ما هو التنمر؟ و4 نصائح هامّة لحماية الطّفل من التنمر

نوفمبر 21, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

التنمر

شارك القصة


ما هو التنمر؟ و4 نصائح هامّة لحماية الطّفل من التنمر

إنّ كل سلوك عدواني قد يتعرّض له الطّفل من لفظ يحمل أي نوع من العنصريّة، التهكّم، السُّخريّة أو الانتقاد الجارح بالإضافة إلى الأساليب والسلوكيات العدوانيّة الجسّدية من ضرب أو دفع أو محاولة تخريب المُمتلكات الخاصّة … جميع تلك السّلوكيات العدوانيّة تندرج تحت مُسمّى ” التنمر“.

سنتناول في هذا المقال بدايةً تعريف التنمّر والأسباب النّفسيّة والاجتماعية الّتي قد تدفع الشّخص المُتنمِّر لاتباع سلوكيات خاطئة تحمل العدوانيّة وأساليب غير سويّة في التعامل مع الآخرين، كما سنقدّم بعض الإرشادات المُوجّهة للآباء لمعرفة فيما إذا كان طفلهم قد تعرّض للتنمر أم لا، وبعد ذلك سنضع في متناولكم أربع نصائح هامّة وفعّالة لحماية وتحصين الطّفل ضد كافّة سلوكيات التنمر.

ما هو التنمر؟

سلوكٌ عدوانيٌ يحملُ في طيّاته نوعاً من التسلّط وفرض السّيطرة ممزوجاً بمشاعر الغيرة والكره يتّبعه شخص قوي ضد شخص أضعف، قد يكون ذلك السّلوك عبارة عن ألفاظ جارحة يندرج فيها كلاً من (التنابذ بالألقاب ،التهكُّم، الإهانة اللفظيّة، السُّخرية من الصّفات الجسديّة والطّباع الفردية، النقد الهدّام لإضعاف العزيمة … ) كما يظهر التنمر بصيغة أكثر خطورةً تتجاوز التلفُّظ بعبارات السّخرية والتهكُّم وتتطوّر إلى أفعال واعتداءات جسديّة وماديّة كالضّرب، اللّكم، الدّفع، محاولة الإيذاء الجسدي أو تخريب الممتلكات الخاصّة …

ما الأسباب التي تدفع الشّخص المُتنمِّر لاتّباع سلوكيّات التنمر مع الآخرين؟

الأسباب التي تدفع الشّخص المُتنمِّر لاتّباع سلوكيّات التّنمٌّر
تربية ذكية
شخصية قوية

تتعدّد الأسباب وتتنوّع بتنوُّع طباع الأشخاص المُتنمِّرين وسماتهم وطباعهم والمشاكل النّفسية التي يعانون منها، بالإضافة إلى عوامل التّربية والبيئة المُحيطة وغيرها من الأسباب الاجتماعية والعوامل التي تدفع شخص لاتباع سلوكيات عدوانيّة مع الآخرين وخاصّة سلوكيات التنمر ضدّ الأشخاص الآخرين، سنُلخّص أهمّ تلك الأسباب فيما يلي:

1- الشُّعور بالنّقص:

عادةً ما تدفع مشاعر الضّعف والنّقص الطّفل المتنمّر إلى اتّباع سلوكيّات التنمر مع الأطفال الآخرين لإكمال ذلك النقص كعدم القدرة على التفّوق الدّراسي، الشُّعور بالعجز تجاه إنجاز المهامّ الصعبة …  ما يدفع الطّفل المُتنمِّر إلى التّصرف بعدوانيّة وتسلّط على الأطفال الآخرين للتّغطية على مكامن النّقص والضُّعف لديه.

2- الأساليب التربويّة الخاطئة:

لا يُولد الطّفل متنمراً!، فلا يمكن أن تكون سلوكيّات الطّفل المُتنمِّر ناتجةً عن سمات وطباع فطريّة، بل هي حتماً سلوكياّت مُكتسبة نتيجة أساليب التربية الخاطئة المُتّبعة من قِبل الأبوين في تنشئة ورعاية طفلهم، حيث يعتقد بعض الآباء أنَّ تشجيع الطفل لفرض هيمنتهِ على زملائه وأصدقائه والتسلّط عليهم هو استراتيجية ناجحة في تعزيز الثّقة بالنّفس وقوّة الشّخصية لدى الطفل!

3- الفراغ العائلي:

تُسبّب بعض المشاكل العائليّة التي قد تنشأ في المنزل (الطلاق، نزاع بين أفراد الأسرة، إهمال الأبوين لأطفالهم … ) محاولة الطّفل الهروب من الوضع  العائلي الصّعب فيسعى لمَلء الفراغ الذي يعيشهُ من خلال اتّباع سلوكيّات عدوانيّة وفرض شخصيّته خارج المنزل حيثُ غالباً ما تكون شخصية الطفل المُتنمّر غائبة في منزله.

4- الحسد والغيرة:

تُعد مشاعر الحسد والغيرة إحدى الأسباب والعوامل الأساسيّة الّتي تدفع الطّفل المُتنمِّر لاتّباع سلوكيّات عدوانيّة تحمل الضّغينة والغيرة السّلبية ضد طفل آخر يتفوّق عليه في المهارات أو التّحصيل الدّراسي.

5- ضعف الضّحيّة:

من الأسباب الثّانوية التي تدفع الطّفل المتنمر للمُبالغة والتّمادي في تصرّفاته وسلوكيّاته العدوانية هي عدم إبداء أي ردّة فعل رادعة من قِبل ضحيّته كإبلاغ شخص مسؤول أو محاولة الدّفاع عن النّفس بطرق صحيّة وعقلانية.

6- الرّدع بالمثل:

على عكس الضّعف وعدم إبداء أي ردّة فعل تجاه المُتنمِّر، فإنَّ محاولات الرّدع بنفس أسلوب المُتنمّر (ردّ الإهانة بالإهانة)، (ردع الضّرب بالضّرب) يستفز ويُحفّز المُتنمِّر للتّمادي في عدوانيته.

كيفَ أعلم فيما إذا كانَ طفلي يتعرّض للتّنمر أم لا؟

في الكثير من الأحيان، يتردّد الطّفل في إخبار والديه في حال تعرّض للتّنمُّر نتيجة الخوف أو بسبب الانصياع لتهديدات المُتنمِّر والاستسلام التّام لسُلطتهِ وسيطرتهِ، من واجبنا كآباء أنْ نحميَ أطفالنا في حال تعرّضوا لأيّ سلوكٍ عدوانيٍّ كهذا، ولكن كيف يمكن أنْ نعلم فيما إذا كان الطّفل يتعرّض فعلاً للتَّنمُّر أم لا؟

بعض الأعراض والآثار التي قد تُوحي أو تؤكّد أنَّ الطفل يتعرّض بالفعل للتَّنمُّر

فيما يلي بعض الأعراض والآثار التي قد تُوحي أو تؤكّد أنَّ الطفل يتعرّض بالفعل للتَّنمُّر:

  • آثار جسديّة واضحة (جروح، كدمات …).
  • عدم الرّغبة في الذّهاب إلى مكان مُعيّن (كالمدرسة) أو لقاء شخص مُعيّن.
  • الشّعور بالوحدة أو انعزال الطّفل وانطوائه على نفسه.
  • محاولة الطّفل اتّباع أساليب التسلّط والسّيطرة على أخوته.
  • التّراجع في التّحصيل العلميّ والمعرفيّ.
  • ضعف ثقة الطّفل بنفسه وتقديره لذاته والاشتكاء من بعض السّمات الجسديّة (البُهاق، قصر القامة، السُّمنة …).

4 نصائح لحماية الطّفل من التعرّض للتّنمُّر

4 نصائح لحماية الطّفل من التعرّض للتّنمُّر

1- ابقَ على تواصل مع طفلك:

إنّ البقاء على تواصل دائم مع أطفالنا يمنحهُم شعوراً بالأمان والثّقة يدفعهُم دوماً لإطلاعنا على كلّ ما قد يتعرّضون له وخاصّة تلك المواقف السّلبية ومنها سلوكيّات التنمر العدوانيّة، لذلكَ فإنّ الاهتمام بالطّفل بشكل كافي والتّواصل الدّائم معهُ يعدّ استراتيجيّة دفاع هامّة ضدّ أي اعتداء أو سُلوك عدوانيّ مُحتمَل، بالإضافة إلى أنَّ منح الطّفل الفُرصة دوماً للتّعبير عن عواطفه وآرائه يعطي فرصة هامَّة لأبويه في كشف أيّ مشاكل نفسيّة قد يتعرّض لها الطفل نتيجة سلوكيّات عدوانيّة تُشَن ضدَّه خارج المنزل دونَ علم الأبوين، فعلى سبيل المثال، اطرحْ على طفلك بعض الأسئلة بشكل دوري بعد عودته من المدرسة أو الملعب أو أي مكانٍ يسمح للأشخاص المُتنمِّرين بممارسة سلوكيّاتهم العدوانيّة، أسئلة من قبيل :

كيفَ كان يومُك؟

هل سارَ كل شيء كما يُرضيك؟

هل حصلت أيّ مواقف أزعجتكَ؟

هل حاول أحدُهم إيذائك بشكل لفظي أو جسدي؟

2- احتضنْ طفلك:

لسوء الحظ، يلعبُ الأبوان في بعض الأحيان دوراً سلبياً في حماية طفلهم الذي تعرّض فعلاً للتّنمُّر من خلال اتّباع سلوكيّات خاطئة من مُحاسبة أو عِقاب، فبدلاً من مُحاسبة الجاني يقومون بالإجهاز على الضحيّة!

كثيراً ما تتردّد على مسامِعنا عبارات توبيخ من أب لطفلهِ الذي تعرّض للاعتداء بالضّرب من قِبل طفل آخر من قبيل

” لماذا لم تقمْ بضربه؟! “،” كيف تسمح لنفسك بهذه الإهانة الكبيرة؟! “، وقد يتطوّر أسلوب المُحاسبة إلى حدّ العِقاب بالضّرب والإيذاء الجسدي، ما يدفع الطّفل لاحقاً إلى إخفاء كافّة المواقف السلبية والمُشكلات التي قد يتعرّض لها كالتنمر، ليس خوفاً من المّتنمِّر بل من المُعتدي الآخر!

للأسف قد يفتقد بعض الآباء للثّقافة الصّحية في حماية أطفالهم واحتضانهم وتحصينهم ضدّ العوامل الخارجية، إليكم بعض النّصائح الصّحيّة الهامّة:

  • لتحمي أطفالَك، احتضنهم وكنْ عوناً لهم.
  • عالجْ المواقف السّلبية التي يتعرّض لها أطفالك بوعي وحكمة.
  • لا تداوي طفلك المكسور بكسره من جديد!
  • لا تحاسب الضحية!
  • كُنْ ملاذاً وملجأً آمناً لأطفالك.

3- حصّنْ طفلَك جيّداً

قد يتعرّض الطّفل لسلوكيّات وممارسات عدائية من شخص مُتنمِّر غيرَ مدركٍ أنّ ما يتعرّض له ما هو إلّا سلوك عدوانيّ يستوجب التحرّك والقيام بالإجراءات الرادعة اللازمة والمُناسبة، حصّن طفلكَ جيّداً وجهّزه للدّفاع عن نفسه من خلال تنمية مهاراته وتعزيزها في مواجهة أي اعتداء أو سلوك عدواني قد يُمارَس عليه كالدّفاع عن النّفس بأسلوب آمن وصحّي وإيقاف الشّخص المُّتنمِّر عن ممارسة عدوانيّته من خلال ردعهِ بالطُّرق العقلانيّة والصحيّة، مع الحرص على عدم الانجرار لردّات فعل عنيفة وطائشة قد تكون سبباً في تفاقُم المُشكلة ومبرراً للمُتنمِّر للإسفاف والمُبالغة في عدوانيّته.

قدّمْ لطفلك بعض الإرشادات المدروسة والنّصائح الإيجابيّة لتعزيز مهاراته في معالجة مواقف سلبية كتعرّضه لمُمارسات عدوانيّة من شخص مُتنمِّر وشجّعهُ لمعالجة الموقف بحكمة ووعي:

  • ابقَ هادئاً ومُتحكّماً بأعصابك ومُسيطراً على ردّات فعلك.
  • لا تحاولْ استفزاز الشّخص المُتنمِّر.
  • لا تتّبعْ أسلوب المُتنمِّر للدّفاع عن نفسك.
  • لا تقابلْ الإساءة والإهانة بالمِثل.
  • لا تكنْ ضعيفاً ومُستسلماً.
  • استعنْ بشخصٍ واعٍ وحكيم لحلّ المُشكلة.
  • قدّم شكوى للأشخاص المسؤولين وأصحاب القرار (كالمُدير في حال تعرُّض طفلكَ للتَّنمُّر من قبل زملاء المدرسة).
  • قمْ بإخبار أحد والديك أو كلاهما لإطلاعهم على ما جرى لاتّخاذ إجراءات المُحاسبة والرّدع المُناسبة.

4- عزّز ثقة طفلكَ بنفسه وتقديره لذاته

قد ينصاع الطّفل ضعيفَ الشّخصيّة الّذي يتعرّض لسلوكيّات التنمر مُستسلماً لاعتداءات الشّخص المُتنمِّر، حيثُ يُمنح المّتنمِّر تبريرات لسلوكيّاته العدوانيّة وخاصّة الإهانات اللّفظية الجارحة بما يتضمّن التّوصيف الجسدي الممزوج بالتهكّم والسُّخرية مُعتقداً الطّفل أنَّ سُمنتهُ أو قِصرَ قامتِه أو أيَّ صفةٍ جسديّةٍ أخرى مدعاةً للسُّخرية والتّهكُّم ومُبرِّراً للمُّتنمِّرين في إطلاق عِنان عدوانيّتهم وتوصيفهم المُهين والجّارح! ، وبهذا نكون قد وصلنا إلى أخطر الآثار السّلبية المُترتّبة عن سلوكيّات التنمر العدوانيّة وهي إضعاف ثقة الطّفل بنفسهِ وتقديرهِ لذاته ما يؤثّر بشكل سلبي على كافّة مناحي حياته الاجتماعيّة والأسريّة والدّراسية من خلال خلق مكامن ضعف ونقص تُعيق تنمية مهاراته وتعزيز عقليّة صحيّة ومرنة وشخصيّة قويّة ومُستقلة، قدّم بعض النصائح الهامّة لأطفالك من خلال ترديد العبارات الإيجابيّة والبنّاءة لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم لمواجهة أي مُمارسات تنمُّر عدوانية، سنقدّم لكم بعضاً من تلك العبارات، كما ينصح بالرجوع إلى مقال : “تقدير الذات عند الأطفال: سبع استراتيجيات فعّالة لمساعدة الطفل” في موقع دروب عن طريق الضغط هنا.

  • لا تُرشَق بالحجارة إلا الشّجرة المُثمرة.
  • كلٌ إناءٍ ينضحُ بما فيه.
  • لا يتعرّض للتَّنمُّر سوى الشّخص النّاجح والمُتميِّز.
  • صورتُكَ الخارجية هي مرآةٌ لروحك الطّيبة وأخلاقك الحسنة.
  • هيأتُك المُختلفة تجعلكَ مُميّزاً لا منبوذاً.
  • لا تسمحْ لشخصٍ ضعيفٍ أن يحطَّ من عزيمتكَ وسعيكَ نحوَ النّجاح والتألّق.
  • يُعرف الشّخصُ من طِباعِه وأفعالهِ وسماته الداخليّة لا من صفاته الخارجيّة.

إقرأ أيضا: أهمية النشاطات الرياضة للأطفال: 5 أسباب توضح أهميّة الرّياضة في حياة الطفل

إقرأ أيضا: الخوف من الفشل 8 استراتيجيات لمساعدة الطفل على التغلّب عليه

إقرأ أيضا: مقارنة الطفل نفسه بالآخرين: 4 نصائح لمساعدة الطفل على بناء شخصيّة مستقلّة

بعد قراءة المقال، هل تعتقد أنّ طفلك يتعرّض للتّنمُّر؟

هل ترى أسباب أخرى تدفع المُتنمِّر لممارسة سلوكيّات كهذه؟

وفي حال تعرّض طفلك للتنمّر ما النّصائح التي تراها مُفيدة وفعّالة لحمايته؟


0 تعليق

إرسال تعليق