليم طفلك أنّ الصّدق هو منجاة من الوقوع في المشاكل والأزمات، ولا تزرع الخوف في نفسه كي لا يضّطر لاتخاذه مُنطلقاً للكذب.

4- الشّخصيّة الصّادقة تستحق الثّناء – كيفَ تُربّي طفل صادق

للحفاظ على السّلوكيات الإيجابيّة التي يقوم بها الطّفل، من المهم أن نُشيد بتلك السّلوكيات ومنها الصّدق لإظهار أهميّة الشّخص الصادق ومكانته خصوصاً في المواقف التي يصعُب فيها على الطّفل قول الحقيقة. فاعتراف طفلك بأنَّه مُخطئ يستحق منك بعض عبارات المديح والثّناء لتكريس أهميّة الاعتراف بالأخطاء وعدم التهرُّب من المسؤوليّة، وعند اعتراف طفلك بأنَّه المسؤول عن كسر بعض الأطباق وإبدائه النّدم على ذلك، بدلاً من توبيخه بقسوة، احرصْ على الإشادة بصدقه بجملة من قبيل “أحسنت لأنك كنت صادقاً، وهذا هو الأهم.”

5- الوفاء بالعهود خير الصّدق – كيفَ تُربّي طفل صادق

من أفضل الدّروس المُفيدة والاستراتيجيّات النّاجحة الّتي تعلّم الطّفل المعنى الحقيقي للصّدق هو الالتزام بالوعود والوفاء بالعهود، فعندما تعد أطفالك بالذّهاب إلى الشّاطئ في عطلة نهاية الأسبوع وتتخلّف عن ذلك، سيعلّم ذلك طفلك أنَّ لا مشكلة بنقض الوعود وعدم الالتزام بها، احرصْ على مساعدة طفلك على الالتزام بالوعود التي يقطعها لتكريس معنى الصّدق بشكل عملي وملموس مع الالتزام بتحقيقك لأي وعد تمنحه لأطفالك وتقديم عذر كافٍ في حال لم تكن قادراً على تحقيقه.

6- القصص المُلهمة عِبَر للأطفال – كيفَ تُربّي طفل صادق

تُعد ّالقصص المُلهِمة التي تحمل العِبَر والرّسائل الإيجابيّة للأطفال أسلوباً ناجحاً وفعّالاً في تعليم الأطفال القيم الصّحيّة والهامّة ومنها الصّدق، فقراءة القصص لطفلك الّتي تُظهر أهميّة الصّدق كسبيل لبناء شخصيّة طفل صادق تعد خطوة هامّة، بالإضافة إلى مُناقشة الطّفل بأحداث القصّة وحثّه على التّفكير واستنتاج الأسباب الّتي جعلت الشّخصيّات الصّادقة في القصّة يظهرون كأبطال حقيقيون لها.

إقرأ أيضا: أهمية اللعب للأطفال و 8 من الألعاب التعليمية الهامة التي تساعد الطفل على النمو والتطور

إقرأ أيضا: تقدير الذات عند الأطفال: سبع استراتيجيات فعّالة لمساعدة الطفل

إقرأ أيضا: الرياضيات للأطفال: 6 استراتيجيات فعّالة لمساعدة الأطفال على تنمية مهاراتهم في الرّياضيات

بعد قراءة المقال، أيّ الاستراتيجيّات السّابقة تراها الأفضل لتعزيز سمة الصّدق لدى الطفل؟

وهل ترى أنّ تربية طفل صادق تحتاج بالضّرورة لأبوين صادقَين؟!

إذا أعجبك المقال، لا تنسَ إبداء رأيك ومُشاركة المقال مع الأصدقاء.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق