مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال: 5 طرق فعّالة لإزالتها

أغسطس 29, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الدراسة | 0 تعليقات

مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال

شارك القصة


مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال: 5 طرق فعّالة لإزالتها

عامٌ دراسي جديد… أقلامُ رصاص مُبراة حديثاً، لوازمٌ مدرسيّة بألوانٍ زاهية، حقيبة ظهر جديدة ونظيفة بالإضافة إلى متعة اكتشاف أصدقاء جدد في الفصل الدراسي … كل هذا يكفي أن يجعل أي طفل متحمّساً للمدرسة من أجل البدء بعام دراسي جديد، أليس كذلك؟ حسناً … ليسَ بهذه السرعة!

تعد المرحلة الأولى في حياة الطفل الدراسية أساسية في بناء طفل متعلّم فمن المهم العمل على تهيئة الطفل فكريا ونفسياً وهذا يتطلب من الأهل غرس الطاقة الإيجابية في نفس الطفل وتحصينه نفسيا وخصوصاً إن كانت السنة الأولى للطفل لخوض هذه التجربة المهمة في حياته

تخلق العودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية مجموعة كبيرة من المشاعر حتى عند أكثر الأطفال الذين يُبدون راحة تجاه الذهاب إلى المدرسة.

فمشاعر القلق تجاه الواجبات المنزلية والاختبارات وتجاه زملاء الدراسة الجدد فيما إذا كانوا لطفاء أم لا أو بخصوص مدى صرامة المعلم.. يعني أن معظم الأطفال يعانون من مستوى معين من القلق بشأن العام المقبل.

وبالنسبة للأطفال الذين يبدؤون الذهاب إلى المدرسة لأول مرة أو ينتقلون إلى المدرسة الإعدادية أو الثانوية، يمكن أن تكون المخاوف أكثر حدة.

” وجود شخص بالغ يتكّئ ويقول: ” يا للروعة، أنت ستبدأ الذهاب إلى المدرسة قريباً! ” قد يكون مشابهاً لإخبار شخص بالغ أنه سيصعد إلى جبل إيفرست الأسبوع المقبل! “

جون مونسون – مؤلف وطبيب نفسي
مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال

كأي نوع من المخاوف، فإن مواجهة مخاوف العودة إلى المدرسة وعدم الهروب منها تنمّي عند الطفل القدرة على مواجهة التغيرات المستقبلية وتمنحه الثقة بالنفس مما يجعله قادراً على تكوين صداقات جديدة، وحل المشاكل على سبيل المثال لا الحصر.

سنتناول في هذا المقال بعض الطرق الهامة التي يمكن اتباعها في إزالة مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال. وسنقدّم أهم النصائح الموجّهة للأهل حول تهيئة طفلهم قبل العودة إلى المدرسة.

إزالة مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال

تعد عملية إزالة المخاوف وتخفيف القلق والتوتر لدى الطفل من عودته إلى المدرسة من أهم المهام الموكلة إلى الأهل لما لها أهمية في تهيئة الطفل نفسيا بعد انقطاعه لأشهر عن المدرسة 

إليكم بعض الطرق والاستراتيجيات الهامة التي يجب اتباعها لإزالة هذا النوع من المخاوف لدى الطفل:

مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال

1- التحضير للعودة إلى المدرسة

أشهر الصيف هي الوقت المثالي من أجل التأسيس لسنة ناجحة.

البقاء على تواصل مع المدرسة

البقاء على تواصل مع المدرسة واكتشاف ما يجب أن يقدّمه هذا المبنى لطفلك والتزام حضور بعض الفعاليات والأنشطة الممتعة مع الطفل تعد من أهم الأمور التي تهيّئ الطفل وتجعله متشوّقا للبدء بعام دراسي جديد والتعرف على أصدقاء جدد وتنمّي لديه شعور الانتماء يرافقه طيلة العام الدراسي.

قد تشمل هذه الأنشطة:

  • العمل بالمكتبة الصيفيّة
  • أنشطة المعسكرات والرحلات المدرسية
  • زيارة الملعب من أجل اللّعب والتسلية ولقاء الأصدقاء

البدء بمناقشات مبكرة حول العام الدراسي القادم

مناقشة الطفل حول المرحلة القادمة من المدرسة تنمّي لديه الوعي والإدراك لأهمية المدرسة وما تقدمه له ولعل قراءة الروايات والقصص التي تحكي عن أهمية المدرسة ودورها في بناء جيل مثقف ومتعلم وتضيء على الجوانب الممتعة والمفيدة تعد من أفضل الأساليب التي تعطي الوعي للطفل وتزرع فيه الرغبة والحماس لدخول المدرسة.

دعهم يعرفون أن القلق أمر طبيعي

التحدث مع الطفل وسماع ما يجول في خاطره من مخاوف وإيجاد الحلول المناسبة يسهم بشكل كبير في تخفيف التوتر وتهوين هذه المخاوف وتجعل الطفل أكثر ارتياحا قبل دخوله للمدرسة. يمكن قراءة

ساعدهم في بناء عقليات مرنة

مساعدة الطفل على التعامل مع مخاوفه بطريقة مرنة وعدم الانجرار إلى ردود الفعل العنيفة يساعد الطفل على التغلب على المواقف التي قد يصادفها لاحقا خلال عامه الدراسي القادم.

التحضير للعام الدراسي الجديد
أهم طرق التحضير للعام الدراسي الجديد

2- تحديد مخاوف العودة إلى المدرسة

يعد قلق العودة إلى المدرسة أمراً شائعاً، لكنَّ المخاوف نفسها متنوعة عند كل طفل.

عند التحدث مع طفلك عن مخاوف معينة، اجعلْ المناقشة بنّاءة ومفيدة وتأكد من صياغة أسئلتك بشكل إيجابي مثلا

“هل تعرف مع من سوف تلعب في الاستراحة؟”

بدلا من “هل أنت خائف من ألا يلعب معك أحد؟”.

بعد ذلك، ناقش طفلك حول بعض المخاوف من المدرسة الأكثر شيوعاً فإذا تفاعل طفلك معها فهو قلق بشأنها ولعل أبرز هذه المخاوف:

الأمور الدراسيّة

الحد من هذا النوع من المخاوف يكمن في:

  • المثابرة على التعلم خلال فترة العطلة الصيفية (القراءة يوميا، الاحتفاظ بدفتر يوميات للمغامرات الصيفية للتدرّب على الكتابة، المشاركة في دورات صيفية داعمة للطفل). يُمصح بقراءة مقال المُثابرة والاجتهاد عند الأطفال: خمس خطواتٍ فعّالة لتحفيز الطّفل على المُثابرة في التّعلّم
  • البحث عن المجالات والمواهب التي تثير اهتمام الطفل وتنمية الجانب الإبداعي لديه لما له أهمية بالغة بزيادة ثقة الطفل بنفسه وبقدراته من خلال التعبير عن مواهبه واهتماماته.
  • مناقشة أمثلة عن الوقت الذي تغلّب فيه على عقبات سابقة (اختبار صعب، إرشاد وتوجيه بشكل غير واضح للواجب المنزلي) والمهارات التي استخدمها للقيام بذلك.
  • اسأل طفلك عما سيقوله لشخص آخر لديه نفس نوع القلق بشأن أداءه، واكتبه كمذكّرة

إقرأ المزيد: تحفيز الطفل من خلال 10 استراتيجيات فعّالة

التفاعل الاجتماعي

  • تعليم الطفل أساليب حسن التعامل اللطيف والمحبب وتشجيعه على تعلّم مزحة جديدة، أو خدعة سحرية أو أي نوع آخر من المُزاح الطريف لجذب اهتمام زملائه (بدلاً من التركيز على امتلاك اللباس أو الإكسسوارات الفاخرة)
  • أنشئ قائمة بطرق لتكوين صداقة جديدة ودرّبه على ذلك حيث قم بلعب دور مُطالبة شخص ما باللّعب.
  • تدريب الطفل على التعامل مع أصحاب السّلوكيات غير اللطيفة أو المتسلّطة (كالابتعاد أو طلب المساعدة من شخص بالغ)
  • ولعل أكثر هذه السلوكيات غير اللطيفة شيوعا في المدارس هي ظاهرة التنمّر فالتعامل الجيد مع سلوكيات كهذه يحمي الطفل من النتائج النفسية والجسدية المترتبة عنها ويعزز ثقة الطفل بنفسه.

الابتعاد عن الأهل

مخاوف الطفل من الابتعاد عن أبويه تعد من المخاوف الشائعة (خصوصا عند الأطفال الذين يدخلون المدرسة لأول مرة)

  • استمع لهم وتفهّم مشاعرهم وناقشهم وصغ عباراتك بدقة وحذر، على سبيل المثال (“أعلم أن هذا صعب ” بدلا من ” ليس هناك ما يدعو للخوف “)
  • اقرأ لهم بعض الكتب والقصص المُلهمة وتلك التي تثير لديهم الشغف تجاه المدرسة والنشاطات الممتعة التي سيقومون بها والتي تراعي لديهم الجانب العاطفي تجاه الأم على وجه الخصوص وناقش معهم كيف يظل حبك معهم أينما ذهبوا.
  • يعتبر الحوار مع الطفل من أهم الوسائل التي من شأنها التأثير بشكل إيجابي عليه وفي فترة قصيرة، لذا على الأهل التطرّق للحديث بشكلٍ ممتع عن اقتراب موعد المدرسة، وتذكيره بالأنشطة الممتعة التي تقام فيها والرحلات المدرسية، وإيصال الطفل لمرحلة عدّ الأيام حتى يوم بدء المدرسة. وقد يساعدك الحوار على اكتشاف خلل أو مشكلة ما قد عانى منها الطفل في العام الدراسي السابق.

الحصول على ” الأشياء الصحيحة “

  • مراجعة قائمة مستلزمات الصّف
  • القيام بمراجعة للأشياء التي يحتاجون إليها (الملابس، واللوازم المدرسية، وما إلى ذلك)
  • اسمح لطفلك باختيار مستلزماته وأدواته المدرسية بنفسه، يعد الأمر بسيطاً لكنه من أكثر الأمور التي تعني الكثير للطفل وتقوّي شخصيته وتنمّي لديه ثقته بنفسه وباختياراته.

3- التركيزعلى الإيجابيات

  • بمجرد تحديد المخاوف والاعتراف بها، تصبح المهمة أسهل في معالجتها والحد منها. كشفت دراسة أجريت عام 2011 في جامعة شيكاغو أن مجرد الكتابة عن مخاوف المدرسة تساعد في الحد منها وتزيد من المشاعر الإيجابية وتُحسّن الأداء في المدرسة.
  • ابدأ بإمساك قطعة من الورق، وقم بتسمية أحد الجانبين في الورقة بعبارة “أفكار مقلقة” والآخر “أفكار مفرحة “. ارسم خطّاً في منتصف الصفحة. بعد ذلك، اجعل طفلك إما يكتب أو يرسم المخاوف كلاً على حدى تحت العمود الخاص بالأفكار المقلقة. اقض بعض الوقت في تبادل الأفكار ومناقشة الطفل حول مجموعة متنوعة من عبارات التحدي الإيجابية على الجانب الخاص بالأفكار المفرحة قد يبدو هذا على النحو التالي:
  • لا أعرف ما هي القواعد” / “سيقوم معلمي الجديد بتجاوز جميع القواعد الجديدة عندما نصل إلى هناك
  • v     لن أعرف أي شخص في الحافلة” / “أنا جيد في تكوين صداقات جديدة
  • v      “أستاذي لن يحبني” / “إنه إلى جانبي وسيهتم بي“.
  • v     أنا خائف” / “أنا شجاع“.

قم بتسمية أشياء ممتعة في المدرسة

هناك طريقة بسيطة أخرى لتغيير العقلية وهي تسمية كل الأمور الممتعة التي تحدث في المدرسة والتي لا يمكن أن تحدث في أي مكان آخر. تحدّث عن كيفية الوصول إلى الأصدقاء والرحلات الميدانية والاستراحة والمشاركة في النوادي المدرسية أو أنشطة ما بعد المدرسة.

المديح والإشادة

يعد المديح والثناء على الطفل من أهم الأفعال التي يقوم بها الأهل والتي تترك انطباعا ايجابيا في نفس الطفل وتنمي لديه الثقة بنفسه، فبعد كل إنجاز يقوم به الطفل فإن عبارة (“أحسنت هذا رائع”) لن تمر على الطفل مرور الكرام بل سوف تعني له الكثير وتدفعه لتحقيق أفضل النتائج لاحقا وهنا علينا أن نشير إلى نقطة هامة وهي صياغة العبارات بشكل صحيح وإيجابي حتى عندما يخفق الطفل أحيانا فعبارة (“هذا جيد لكن يمكنك أن تفعل الأفضل”) بدلا من عبارة (“هذا سيئ أعد المحاولة ثانية!”)

البقاء على تواصل مع أطفالك

غالباً ما تكون أبسط الاستراتيجيات هي أقواها. ضع في اعتبارك إضافة أحد الإجراءات التالية إلى روتينك اليومي للحفاظ على التواصل مع طفلك طوال اليوم والتقليل من مخاوفه:

  • ارسم مذكّرات على اليدين (قلب أو قبلة)
  • امنحهم حجراً أو خرزة لإزالة القلق للاحتفاظ بها في الجيب واللعب بها عند الشعور بالتوتر
  • ضع روائح مثل عطرك أو صابون على اليدين بحيث يمكن استنشاقها أثناء النهار. وكلما تبددت الرائحة، كلما اقتربوا من رؤيتك مرة أخرى!
  • بعد عودتهم من المدرسة سيكون لديهم الكثير ليخبروك به عن الأحداث والنشاطات التي جرت خلال اليوم، استمع لهم وناقشهم وقدم لهم النصائح كي تكسب ثقتهم ولكيلا يترددوا مستقبلا بإخبارك بأي شيء حدث معهم جيدا كان أم سيئ.

5- تأمين وسائل الراحة

إن توفير بيئة تسودها الراحة والهدوء والتنظيم تجعل الطفل أكثر ارتياحا واندفاعا للعودة إلى المدرسة وهذا يتمثل في:

تنظيم اوقات النوم

يتعين على الأهالي تنظيم أوقات نوم أطفالهم قبل فترة لا تقل عن أسبوع على الأقل من بداية المدرسة، فمن الممكن إيقاظ الطفل في وقت مبكر عن موعد استيقاظه في فترة الصيف واصطحابه مباشرة للخارج لممارسة نشاط معين.لا تجعل النوم مبكراً يبدوا كعقاب.

  • لا تجعل النوم مبكراً يبدوا كعقاب.
  • يكون إيقاظ الطفل بشكل تدريجي أي يمكن إضافة ساعة أبكر كل يوم حتى الوصول للوقت المطلوب.
  • يجب أن يحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من النوم لإيقاظه مبكراً في اليوم التالي.

تجهيز مكان خاص للدراسة

يعتبر تجهيز ركن خاص من أجل الدراسة من أفضل الأنشطة التي ستجعل الطفل يترقّب بدء المدرسة، ويجب مراعاة أن يكون الركن ملوناً ومحببّاً للطفل، والأهم أن يكون بموقع هادئ وبعيد عن الضجيج، وذلك لمساعدة الطفل على التركيز خاصة خلال الأسابيع الأولى لبدء العام الدراسي الجديد.

كما يمكن تحميل المقال بصيغة PDF بالضغط هنا

إقرأ أيضا: 6 استراتيجيات فعّالة لإدارة التنافس بين الأخوة

إقرأ أيضا: الملل من الدراسة؟ 4 استراتيجيّات لتحفيز الطّفل على الدّراسة والتّعلم

إقرأ أيضا: تربية الاطفال الناجحين و 40 عبارة تُميّز الشَّخص الّذي يتحلّى بعقليّة نامية

هل أعجبك المقال؟ هل توافق مع الأفكار الواردة أعلاه؟ يرجى ترك تعليق حول ما أعجبك أو لم يعجبك في المقال أو ترك تعليق بالمواضيع التي ترغب بمناقشتها مستقبلا.

تذّكر أن البيئة السليمة المحيطة بأبنائك لها دور حاسم في تربية أطفالك فلذلك إذا أعجبك المقال يرجى مشاركته مع أقاربك وأصدقائك لتعم الفائدة على الجميع.


0 تعليق

إرسال تعليق