في هذا الأيَّام وبعد ثورة التكنولوجيا والإنترنت الكبيرة، أصبح بمقدور أيّ شخص الدّخول إلى شبكة الإنترنت وتصفّح المواقع المُختلفة بدون أيّ قيود. ونظراً لأنَّ أطفال اليوم هم أبناء عصر التكنولوجيا والمعلومات، فمن الطبيعي أن يتمكّن أطفالنا الذين يواكبون هذا التطوّر بمُختلف فئاتهم العمريَّة، الولوج إلى شبكة الإنترنت والاطِّلاع على مختلف المواقع واستخدام العديد من التّطبيقات في أيِّ زمانٍ يريدونه أو أيِّ مكانٍ يتواجدون فيه، وهذا بحدِّ ذاته سيف ذو حدّين! فبمقدار أهميّة تعليم أطفالنا الاستفادة من تلكَ الخدمات والتّطبيقات لتسهيل حياتهم وتعزيز مهاراتهم المُختلفة وإثراء العمليَّة التعليمية بشكل مُفيد ونافع، فاستخدام أطفالنا لخدمات الإنترنت قد يشكّل تهديداً حقيقياً لهم إذا كان ذلك الاستخدام يتمّ بطُرقٍ غير آمنة، وهُنا يظهر دورُنا كآباء في إدارة هذه العمليَّة والإشراف على الاستخدام العادل والآمن لخدمات وتطبيقات الإنترنت المتعدّدة من قبل أطفالنا.

في هذا المقال سنسلّط الضوء على أبرز مخاطر الإنترنت على الأطفال الّتي قد تنجم عن الاستخدام غير الآمن لأطفالنا لشبكة الإنترنت، كما سنضع في متناولكم مجموعة من النّصائح والإرشادات لاتّباعها مع أطفالكم لحمايتهم من مخاطر الإنترنت. 

مخاطر الإنترنت على الأطفال:

تَصفّح المواقع غير المُلائمة

تعدُّ المواقع الإباحية والخليعة من أبرز المَخاطر الّتي تُهدِّد صحّة أطفالنا النّفسيَّة والعقليّة، خصوصاً الأطفال الّذين هُم بعمر المُراهقة، بالإضافة إلى أنّ مشاهدة الطّفل للموادّ المصوّرة التي تُحرّض على العنف قد تنمّي لديه العدوانيّة والكراهيّة، وتؤثّر بشكل سلبي على شخصيته، سلوكه وعقليّته من خلال إثارة وتغذية أي غرائز عِدائية لديه!

الإدمَان الإلكتروني يعتبر من مخاطر الإنترنت على الأطفال

قد يُمضي طفلك ساعاتٍ مطوَّلة أمام شاشة الحاسوب أو الجّهاز المحمُول دونَ أن يشعُر بالوقتِ الّذي يمر، حيثُ تُسيطر عليه رغبة شديدة ومُلحّة للبقاء مُتصّلاً بشبكة الإنترنت وتصفُّح المزيد من المواقع، وقد تصل إلى حدِّ سيطرة تلكَ الرّغبة بشكل مُحكَم على عقليِّة الطّفل وهذا ما ندعوه بالإدمان الإلكتروني الّذي تتعدّد مخاطره ومساوئه على صحّة الطّفل الجسديَّة، النّفسيَّة، والعقليَّة.

التَنمُّر الإلكتروني من مخاطر الإنترنت على الأطفال

في الوقت الّذي باتَ فيهِ إبداءُ الرّأي مُباحاً إلى حدٍّ كبير من خلال مواقع التّواصل الاجتماعي والمنصّات الإلكترونيَّة المُتعدّدة، فإنَّ تعرّض طفلك للتنمُّر باتَ أمراً سهلاً كتلقّيه لنقدٍ جارحٍ أو توبيخٍ مُسيءٍ برسالةٍ أو بتعليقٍ قد يكون له أثر سلبي على نفسيّة الطّفل حيث يُسهم في زعزعة ثقتهِ بنفسهِ وتقديرهِ لذاتهِ.

مُحادثة الغُرباء من مخاطر الإنترنت على الأطفال

قد يدفع الفضول طفلَك للردّ على محادثةٍ من مجهول والاستجابة لهُ من خلال منحِه بعض المعلومات الخاصّة كإرسال صور شخصيّة أو عائليَّة واستغلاله بطريقة مُسيئة من خلال ابتزازه لإرسال المزيد من البيانات الشّخصيّة، ما يضع طفلك في مأزق كبير ويعرّضه لمخاطر نفسيّة جسيمة.

المصادر التّعليميّة غير الموثوقة

من مساوئ الإنترنت على الأطفال هي المصادر التَّعليميَّة المُتعدّدة الّتي عادةً ما تكون خالية من الموثوقيّة، فقد يبدأ طفلك بأخذ تلكَ المصادر على محمل الجد وتبنّي المفاهيم والأفكار التي يطلّع عليها دون مناقشة مدى صحّتها بشكل واعٍ ما يؤثّر سلباً على المخزون المعرفي للطفل من خلال تلويثه بأفكار ومعلومات غير صحيحة.

الألعاب الإلكترونيّة المُضرّة

لاشكَّ أنّ بعض الألعاب الإلكترونيّة مُفيدة ونافعة لأطفالك، حيثُ تُسهم بشكل كبير في تنمية الجانب الإبداعي والخلّاق لدى طفلك وتُعزّز مهاراته الفكرّية، ولكن تلك الفائدة والمَنفعة لا تنسحب على كافّة الألعاب الإلكترونيّة المتوفّرة حيث يمكن لبعضها أن يلعب دوراً سلبيّاً من خلال تنمية بعض المفاهيم غير الصّحية لدى طفلك، خصوصاً الألعاب القائمة على مختلف مظاهر العنف.

10 نصائح لتخفيف مخاطر الإنترنت على الأطفال

لحُسن الحظ، هناك بعض النّصائح والإرشادات الّتي يمكن اتّباعها لتحصين الطّفل ضدّ مخاطر الإنترنت، وهذه بالطّبع إحدى المسؤوليَّات الهامّة التي تقع على عاتقنا كآباء لحماية أطفالنا من الآثار السّلبيّة المُترتِّبة على الاستخدام غيرِ الآمن لخدمات وتطبيقات الإنترنت المُتعدِّدة. إليكم عشر نصائح هامّة لتحصين أطفالكم ضدّ مُختلف مخاطر الإنترنت:

1- اعملْ على توعية الطّفل بالحوار البنّاء والإيجابي لتحصينه ضدَّ مخاطر الإنترنت ومساوئِه ليدرك طفلك جيداً كيفية الاستفادة من خدمات الإنترنت بشكل آمن، عادل، وصحّي.

2- لا تنزلْ دوماً عند رغبة طفلك باستخدام الحاسوب أو الجهاز المحمول وخصِّص لطفلك أوقاتاً مُحدّدة وقصيرة خلال اليوم لتصفّح الإنترنت أو اللّعب بالألعاب الإلكترونيّة.

3- عززْ ثقة طفلك بنفسه وتقديره لذاته كي لا يكون ضحيّة سهلة للمُتنمِّرين عبر الإنترنت.

4- لأنَّ كل ممنوع مرغوب، لا تتبّعْ أساليب القمع ضدَّ أطفالك لمنعهم من استخدام خدمات الإنترنت كي لا تُعزِّز لديهم الرّغبة والفضول لتصفّح الإنترنت خفيةً عنك.

5- احرصْ على توعية طفلك لأخذ الإذن من أحد أبويه عند رغبته بتصفّح موقع ما أو تجربة تطبيق جديد.

6-حذّرْ طفلك دوماً من الردِّ على أيِّ رسالة قد تصل من شخصٍ مجهول وشجّعه على المُسارعة لإخبار أحد الأبوين عن أيّ مادّةٍ إعلانيّةٍ أو روابطٍ قد يتمّ إرسالها إلى حسابه الشّخصي.

7-  ذكّرْ طفلك دوماً بإغلاق كافّة المواقع التي تُحدِّد أنها لمن هم فوق 18 عاماً، مع إعطاء الشّرح اللّازم لطفلك حول عدم مُناسبة محتوى تلك المواقع له لقتل أي نوع من الفضول قد يدفعهُ للدّخول والاطّلاع.

8- حذّرْ طفلك دوماً من إرسال أيّ معلومات شخصيّة لأيّ أحد (عناوين، صور، أرقام أو أيِّ معلوماتٍ خاصّة أخرى).

9- احرصْ على حماية أطفالك من مُشاهدة أيّ مظهر من مظاهر العنف أثناء تصفّحك للمواقع الإخباريّة.

10- أخبرْ طفلك أنَّ ليس كل ما هو مُتوفّر على شبكة الإنترنت صحيح ومُفيد، شجّع طفلك دوماً على مناقشة أيّةِ معلوماتٍ أو أفكارٍ قد يحصل عليها من أحد المواقع التعليميَّة، مع أبويه أو معلّمه للتأكُّد من مدى صحَّتها.

إقرأ أيضا: 5 استراتيجيات فعّالة تساعد الطفل على التعلّم ودور الأبوين في تعليم أطفالهم

إقرأ أيضا: الرياضيات للأطفال: 6 استراتيجيات فعّالة لمساعدة الأطفال على تنمية مهاراتهم في الرّياضيات

إقرأ أيضا: كيف تجعل طفلك شُجاعاً؟ 6 نصائح تُساعد على تنمية شخصية قوية عندَ الأطفال

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل