مهارات التنظيم لدى الأطفال! 5 استراتيجيّات فعّالة تساعدك في تُربِّية طفلاً مُنظّماً

ديسمبر 31, 2021 | دروب الدراسة | 0 تعليقات

5 استراتيجيّات فعّالة تساعدك في تُربِّية طفلاً مُنظّماً cover

شارك القصة


مهارات التنظيم لدى الأطفال! 5 استراتيجيّات فعّالة تساعدك في تُربِّية طفلاً مُنظّماً

قد يجد بعض الآباء أنّ تعليم أطفالهم اتّباع قواعد التّنظيم والإدارة الناجحة للشخصيّة والالتزام بها، مهمّة ليست بالسّهلة وخصوصاً بعد تجاوز الطّفل لمراحل عمره المُبكّرة حيث يكون قد بدأ فعليّاً بتكوين وتنمية عقليّته الغضّة من خلال تعلّم المفاهيم والسّلوكيات على أساس المُلاحظة، وانطلاقاً من مراقبته الدّائمة للبيئة المحيطة به والتأثّر بالأحداث الّتي تجري من حوله، تسجيلها، تخزينها والاقتداء بها. ولكن مهمّة تنميّة وتعزيز مفاهيم وقواعد التّنظيم والسّلوكيات الّتي تحفّز أطفالنا على امتلاك شخصيّة مُنظمّة وممارستها في المنزل والمدرسة أو في أيِّ مكانٍ آخر تقع على عاتقنا كآباء لما لها أهميّة في جعل حياة أطفالنا أكثر سهولة، وتحفيزهم لرفع مستوى تحصيلهم الدّراسي، إدارة عواطفهم بشكل إيجابي وتبنّي المفاهيم الصّحيحة. ونودّ الإشارة إلى أنّ أهميّة مهارات التنظيم لدى الأطفال تكمن أيضاً في تحسين قدراتهم على تحقيق أهدافهم المنشودة ومواجهة كافّة التحدّيات والصّعوبات من خلال اتّباع أساليب وسياسات ذات طابع مُنظَّم بعيداً عن الفوضى والعشوائية.

يكون لدينا متّسع من الوقت عندما نعرف كيف نقضيه


اوتو فون بسمارك – سياسي ألماني

لا تقتصر مهارات التنظيم لدى الأطفال على ترتيبه لكتبه وأغراضه الخاصّة، تنظيم الأنشطة اليوميّة، إدارة الوقت وتنظيم الواجبات والمهامّ المدرسيّة فحسب! فالتّنظيم بمفهومه الشّامل يتسّع وصولاً إلى بناء وتعزيز عقليّة مرنة وصحيّة منظمّة، بالإضافة إلى إدارة العواطف وتوجيه السّلوكيات وردّات الفعل بشكل إيجابي وصحّي بحيث يبدأ الطّفل بتنظيم أفكاره ومفاهيمه الخاصّة والتمييز بين تلك المفاهيم (الخوف والخجل)، (التكبّر وقوّة الشّخصيّة) وغيرها، وإدارة مشاعره والتحكُّم في عواطفه وسلوكياته وبالتّالي يصبح أكثر قدرة على حلّ المُشكلات الّتي يواجهها، مواجهة الصّعوبات وتطوير عقليّة تفكير إيجابيّة ومنطقيّة. إذاً فإنّ تنمية وتعزيز مهارات التنظيم لدى الأطفال تمنحهم شخصيّة مُنظّمة، عاطفة مُنظَّمة وعقليّة مُنظَّمة على حدٍّ سواء. في هذا المقال سنضع في متناولكم أهمّ النّصائح والاستراتيجيّات لتنمية وتعزيز مهارات التّنظيم لدى الأطفال لمساعدتهم على الانطلاق والمُضي قدماً في حياة لا وجود للعشوائيّة والفوضى فيها.

5 استراتيجيّات فعّالة لتنمية مهارات التنظيم لدى الأطفال:

5 استراتيجيّات فعّالة لتنمية مهارات التنظيم لدى الأطفال:

1- اجعلْ التّنظيم جزءاً من الرّوتين اليومي:

اعتياد الطّفل منذ نشأته على العيش بروتين يومي مُنظَّم يساعد على رسم ملامح الشَّخصية المُنظّمة لدى الطّفل وينمّي لديه مفاهيم وسياسات التّنظيم بشكل إيجابي وعملي بحيث يدرك الطّفل أنَّ للتّنظيم دور فعّال في حياتنا اليوميّة. فالالتزام بمواعيد النّوم، الاستيقاظ، تناول الطّعام، الذّهاب إلى المدرسة وغيرها من الأعمال الروتينيّة اليوميّة يُسهم بشكل كبير في تعليم الطّفل قواعد التّنظيم والالتزام بها كسبيل لإنجاز كافّة المهامّ الأخرى بنجاح. إليكم بعض النّصائح الهامّة لتكريس مفهوم التّنظيم في الحياة اليوميّة لأطفالكم :

  • تحديد مواعيد تناول الوجبات اليوميّة والالتزام بها قدر المُستطاع.
  • تنظيم مواعيد نوم واستيقاظ أطفالكم.
  • تحديد أوقات اللّعب، مشاهدة التلفاز، الدّراسة، التنزّه وغيرها.
  • تشجيع الطّفل للمُحافظة على نظافته الشّخصيّة كجزء من الرّوتين :
  1. تنظيف الأسنان 3 مرّات يومياً.
  2. غسل اليدين بالماء والصّابون بعد تناول الطّعام وعند العودة إلى المنزل .
  3. الاستحمام يومياً.
  4. الالتزام بحلق الشّعر وقصّ الأظافر بشكل دوري.

2- كنْ خير قدوة لطفلك لتعليمهم مهارات التنظيم:

إنّ تصرّفات وأقوال أطفالنا ما هي إلا انعكاسٌ طبيعيٌّ لما نفعله أمام ناظريهم ونبوح به على مسامعهم! فهم في حالة مُراقبة وترصّد دائم لأفعالنا وأقوالنا حيث يبدأ الطّفل بتكوين مفاهيمه الخاصّة وبناء عقليّته وتبنّي طريقة تفكيره الخاصّة بناءً على مُشاهداته اليوميّة لسلوكيّات من حوله. وانطلاقاً مما سبق فإنّ تطبيق قواعد التّنظيم من قبل الأبوين أمام أطفالهم يحفّز الطّفل ويدفعه لأخذ تلك القواعد على محمَل الجد، وبالتالي يتوجّب علينا كآباء إعطاء التّنظيم والإدارة الناجحة لشؤون الأسرة والعمل حيّزاً من اهتمامنا لنقل تلك السّياسة الناجحة إلى حياة أطفالنا المستقبليّة بحيث نكون خير قدوة لهم، يمكنكم اتّخاذ بعض الإجراءات لتحفي تنمية مهارات التنظيم لدى الأطفال من قبيل:

  • الالتزام بمواعيد الذهاب إلى العمل والعودة إلى المنزل.
  • المحافظة على الأغراض الخاصّة والملابس نظيفة ومرتّبّة.
  • التحدّث أمام الطفل بأسلوب عقلاني من خلال طرح الأفكار في سياق كلامي منطقي ومُنظَّم.
  • مناقشة الطّفل حول سلبيات الفوضى والعمل العشوائي في خلق الصّعوبات وإحداث التّراكمات.
  • التحكّم بالانفعالات العاطفيّة والابتعاد عن السّلوكيات السّلبيّة وردّات الفعل العشوائية غير المدروسة.

3- المحافظة على تنظيم المنزل يُعزّز مهارات التنظيم لدى الأطفال:

تُعدّ مهارات التّنظيم عادات مُكتسبة ومفاهيم يتعلّمها أطفالك انطلاقاً من مُشاهداتهم الدّائمة للأحداث الّتي تجري في البيئة المُحيطة بهم. ونظراً لكون المنزل هو بيئتهم الأساسية فمن الضّروري أن نحافظ كآباء على تطبيق قواعد التّنظيم في إدارة الحياة داخل المنزل لتنمية مهارات الطّفل في التّنظيم واتّخاذها كاستراتيجيّة ناجحة وفعّالة في إدارة حياته خارج المنزل مُستقبلاً. إليكم بعض الخطوات التنظيميّة الهامّة لإدارة المنزل بشكل منظّم :

  • تعيين أماكن مُحدّدة لأغراض المنزل وتعليم الأطفال لسياسة “إعادة كل غرض إلى مكانه المُحدّد”.
  • إشراك الطّفل بحسب قدراته في الأعمال المنزليّة المختلفة (التّرتيب، التّنظيف، غسل الأطباق، توضيب الملابس وغيرها).
  • تخصيص ركن مُحدّد في المنزل من أجل الدّراسة وحثّ الطّفل للحفاظ عليه نظيفاً ومُرتّباً.
  • تشجيع الطّفل على ترتيب أغراضه المدرسيّة من كتب وأقلام وعدم بعثرتها في المنزل.

4- كرّس مفهوم مهارات التنظيم في الأنشطة المختلفة:

التّنظيم هو مفهوم غير ثابت بالنسبة للطّفل فطفلك صاحب الخمسة أعوام لا يُمكنه اعتبار فرز الكتب عن الأقلام تنظيماً، خاصة وأن نظرة الطّفل إلى التّنظيم تتطوّر بنموه وتطوّر عقليّته.

تُظهر الأبحاث أنَّ ممارسة الطّفل للألعاب والأنشطة تلعب دوراً هامّاً وحيويّاً في تحسين قدرات الطّفل على التّخطيط والتّنظيم والتّواصل مع الآخرين وإدارة العواطف بشكل إيجابي وصحّي، حيث يُعدّ إدخال مفهوم التّنظيم في مختلف الأنشطة والمهامّ الّتي يقوم بها الطّفل، سياسة فعّالة في التّأثير الإيجابي على عقليّة الطّفل بحيث يدرك أنّه من خلال التنظيم والإدارة الصّحيحة يتمّ الوصول إلى إنجاز المهام وتحقيق النّجاح في مختلف النشاطات.

تتضمّن تلك الأنشطة والألعاب التي تساعدكم في تكريس مفهوم التّنظيم لدى أطفالكم ما يلي :

  • ألعاب الفريق : في الألعاب والأنشطة التي تتضمّن وجود فرق كألعاب الكُرة يكون للتّنظيم دور هام في فوز الفريق من خلال التّنسيق بين أعضاء الفريق الواحد. يمكن الرجوع إلى مقال “أهمية النشاطات الرياضة للأطفال: 5 أسباب توضح أهميّة الرّياضة في حياة الطفل” من خلال الضغط هنا.
  • ألعاب الذّكاء : تعدّ ألعاب الذّكاء كالشّطرنج على سبيل المثال من الأنشطة الفكريّة عالية المُستوى والّتي تتطلّب من اللّاعب التّخطيط بشكل جيّد وتنظيم وإدارة كافة الخطوات من أجل إحراز الفوز.
  • الأعمال الجماعيّة : إنّ سعي الطّفل للمُشاركة في عمل جماعي كالمُساهمة مع أصدقائه في إعداد مجلّة حائط أو التّشارك بين طلاب الفصل على تنظيف غرفة صفّهم، يوضّح أهميّة التّنظيم بين أفراد المجموعة لإتمام المهمّة المطلوبة من كل فرد. يمكن الرجوع إلى مقال ” أهمية اللعب للأطفال و 8 من الألعاب التعليمية الهامة التي تساعد الطفل على النمو والتطور” من خلال الضغط هنا.

5- اجعل مهمّة التّنظيم سهلة ومُمتعة:

إنّ غياب عامل المُتعة في أي مهمَّة يسعى طفلك لإنجازها سيدفعه لاعتبار تلك المهمّة عملاً صعباً وشاقّاً. من المهم عند تشجيع طفلك الصّغير على اتخاذ التّنظيم واحداً من مبادئه الأساسيّة، إضفاء طابع التّسلية والمرح. فدفع الطّفل للاستمتاع في إنجاز مهمّة ما تُعدّ استراتيجيّة إقناع ناجحة وفعّالة.

إليكم بعض المُقترحات التي تساعدكم على إضفاء طابع المتعة والتّسلية على بعض الأنشطة التنظيميّة لأطفالكم :

  • تشاركْ مع طفلك في توضيب ألعابه وأغراضه في صناديق ملوّنة بجوّ من المرح والمُتعة.
  • أخبرْ طفلك مجموعة من السّلوكيات والمواقف واطلبْ منه التّمييز بينها كسلوكيات صحيحة وسلوكيات خاطئة.
  • يمكنك أيضاً صنع بطاقات ملوّنة لطفلك واطلبْ منه أن يكتب عليها المهامّ التي يتوجّب إنجازها خلال اليوم.

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

إقرأ أيضا:

للتنظيم ومهاراته دور هام وحيوي في حياة أطفالنا. لا تتأخّر في تعليم أطفالك تلك المهارات لمساعدتهم على السّير والانطلاق على دروب الحياة بنجاح والعيش بنمط حياة مُنظَّم بعيداً عن الفوضى.

هل ترى أنّ المقال مُفيد ؟

وهل ترى أنّ التنظيم يمثّل عامل مهم وأساسي في نجاح الطّفل ؟

إذا أعجبك المَقال شاركنا برأيك بتعليق ولا تنسَ مشاركته لتعمّ الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق