هل يحتاج طفلي لمدرس خصوصي؟ 4 شروط تساعد الآباء على اختيار المدرّس الأفضل

مارس 4, 2022 | دروب الدراسة | 0 تعليقات

4 شروط تساعد الآباء على اختيار المدرّس الخصوصي الأفضل

شارك القصة


هل يحتاج طفلك إلى مدرس خصوصي؟ 4 شروط تساعد الآباء على اختيار المدرّس الأفضل

نسعى جميعاً كآباء لتقديم كافّة أشكال المساعدة والدّعم لأطفالنا فيما يخصّ دراستهم وتحصيلهم العلمي والمعرفي. ويرى معظم الآباء، خاصّة أولئك الذين لديهم التزام وظيفي، أنّ وجود مدرس خصوصي لأطفالهم هو ضرورة لمساعدتهم على المُضي قدماً وتذليل كافة المعوقات والعثرات التي قد يواجهونها خلال فترة تعليمهم. ولأنّ تعليم الطفل وزيادة تحصيله الدراسي هو أهمّ الأهداف التي يضعها الآباء نُصبَ أعينهم ويكرّسون حياتهم للعمل من أجل تحقيقها، حتّى أولئك الذين هم من أصحاب الدّخل المُتوسط، لذا نجدهم يسارعون قبل بداية العام الدّراسي للبحث من أجل إيجاد مدرس خصوصي لطفلهم، ولكن! هل فعلاً المدرّس الخصوصي حاجة ملحّة لتحسين المستوى التعليمي للطّفل والمحافظة على تفوّقه الدّراسي؟ وهل الأساليب والمعلومات التي توفّرها المدرسة غير كافيّة لتعلّم الطّفل؟

علينا أن نتفق بدايةً أنّهُ لا توجد إجابة عامّة لتلك الأسئلة، حيث تختلف بناءً على عدّة عوامل كالمستوى المعرفي للأبوين، وضعهم الوظيفي وطبيعة عملهم، شخصيّة الطفل وحاجته للتعلّم الفردي، ورغبة الأبوين في تطوير المهارات والإمكانيات المعرفيّة لأطفالهم لتحقيق القدرة التّنافسيّة والتفوّق الأكاديمي داخل الفصل الدّراسي، بالإضافة إلى العوامل المتعلّقة بالمستوى الأكاديمي للمدرسة والأساليب التعليميّة المُتّبعة داخل الفصل …

على الرّغم من إشراف المدرّس الخصوصي على الأمور الدّراسية المتعلّقة بالطفل، ولكن لا غنى عن اهتمام أبويه وإشرافهم وإدارتهم عن كثب لسير الأمور ومساعدة الطفل للاندماج بشكل بنّاء وإيجابي في عمليّة التعلّم وتنمية المهارات الدّراسيّة، وخصوصاً في المراحل الدّراسية الأولى حيث يستمد الطفل من أبويه القوّة والعزيمة التي لا يمكنه الاستغناء عنها. وبالتالي فإنّ رغبة الأبوين في توفير مدرس خصوصي لطفلهم بحثاً عن الرّاحة أو لقضاء أوقات هادئة للاستجمام والتّسلية لا تُعبّر إلا عن اهتمام أبوي زائف لا يُغني وجوده شيئاً!

سنبحث في هذا المقال عن الأسباب التي يكون فيها الطّفل بحاجة فعليّة لمدرّس خصوصي، كما سنقدّم للآباء أربع شروط هامّة لاختيار المدرّس الخصوصي الأفضل لطفلهم.

أسباب حاجة الطّفل لمدرس خصوصي:

ضعف الأداء الأكاديمي للطّفل ونقص الموارد لديه

من أهمّ الأسباب الّتي يجب على الآباء أخذها بعين الاعتبار للتفكير مليّاً بتعيين مدرس خصوصي يهتمّ بشؤون طفلهم الدّراسيّة هي وجود نقص في المخزون المعرفي لدى الطّفل وخاصّة في المرحلة الابتدائيّة والإعداديّة من حياة الطّفل الدراسيّة “المرحلة التّأسيسيّة”، مما يؤدّي إلى ضعف الأداء الأكاديمي للطفّل، ويزيد من مُعاناة الطّفل وصراعه وبذل الجهود في الدّراسة دون الحصول على علامات التّقدير المنشودة! حيث تكون الحصص داخل الفصل الدّراسي غير كافية لتلافي ذلك النّقص وترميمه. وهنا يتمّ إيكال تلك المهمّة لمدرّس خصوصي يعمل على تقوية نقاط الضّعف وتحسين الأداء الأكاديمي للطّفل من خلال تعزيز المهارات المعرفيّة والدّراسيّة لديه.

حاجة الطّفل لمساحة فرديّة خاصّة

داخل فصل دراسي قد يتواجد فيه ما يزيد عن عشرين تلميذاً، قد لا يشعر طفلك بالرّاحة والقدرة على الاستيعاب والفهم، أو قد يعاني من الخجل والقلق ما يمنعه من طرح التّساؤلات والتّفاعل داخل الفصل. لذا يميل بعض الأطفال إلى التعلّم الفردي الّذي يمنحهم مساحة فرديّة خاصّة تشعرهم بالمزيد من الرّاحة داخل منازلهم وتعزّز لديهم الشّجاعة والجرأة للذّهاب إلى الفصل الدّراسي بثقة وقدرة أكبر على التّفاعل، بالإضافة إلى رغبة الطّفل وشعوره بالرّاحة تجاه أساليب تعليّمية محدّدة قد لا يحققها معلّم الفصل.

انشغال الآباء في العمل

على الرّغم من الأهميّة البالغة لاهتمام الأبوين في شؤون أطفالهم الدّراسيّة ورعايتها والإشراف عليها، إلّا أنّ اضطّرار الأبوين للانشغال في الوظيفة لتأمين كافّة احتياجات الطّفل وعدم قدرتهم على منح الطّفل الوقت الكافي للمساعدة في أداء الواجبات والمهامّ المدرسيّة والتّحضير الجيّد للاختبارات، يحتّم عليهم تعيين مدرس خصوصي يرعى شؤون الطفل الدّراسية، ومع ذلك كلّه فإنّه لا غنى عن بعض الوقت الذّي يخصّصه الآباء للتأكّد من أنّ كافة الأمور تسير على ما يرام.

عدم قدرة الآباء على مواكبة عمليّة التعلّم

مع التطوّر الكبير لعمليّة التّعليم داخل المدرسة من وسائل وأساليب تعليميّة حديثة، تطوير في المناهج الدّراسية ودخول عالم التكنولوجيا والمعلومات في طرق تعلّم الطّفل، قد لا يستطيع الآباء مواكبة ذلك التطوّر بشكل كافٍ، بالإضافة إلى عدم قدرة الآباء على منح الطّفل التعليم المنزلي الكافي حول المواد التّخصصية المختلفة الّتي ستزداد صعوبة بشكل تدريجي، وبالتالي من الضروري هنا وجود مدرّس متخصّص يرعى عمليّة التّعليم المنزلي بشكل جيّد ويمنح الطّفل الاهتمام الكافي لتحسين مستوى أدائه الأكاديمي.

بعد طرح بعض الأسباب الّتي تحتّم على الآباء تعيين مدرس خصوصي يرعى شؤون أطفالهم الدّراسية، وانطلاقاً من التأكيد على ضرورة اهتمام الأبوين في جميع الأحوال، يأتي السّؤال الأهم؛ كيف يمكن اختيار المدرّس الخصوصي الأفضل؟

4 شروط لاختيار المدرّس الخصوصي الأفضل للطّفل:

4 شروط لاختيار المدرّس الخصوصي الأفضل للطّفل

1- أن يقوم الطفل بإنجاز مهامّه بنفسه وليس من قِبل المدّرس الخصوصي

إنّ تعيين مدرس خصوصي للطفل يرعى شؤونه الدّراسيّة فيقوم بتحضير الواجبات المدرسيّة بدلاً عن الطّفل لمساعدته من أجل الحصول على كامل الدرجات المخصّصة لأعمال التّلميذ وواجباته لا يعدو كونه استراتيجيّة فاشلة في رفع مستوى الأداء الأكاديمي للطّفل. من الشّروط الهامّة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار المدرّس الخصوصي هي قيام المدرّس بالمحافظة على المهارات التفاعليّة للطفل وتعزيز قدرته على أداء المهامّ الدراسيّة بمفرده، وعدم تنمية الشخصيّة الاتّكاليّة حمايةً للطفل من عواقب ذلك في الوقت الحاضر والمستقبل. فمهمّة المدرّس هي تعزيز إمكانيات الطّفل التي تُساعده على إنجاز مهامه وواجباته بنجاح وليس تقديم الحلول الجاهزة لتلك الواجبات!

  • تأكّدْ أنّ طفلك يعتمد على نفسه في أداء واجباته وإنجاز مهامّه الدراسيّة.
  • قمْ باختبار المهارات المعرفيّة والدّراسيّة لطفلك بشكل دوري للتأكّد من أنّ المدرس الخصوصي يقوم بعمله بشكل جيّد.
  • ابق على تواصل مع معلّم الصّف لأخذ تقرير حول أداء طفلك الدّراسي داخل الفصل.

2- تقوية مكامن الضّعف والنّقص لدى الطّفل الشرط الأهم لتعيين مدرس خصوصي.

لأنّ أبرز الأسباب الّتي تدفع الآباء لتعيين مدرس خصوصي لطفلهم تكمن في إدراكهم أنّ لديه ضعفاً في الأداء الأكاديمي ونقصاً في الموارد القادمة من المدرسة. غير أن عدم اهتمام المدرّس الخصوصي بتقوية ذلك الضّعف وتعزيز المهارات المعرفيّة للطفل لملء ذلك النّقص وسعيه لحصول الطّفل على علامة تقدير كاملة، وحصوله بالتالي على رضى الأبوين ظنّاً منهم أنّ طفلهم يحصل على أفضل تعليم منزلي، هو قمّة الفشل التعليمي والتربوي بعينه!

إنّ قيام المدّرس الخصوصي بتعليم الطّفل وفق أساليب تعليميّة تعتمد على الحفظ الخالي من الفهم أو عن طريق طرح الأسئلة المتكررة ذات الإجابات الموحّدة، وبخاصّة في عمليّة تعليم أطفال المرحلة الابتدائية الذين هم في طور التأسيس، تُعدّ خيانة المدّرس لمهنته، لذلك قد تجد أن طفلك يذهب واثقاً بنفسه ويجيب على كافّة مسائل اختبار الرّياضيات بشكل آلي دون أن يدرك الحلول ويفهم أسبابها بشكل جيّد!

إنّ بذل المدّرس الجهد للبحث عن مكامن الضّعف لدى الطفل والعمل على تعزيزها لتأسيس مهارات دراسيّة ومعرفيّة بشكل إيجابي لديه من أجل البناء عليها لاحقاً هي أحد الشروط الهامّة والأساسيّة الّتي على الآباء أخذها بعين الاعتبار عند اختيار المدرّس الخصوصي لأطفالهم.

  • تأكّدْ أن طفلك يفهم جيّداً ما يتعلّمه من المدرّس الخصوصي.
  • أجرِ بعض الاختبارات لطفلك للتأكّد من تحسّن مهاراته المعرفيّة والدّراسيّة.
  • تفقّد كتب أطفالك دوماً لمعرفة ومتابعة ما يعلّمه المدرّس الخصوصي لأطفالك.

3- قيام المدرّس الخصوصي بتعزيز الجانب النّفسي للطفل

في حال كان طفلك يعاني داخل الفصل الدّراسي من الانطواء، الخجل، القلق، أو عدم الثّقة بالنفس … وهذا ما سبّب له ضعفاً في الأداء الدراسي، يمكنك أن تقوم بتعيين مدرس خصوصي له لتحسين أدائه داخل الفصل وتعزيز مهاراته الدّراسيّة، ولكن! في حال إهمال المدرّس للجانب النفسي للطّفل وعدم تعزيز مشاعر الثقة والشّجاعة لديه لتخفيف كافة مشاعر القلق والخوف، فقد تعود جلسات التعليم المنزلي بالضّرر على الطفل. فطفلك في النهاية لا غنى له عن التّعليم المدرسي، وعدم تحسين الجانب النفسي لديه للاندماج والتّفاعل داخل الفصل يعني أنّ اعتماد الطفل أصبح على ما يتعلّمه في المنزل فقط وبالتالي فإن طفلك سيصبح متكّلاً، انطوائياً، غيرَ واثقٍ بنفسه وبمهاراته!

من مهامّ المدرّس الخصوصي التي لا يجب إغفالها هي تعزيز الجانب الشّعوري والنّفسي للطفل لتخفيف كافّة مشاعر القلق والخوف لديه وتعزيز قدرته التّفاعليّة ورفع ثقته بنفسه وتقديره لذاته، ولعلّ تلك المهمّة لا تقع على عاتق المدرّس فحسب بل تكون بالتعاون مع الأبوين للبحث في الوسائل الأفضل لتنميّة عقليّة مرنة وتفاعليّة وشخصّية واثقة وشجاعة لدى الطّفل.

  • تشاركْ مع المدرّس الخصوصي في تعزيز الجانب النّفسي لطفلك.
  • قم بإجراء حوار بنّاء مع طفلك من وقت لآخر حول المدرسة للتأكّد من أنّ إزالة مخاوفه الدّراسيّة تسير بالشكل المطلوب.

4- توافق الأسلوب التّعليمي المتّبع من قبل المدرّس الخصوصي مع شخصيّة الطّفل

في عمليّة البحث والتحرّي عن الأساليب التّعليمية، قد تجد العديد من الأساليب، حيث يميل بعض الأطفال الأصغر سنّاً إلى الأساليب التّعليمية التي تعتمد على التّحدي والمُنافسة، وينجح بعضُهم في التعلّم والتّفاعل عن طريق الألعاب التّعليمية المحفّزة، كما يرغب البعضُ الآخر في أسلوبٍ تعليميٍّ يربط المعلومات النظريّة بالواقع الملموس..

وبالتالي يتوجّب على المدرّس الخصوصي البحث عن الأسلوب التّعليمي الأفضل الّذي يتناسب بشكل إيجابي مع شخصيّة الطّفل وعقليّته بهدف تحسين الأداء الأكاديمي للطفل من جهة، ولتعزيز الجانب النّفسي والقدرة التفاعليّة لدى الطّفل من جهةٍ أخرى. ولا شكّ أنّ لا أحدَ يدركُ شخصيّة الطّفل كوالديه، وبالتّالي لابدّ لهم من التّواصل الدّائم مع مدرّس طفلهم الخصوصي لمنحه المعلومات الكافية حول جوانب شخصيّة الطفل بهدف اتّباع الأسلوب التعليمي المناسب والأفضل.

  • ابق على تواصل دائم مع مدّرس طفلك الخصوصي لاطلاعه على شخصيّة الطّفل.
  • أخبرْ مدرّس طفلك الخصوصي عن الأساليب التي يمكن من خلالها جذب الطّفل والاستحواذ على اهتمامه.
  • ومن النّصائح الّتي يمكن تقديمها للمدّرسين هي العمل على اتّباع أساليب تعليميّة متعدّدة في البداية، ولاحقاً يمكن اختيار الأسلوب الأنسب

إقرأ أيضاً: مخاوف العودة إلى المدرسة عند الأطفال: 5 طرق فعّالة لإزالتها

إقرأ أيضاً: 4 عادات يتّبعها التّلاميذ المُتفوقين دراسيّاً! كيفَ تُساعد طفلك على التّميُّز في المدرسة؟

إقرأ أيضاً: دليلُك لمدح أطفالك: 5 نصائح لمدح الطفل والإشادة به بطريقة صحيّة وفعّالة

هل ترى أنّ المقال مُفيد؟

هل تعيّن مدرّس خصوصي لأطفالك بشكل دائم؟

وفي حال الإجابة بنعم، ما الأسباب الّتي تدفعكَ للقيام بذلك؟

وما الشّروط الّتي تختار على أساسها المدرّس الخصوصي لأطفالك؟

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق