حلّ المشكلات للأطفال: دليلك العملي لتعليم هذه المهارات

سبتمبر 3, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

دليلك العملي لتعليم مهارات حلّ المشكلات للأطفال

شارك القصة


حلّ المشكلات للأطفال: دليلك العملي لتعليم هذه المهارات

يواجه الأطفال بمختلف فئاتهم العُمرية خلال فترة نموّهم ونشأتهم العديد من المشاكل والتحديات بشكل يومي فالخجل والخوف والقلق والتردد هي الصفات التي تطغى عادةً على سلوكيات وتصرفات الأطفال وطرق تعاملهم مع حلّ المشكلات التي قد تواجههم خلال اليوم كالخجل من التعرف على صديق جديد أو القلق الناتج عن الاختبارات المدرسية أو التوتر الذي قد يصاب به الأطفال نتيجة التعامل السيئ معهم من قبل أحد زملائهم وغيرها الكثير، ومع ازدياد عمر الطفل تزداد تلك المشاكل والتحديات وتُصبح أكثر صعوبة.  

بصفتنا آباء أو معلمين، لا يمكننا دائماً أن نتواجد مع الطفل لمساعدته على حل تلك المشكلات. المهمة الأساسية التي تقع على عاتقنا هي تعليم مهارات حلّ المشكلات للأطفال بأنفسهم وتحصينهم بشكل جيد ضد أي خطر ناتج عن تلك المشكلات. وبهذه الطريقة، يصبح الأطفال أفراداً واثقين بأنفسهم ومستقلين وقادرين على مواجهة كافة الصعاب.

بدلاً من الاستسلام أو الإحباط عندما يواجهون مشكلة أو تحدٍ ما، فإن الأطفال الذين لديهم مهارات حلّ المشكلات يديرون عواطفهم وتصرفاتهم ويفكرون بشكل واعٍ ويبحثون عن الحلول المناسبة. بطبيعة الحال، تسير هذه القدرات والمهارات جنباً إلى جنب مع بناء عقلية نمو صحية.

إذاً كيف يمكنك تعليم مهارات حلّ المشكلات للأطفال؟

حسناً، هذا يعتمد على أعمارهم. مع نمو وتطوّر القدرات المعرفية وزيادة الوعي والإدراك وحجم تحديات الطفل مع مرور الوقت، يجب أن يتطوّر أسلوبك في تعليمهم مهارات حل المشكلات.

سنقدم لكم بعض الاستراتيجيات الأساسية وسبل تعليم حل المشكلات للأطفال بغض النظر عن العمر، بالإضافة إلى بعض الأفكار والأنشطة.

أربع استراتيجيات لتعليم مهارات حلّ المشكلات للأطفال

مهارات حلّ المشكلات للأطفال

عدم الاستخفاف بمشاعر الطفل أو بكلامه

في بعض الأحيان، يبالغ الأطفال في قلقهم من بعض المشكلات التي لا تكون بدرجة السوء تلك! لكن الاستخفاف بتلك المشكلات من قبل الأبوين أو المعلم دون توضيحها وإعطائها الأهمية قد ينعكس بشكل سلبي على الطفل، فالاستخفاف بالمشكلة سيكون بمثابة الاستخفاف بمشاعر الطفل وهذا يسبب له الإحراج ويزعزع الثقة لديه ما يجعله مترددا في إخبار أبويه بأي مشاكل قد يواجها مستقبلاً.

إقرأ أيضا: مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال: 5 طرق فعّالة لإزالتها

إعطاء الطفل الفرصة للتفكير وإيجاد حلّ المشكلات بنفسه

عندما يأتي إليك طفلك أو تلميذك يشكو من مشكلة واجهها في مدرسته أو مع صديقه أو في الملعب …، لا تعطيه الحلول مباشرةً، بل امنحه الفرصة للتفكير وإيجاد الحلول بنفسه، دعه يبحث في أسباب تلك المشكلة حتى يصل للحل الأنسب بنفسه، وبعد ذلك، قم بتقديم الاقتراحات والنصائح إذا لزم الأمر.

الآباء هم قدوة أطفالهم

عادة ما يرى الأطفال في آبائهم ومعلّميهم القدوة والنموذج الأفضل في حياتهم ويتأثرون بهم بشكل كبير في التصرفات والسلوكيات وحتى في طريقة التفكير، يمكن استثمار هذه النقطة بشكل إيجابي في تعليم الأطفال مهارات حل المشكلات والتحديات.

قمْ باختلاق بعض المشكلات التي تهم الطفل وتشارك معه في التفكير للوصول إلى سبل حلها بشكل عقلاني ومنطقي، بهذه الطريقة تبدأ بتأسيس عقلية نمو صحيّة ومرنة لدى طفلك يكون بموجبها قادر على مواجهة تحدياته الشخصية بشكل جيد وعدم الهروب منها أو الانجرار لارتكاب المزيد من الأخطاء.

أظهر لطفلك أثناء إيجاد حل للمشكلة أنّ:

  • الجميع معرّض لمواجهة المشاكل
  • هناك بعض الأمور الخارجة عن سيطرتنا
  • لا بأس في ارتكاب بعض الأخطاء ومن المهم الاعتراف بها والتعلّم منها
  • التعرض للمشكلات ومعالجتها أساس التعلّم والتطوّر
أهمية الأخطاء والمشاكل للتعلم والنمو عند الأطفال

طلب النصيحة من الطفل

اطلب من أطفالك النصيحة عندما تواجه مشكلة ما. هذا يعلّمهم أن ارتكاب الأخطاء ومواجهة التحديات هو أمر شائع وطبيعي، كما أنه يمنحهم الفرصة لممارسة مهارات حل المشكلات بشكل عملي.

بالإضافة إلى ذلك، قم بأخذ أفكار أطفالك ونصائحهم بعين الاعتبار وقم بتقديرها، فهذا يكسبهم الثقة بالنفس لمحاولة حل المشكلات الشخصية بأنفسهم، ويعلمهم أنهم بحاجة لطلب المشورة والنصيحة من الآخرين عند مواجهة مشاكل غير قادرين على حلّها لوحدهم.

دورة حلّ المشكلات للأطفال في ست خطوات

ساعد طفلك على تعلم الخطوات التسلسلية التي عليه تنفيذها للوصول إلى حل مناسب للمشكلة واتخاذ تلك الخطوات نموذجاً ثابتاً يمكن اتباعه عند مواجهة أي عقبة أو التعرض لأي مأزق، ما يعزز لديه مهارات حل المشاكل.

النموذج الأفضل لمعالجة الطفل لمشكلةٍ يواجهها تبدأ بتحديد شعوره وموقفه من المشكلة وتنتهي باختيار الحل الأنسب لها مروراً بعدة خطوات هامة، إليكم نموذجا بخطوات مُرتبة يمكن للطفل اتباعها في مواجهة ومعالجة المشكلات:

دورة حل المشاكل عند الأطفال

أولاً: تحديد الشعور

ساعد طفلك على فهم وإدراك وتحديد ماهيّة ما يشعر به إزاء المشكلة التي يواجهها (الغضب، خيبة الأمل، الإحباط، الحزن …) سيؤدي الاعتراف بالمشاعر إلى تبديد قدرتها مقابل التفكير المنطقي على التصرف واتخاذ موقف تجاه المشكلة وإعطاء طفلك فرصة للتراجع عن ارتكاب أي أخطاء.

ثانياً: تحديد الأسباب

إن تسمية المشكلة وتحديدها يساعد الطفل على فهمها، والبحث في المسببات. شجع طفلك على الاعتراف بخطئه ومسؤوليته (في حال وجد) بدلاً من الاكتفاء بإلقاء اللوم أو توجيه الاتهام.

فمثلا أن يقول “قمت بممازحة صديقي ودفعه للأمام فسقط على أرض الملعب وتجادلنا” بدلاً من ” لقد سقط صديقي على أرض الملعب، فقام بمجادلتي”.

ثالثاً: إظهار النتائج

في بعض الأحيان، إظهار النتائج الناجمة عن المشكلة، يساعد في إيجاد الحل الأنسب لها. فمثلاً، القلق الناتج عن اختبار نهاية العام لا يمكن معالجته بالامتناع عن الدراسة!

رابعاً: البحث في الحلول

شجّع طفلك على التفكير لاقتراح أكبر عدد من الحلول، ليس بالضرورة أن تكون جميع تلك الحلول صائبة، ففي هذه الخطوة عليك أن تظهر لطفلك جميع الحلول المقترحة ليدرك لاحقاً فشل بعض الحلول ونجاح بعضها الآخر.

خامساً: مناقشة الحلول ونتائجها

بعد استعراض كافة الحلول المقترحة من قبل طفلك وبمساعدة وتشجيع منك، ناقش كافة الحلول ومدى إمكانية نجاحها مع ربطها بأسباب المشكلة ونتائجها، بالإضافة إلى توضيح النتائج الناجمة عن اتباع حل معين.

في عملية مناقشة الحلول مع طفلك، حاول دائماً تكريس القيم الأخلاقية كالتسامح والمصالحة ونتائجها الإيجابية في بناء عقلية نمو صحية بعيداً عن الحلول الانتقامية أو المقاطعة التي تنتج البغض والكراهية.

فمثلاً، إذا اشتكى طفلك من صديقه الذي رفض أن يلعب معه الكرة! ذكّره بالأيام الجميلة التي قضاها مع صديقه بدلاً من دعوته إلى الابتعاد عنه ومقاطعته.

سادساً: اختيار الحل الأنسب

بعد التأكد من مرور الطفل بجميع الخطوات السابقة، سيكون قادراً على تحديد الحلول الأنسب والتي يراها مناسبة. من المهم أن يحاول الطفل تطبيق حلوله التي اقترحها، ولكن الأهم ألا يستسلم وأن يستمر في المحاولة ليدرك جيداً أين أخطأ، وأين أصاب، بالإضافة إلى منحه القدرة على مواجهة مشكلاته لوحده وتعزيز مهاراته في حلها مستقبلاً.

10 نشاطات تساعد في تعليم مهارات حلّ المشكلات للأطفال

سنقدم الآن بعض الاستراتيجيات والأنشطة التي تدعم وتعزز لدى الطفل مهارات حل المشاكل:

10 نشاطات تساعد في تعليم مهارات حلّ المشكلات للأطفال

1- التوجيه العاطفي وإدارة المشاعر

لتبدأ بناء عقلية نمو مرنة عند أطفالك لتعلم مهارات حل المشاكل، تحتاج أولاً تعليمهم كيفية إدارة عواطفهم والتحكم في مشاعرهم، فمن الصعب مثلا على طفل صغير التفكير بعقلانية في حل خلاف مع زميله وهو في منتصف نوبة غضب.

إليك بعض السياسات والاستراتيجيات التي يتوجب عليك اتباعها مع أطفالك لإرشادهم نحو إدارة مشاعرهم بطريقة آمنة لحل الخلافات أو مواجهة التحديات والمشاكل بهدوء وعقلانية بعيداً عن الانفعال وردود الفعل المتهورة:

  • بما أن الآباء هم قدوة لأبنائهم، كن حذراً عند التعامل مع أي تحديات أو معالجة أي مشكلة، واعلم أنك محط أنظار لطفلك، فأفعال الوالدين وأقوالهم وحتى التعبير عن مشاعرهم هي أكبر معلم للأطفال، عالج جميع المشاكل بهدوء ومنطقية.
  • اعمل دوماً على تكريس مفاهيم الاحترام والتسامح وتقديم الاعتذار عند ارتكاب الأخطاء لدى أطفالك، بعيداً عن النزعات النفسية التي تشكل في حياتهم المستقبلية عائقاً تمنع تطور عقلية نمو صحية ومرنة وتجعلهم غير قادرين على حل مشاكلهم بالشكل الصحيح.
  • ادخل في نقاشات بنّاءة مع طفلك، تحدث معه عن مخاوفه وهواجسه، استمع إليه أكثر مما تتحدث أنت، فبعض المشاعر السلبية والمخاوف التي تنمو وتتطور لدى طفلك، ستبدأ بالاندثار بعد البوح بها. وعملية تفريغ تلك المشاعر السلبية ستمنح الطفل فرص أكثر في التعامل بعقلانية في حل مشاكله.
  • اصطحب طفلك بشكل دوري إلى أماكن تبعث على الهدوء والسكينة لإزالة أي نوع من التوتر أو القلق لديه.
  • قدّر مشاعر طفلك ولا تحاول الاستخفاف بها، وعلّمه أن الشعور بالاستياء أو الغضب لا يعني الضعف!، والتحكم بالمشاعر وكظم الغيظ هي من صفات الأقوياء.

2- التعلم من تجارب الآخرين

أظهر إعجابك واهتمامك بحسن التصرف والمعاملة التي قام بها أحد زملاء طفلك في مواجهة تحدٍ ما أو إصلاح مشكلةٍ ما، وبالمقابل أظهر عدم إعجابك بسوء التصرف الذي أقدم عليه، سيحاول طفلك في أي مشكلة تصادفه أن يُحسن التصرف لكسب إعجابك، فدائماً ما تكون رغبة الأطفال متجذرة في إرضاء الوالدين والحصول على ثنائهم ومديحهم.

3- تقدير الاعتراف بالخطأ والنقد الذاتي

عادة ما يرى الطفل نفسه ضحيّة لأي مشكلة أو عائق أو تحدٍ يواجهه.

الطفل: “ لقد كان الاختبار صعباً“، الحقيقة: “لم أحضّر بشكل جيد من أجل الامتحان “

الطفل: ” وبّخني المعلم من دون سبب “، الحقيقة: “كنت أتحدث مع صديقي أثناء الدرس، فوجه لي المعلم ملاحظة

إن اعتراف الطفل بخطئه هو أحد الدعامات الأساسية لبناء عقلية نمو صحيحة، يصبح الطفل على أساسها قادراً على التعلم والتطور.

شجع طفلك دائماً على إدراك أخطائه جيدا والاعتراف بمسؤوليته عن ارتكابها، ادفعه نحو انتقاد نفسه وتقديم الاعتذار والمسامحة في حال كان مذنباً، ما يدعم ويعزز مهاراته في حل المشاكل بشكل منطقي وواقعي.

4- تجزئة المشكلة

مع نمو طفلك وازدياد عمره، تنمو وتزداد مشاكله وتصبح أكثر تعقيداً، شجّع طفلك على تجزئة المشكلة لتسهيل معالجتها، فمثلا إذا حصل طفلك على تقدير ضعيف في إحدى المواد الدراسية، بدلاً من إلقاء اللوم عليه وطرح السؤال

” لماذا حدث ذلك؟! “، تعاون معه على البحث في جميع الأسباب التي أدت إلى ذلك، قم بتجزئة المشكلة واسأل طفلك على النحو التالي:

“هل تجد صعوبة في فهم المادة؟”

“هل قمت بجميع الواجبات والوظائف المطلوبة؟”

“هل كان الاختبار صعباً، هل تعاني من قلق الاختبار؟”

“هل تتعرض لأي نوع من التشويش أو الإزعاج من أحد زملائك؟”

وبهذا يكون بمقدورك تحديد أسباب المشكلة والعمل مع طفلك على معالجتها، كما تمنح الطفل مهارة حل المشكلات والتحديات الصعبة من خلال تجزئتها والبحث بشكل أسهل في أسبابها.

5 – تدارُك المشكلة

ادفع طفلك دائماً إلى التراجع عن الخطأ والتأنّي والتفكير جيداً قبل اتخاذ موقف أو ردة فعل تجاه أي مشكلة. ففي بعض الأحيان، تنبؤ وقوع المشكلة وتداركها قبل حدوثها يقي الطفل من النتائج المترتبة عنها، ويوفر عليه الجهد اللازم لمعالجتها. فمثلاً، في حال اكتشف الطفل بعد وصوله إلى المدرسة أنه نسي أن يحل الواجب المدرسي! في حال أدرك الطفل الموقف جيداً، يتوجب عليه أن يذهب إلى معلمته، ويقدم المبررات ويطلب منحه فرصة للقيام بذلك الواجب في اليوم التالي. أما في حال عدم تدارك الموقف، سيؤدي نسيان الطفل لواجبه إلى إنقاص درجة أعماله في نهاية العام!

6- أخذ المبادرة

شجّع طفلك دائماً أن يأخذ المبادرة في معالجة المشكلات والتحديات في حال وقوعها، وأن يثق بقدرته على تحقيق ذلك، وناقشه حول أهمية تبني الموقف والتعامل معه قبل الاتكال وطلب العون من الآخرين، فبعض الأزمات التي قد تواجه الطفل لا تحتاج سوى القليل من التفكير للتعامل معها بشكل صحيح، ولعل فيديو “الدرج الآلي المعطل” مثال جيد على أهمية اتخاذ المبادرة، قم بمشاهدته مع طفلك، حيث يظهر في هذا الفيديو مجموعة من الأشخاص عالقين على الدرج المتحرك نتيجة تعطله بشكل مفاجئ، يبدأ هؤلاء الأشخاص بالصراخ وطلب المساعدة!

عند مشاهدة طفلك لهذا الفيديو، قد يضحك ساخراً ويسأل “لماذا لا ينزلون عن الدرج، فقط عليهم أن يتحركوا؟! “،

وهنا يتوضح للطفل كيف أنه في بعض المواقف والمشكلات التي تصادفنا، علينا المحاولة في إيجاد الحلول قبل التفكير في طلب المساعدة!

7- تحسين التفكير الإبداعي والهادف

إن دفع الطفل في هذه المرحلة العمرية إلى تطوير الجانب الفكري والإبداعي والعمل على تعزيز عقلية نمو لدى الطفل تجعله قادرا على التفكير بعمق وتحليل المشاكل والأزمات بوعي وإدراك من أجل الوصول إلى الحلول المناسبة.

لتنمية وتنشيط الجانب الفكري والإبداعي، اطرح على طفلك بشكل متكرر بعض الأسئلة التي تحتاج للتفكير العميق من أجل الإجابة عنها، ليس مهما أن تحصل على إجابة من طفلك، الغاية هنا هي دفع طفلك للتفكير والتحليل والاستنتاج، مثلاً:

في رأيك، ما الذي يجعل القمر يضيء وهو ليس نجماً؟

في رأيك أيهما أسرع الضوء أم الصوت؟ ” (أشر هنا إلى حدوث البرق والرعد)

8 – التفاعل الاجتماعي

إن وجود أصدقاء جيدين لطفلك يؤثرون به بشكل إيجابي يدعم بشكل أساسي تعزيز مهارات الطفل وتطويرها، ويفتح الباب للمزيد من الوعي والثقة والتعامل الجيد مع المواقف المختلفة التي قد يمر بها الطفل، فالطفل مرن بطبيعته يتأثر في محيطه وأصدقائه ويؤثر بهم، لذلك ادفع طفلك وساعده على التعرف على المزيد من الأصدقاء.

9- التشاركية

علّم طفلك المعاني الهامة والقيمة لمفهوم التشاركية وطلب العون والمساعدة، فبعض المشاكل والمواقف التي قد تواجه طفلك والتي لا يستطيع معالجتها بمفرده، سيحتاج فيها إلى طلب المساعدة من الآخرين، فمثلاً، في حال تعطلت دراجة طفلك أثناء عودته من المدرسة، سيحتاج عندها أن يطلب المساعدة من شخص بالغ في إصلاحها، وفي المقابل، علّم طفلك مد يد العون والمساعدة للآخرين.

بالإضافة إلى معالجة المشكلات المشتركة والتي تحتاج إلى التعاون كفريق في معالجتها، ادفع أطفالك دائماً إلى تنمية روح التعاون على مواجهة الصعاب المشتركة.

10- الإستقلالية

طفلك على بناء هذه شخصية مستقلّة بطريقة مرنة وبعقلية نمو صحية قادرة على مواجهة كافة الصعاب والعوائق في المستقبل، فمن كان طفلاً صغيراً في الماضي يشكو لك من دميته الضائعة، سيصبح في المستقبل شاباً يافعاً يواجه مشكلات وتحديات أكبر وأكثر صعوبة!

أربع نشاطات تعليمية تساعد على تعلم مهارات حلّ المشكلات للأطفال

أربع نشاطات تعليمية تساعد على تعلم مهارات حل المشاكل

تعلّم البرمجة

تعلّم البرمجة يعزز لدى الطفل عقلية معالجة المشكلات التي تواجهه، فالتقيّد بقوانين البرمجة ومواجهة المشاكل أثناء تطبيقها والبحث عن حلول مناسبة ينمي لدى الطفل مهارات حل المشاكل ومعالجة المواقف التي يواجهها في الحياة.

لعبة الشطرنج

يعد تعلّم لعبة الشطرنج طريقة مفيدة وممتعة للأطفال لتعلّم حل المشكلات وبناء عقلية نمو صحية ومرنة في نفس الوقت، حيث يتطلب من اللاعب استخدام التفكير النقدي والإبداع والتعامل بشكل متكرر مع الوضع الجديد لأحجار لوحة الشطرنج وإيجاد الحلول المناسبة لحماية الملك على سبيل المثال أو تحصين القلاع أو محاصرة جنود الخصم…

في البداية، قد تجد صعوبة في تعليم طفلك لعبة الشطرنج وقد تستغرق العملية عدة أشهر حتى يتقنها، ولكن عليك التحلي بالصبر وتشجيع طفلك لتعلمها باستخدام الوسائل الممكنة (مشاهدة فيديوهات تعليمية، الاستعانة بمعلم متخصص، استخدام تطبيقات برمجية تحاكي اللعبة على أرض الواقع…)، ولا تنتظر منه أن يتقنها في عدة أيام، فمجرد تعلمه بداية كيفية تحريك الأحجار على اللوحة سيكون عظيماً!

التعلّم من الألعاب الفكرية والألغاز

أن تطرح لغزاً على طفلك وتعطيه الفرصة للتفكير وإيجاد الحل يعزز لديه الجانب الإبداعي وينمّي مهارات حل المشكلات، بالإضافة إلى ممارسة بعض الألعاب التي تحتاج للتفكير والمنطقية للفوز بها ستحفّز طفلك على إعمال عقله في التفكير السليم وتعلمه بشكل واقعي سبل إيجاد الحلول ومهارات حل المشكلات.

القراءة والإلهام من القصص

اقرأ لأطفالك دوماً بعض القصص المُلهمة التي تحظى باهتمامهم وشغفهم وتتناول تجارب الأطفال في مواجهة التحديات ومعالجة المشكلات، ابدأ بقراءة القصة و تناول أحداث المشكلة وأسبابها واحرص على كسب انتباه واهتمام طفلك، و قبل الوصول إلى قراءة الحلول في القصة توقف عن القراءة!، اربط هذه التجارب بأحداث مماثلة في حياة طفلك، ثم ناقش مع طفلك كلا التجربتين و سبل الحل الأفضل وخذ رأيه بجدية (إشراك الطفل في أي عملية تعليمية مفتاح تعلّم الطفل)، بعد ذلك، أكمل قراءة القصة وأظهر لطفلك الحلول الأنسب للمشكلة و سبل مواجهتها.

إقرأ المزيد: التنافس بين الأخوة: 6 استراتيجيات فعّالة لإدارته

إقرأ المزيد: الأرق عند الأطفال و5 طرق فعّالة لعلاجه

إقرأ المزيد: الاكتئاب عند الأطفال و5 طرق لمساعدة الطفل على التخلص منه

هل أعجبك المقال؟ هل توافق مع الأفكار الواردة أعلاه؟ يرجى ترك تعليق حول ما أعجبك أو لم يعجبك في المقال أو ترك تعليق بالمواضيع التي ترغب بمناقشتها مستقبلا.

تذّكر أن البيئة السليمة المحيطة بأبنائك لها دور حاسم في تربية أطفالك فلذلك إذا أعجبك المقال يرجى مشاركته مع أقاربك وأصدقائك لتعم الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق