دليلُك لمدح الطفل: 5 نصائح لمدح الطفل والإشادة به بطريقة صحيّة وفعّالة

ديسمبر 19, 2021 | العقليّة الناميّة, دروب الحياة | 0 تعليقات

دليلُك لمدح أطفالك: 5 نصائح لمدح الطفل والإشادة به بطريقة صحيّة وفعّالة

شارك القصة


دليلُك لمدح أطفالك: 5 نصائح لمدح  الطفل والإشادة به بطريقة صحيّة وفعّالة

يعتقد الآباء أنّ مدحهم لأطفالهم بكثرة يزيد من ثقة الطفل بنفسه ويمنحه الحافز والتشجيع للتقدّم والنجاح وتحقيق الإنجازات العظيمة، ولكن قد يكون لذلك المدح نتائج مُعاكسة تماماً، فتسبب للطفل عائقاً يمنعه من التطوّر، فالمبالغة في مديح الطفل إلى حد تعظيمه تنمّي لديه عقلية نمو غير صحيّة بقناعات خاطئة حول السبل الحقيقية للوصول إلى النجاح والتميّز، بالإضافة إلى أنّ الطفل قد يرى في المديح غير الصادق إعلان صريح للفشل، و قد يكون للمدح آثار سلبية على تعزيز الجانب العاطفي للطفل حين يربط الأبوان مدحهم لطفلهم بمقدار المحبة والاهتمام التي يمنحونه إيّاها، فبدلاً من سعي الطفل لتحقيق النجاح وكسب المزيد من الإشادة والمحبة، سيبات خائفاً من خسارة محبّة واهتمام والديه! سنستعرض في هذا المقال أهم النصائح المُقدّمة للأبوين في مدح أطفالهم بأسلوب صحي وفعّال وآمن.

خمس نصائح لمدح الطفل والإشادة به بطريقة فعّالة وصحيّة

دليلُك لمدح أطفالك: 5 نصائح لمدح
الطفل والإشادة به بطريقة صحيّة وفعّالة

1- امدحْ الجّهد بدلاً من السّمات

قد يظنّ بعض الآباء أنّ مدح الطفل بمعدّل ذكائه المُرتفع والإشادة بمقدراته الذّهنية والفكرية العالية هو سلوك صحّي وسليم يدعم الطفل ويحفّزه للحفاظ على ذكائه ومقدراته الفكرية، ولكن في حال حصل طفلك على درجة تقدير مُنخفضة في أحد الاختبارات هل سيظنّ أنّه أصبح غبيّاً!، المقصد من العبرة أنّ مدح الطفل بمقدرات ثابتة ومواهب وسمات فردية لا يعدو كونه استراتيجية خاطئة في تربية الطفل، فمدح الطفل يجب أن يتركّز على  الجهد والمثابرة المتغيّرة التي يبذلها الطفل والإنجازات التي يحققها نتيجة ذلك الجهد، فالطفل سيعي جيداً أنّ أداءه المنخفض في أي اختبار أو تحدٍ هو بسبب عدم بذله الجهد الكافي لتحقيق النجاح المطلوب، ما يشكّل لديه الحافز الحقيقي والصحّي للوصول الى النجاح من خلال مضاعفه الجهود، وفي النهاية كسب مديح صادق وصحي من الأبوين.

في حال نجاح طفلك بأي اختبار بدرجه تقدير مرتفعة، احرصْ على مدح طفلك بطريقة سليمة من قبيل “أحسنت لقد بذلت جهداً كافياً، وهذا النجاح هو ثمرة جهدك وتعبك” بدلاً من “هذا رائع، لم أشكّ في ذلك، فأنتَ طفل ذكي جداً!”

2- لا تُبالغْ في مدح الطفل

كالكثير من السلوكيات الإيجابية التي قد ينتج عنها آثار عكسية عند المُبالغة فيها والإفراط في ممارستها، فإنّ مبالغتك في مدح طفلك إلى حدّ تعظيمه سيكون له آثار سلبية على بناء وتعزيز عقلية نمو مرنة وصحية لدى الطفل، فيصبح الطفل غير قادر على تثمين إنجازاته وتقدير جهده بالشكل المطلوب، لأنه سيعتاد على سماع الّثناء والمديح طوال الوقت! ما يقلّل من الحماس والاندفاع لديه نحو التطوّر وتنمية المهارات و تحسين الأداء، بالإضافة إلى خلق مشاعر التكبّر والغرور لدى الطفل التي قد يعتقد بأنها شعور مثالي يتجلّى بالثقة بالنفس، احرصْ على مدح طفلك باعتدال بعيداً عن المبالغة والمغالاة لتضمن بناء وتعزيز شخصية متوازنة لدى طفلك من أجل مواجهة كافّة التحديات واختبار كافّة الظروف بواقعية وبعقلية نمو تتسّم بالمرونة والوعي، بالإضافة إلى تعزيز مهاراته الاجتماعية في التواصل مع الاخرين على أساس التواضع والتعامل اللطيف بعيداً عن التعجرف والغرور، فبدلاً من مدح الطفل بقول مثل “أنت طفل لا مثيل له في العالم !”  يمكنك استبدال ذلك بقول أكثر صحّة من قبيل “أنت من الاطفال الرائعين في هذا العالم”

3- اجعلْ مدح الطفل مُحدّداً

لكي يكونَ مدحك لطفلك فعّالاً وإيجابيّاً، احرصْ على جعلهِ مُحددّاً وخاصّاً، بحيث يعي طفلك جيداً التصرّفات والسلوكيات التي تستحق الثناء والمديح على وجه التّحديد، فالطفل بطبيعته قويّ الملاحظة ويميل للغوص في التفاصيل، فإذا أردّت مدح طفلك على قيامه بسلوك إيجابي أو تحقيقه لنجاح مُعيّن، لا تمدحْ ذلك بطريقة عامّة وشاملة، بل خصّص مديحك بشكل مُحدّد للنقاط الهامّة التي تود التركيز عليها والتي ترغب في تعزيزها لدى طفلك، فعلى سبيل المثال، إذا قام طفلك بترتيب غرفته وأردّت مدحه على ذلك، بدلاً من الإشادة بما قام به بقول “أحسنتَ صُنعاً، إنّه عمل رائع!” يمكنك استبدال ذلك بقول أكثر تخصيصاً من قبيل “أحسنت، لقد رتّبت سريك بشكل جيّد، ووضّبت ملابسك بطريقة مرتبة” سيدرك طفلك حينها أنّك مُقدّر فعلاً لما قام به وسيواظب على تكرار ذلك.

4- كنْ صادقاً في مدح الطفل

قد نعتقد كآباء أنّ مدحنا لأطفالنا في حال لم يحققوا النجاح المرجو يعطيهم الدافع والعزيمة لتطوير إمكانياتهم وتحسين أدائهم!، ولكن في حال اعتاد طفلك على المديح والثناء في جميع الحالات، كيف سيُقدّر لاحقاً مديحك المرتبط بنجاحه الحقيقي؟، بالإضافة إلى أنّ الأطفال الأكثر وعياً ينظرون إلى الثناء غير الصادق على النجاح على أنّه إعلان صريح للفشل!

احرص دائماً على جعل مدحك لطفلك ولإنجازات وسلوكياته الإيجابية شفّافاً وموضوعيّاً، ففي حال حصل طفلك على تقدير منخفض في الاختبار، عليه أن يعي جيّداً معنى الفشل لكي يشعر لاحقاً ويدرك ببذل المزيد من الجهد معنى النجاح الحقيقي، بعيداً عن المديح والثناء الكاذب الذي لا يُرجى منهُ نفعاً، بل على العكس، سيكون له آثار سلبية على تعزيز عقلية صحيّة للطفل بحيث يعتقد بأن المديح هو استراتيجية فعّالة للتستّر على عدم الكفاءة أو ضعف الأداء، ما يقلّل من عزيمة الطفل ودوافعه نحو تطوير مهاراته وتحسين أدائه ببذل المزيد من الجهد والتعب من أجل تحقيق نجاح حقيقي وكامل غير منقوص وبالتالي الحصول على كلمة مديح صادقة من الأبوين بعيداً عن المُغالاة.

5- لا تجعلْ مدح الطفل عاطفيّاً

إن الهدف الحقيقي والأسمى من مدح الطفل والثناء عليه هو زرع العزم والدوافع الإيجابية بداخله من أجل التطوّر والتقدّم بالإضافة إلى تقدير جهده وتعبه في سبيل تحقيقه للنجاح، ولكن في حال كان مدحك لطفلك عاطفياً، أي مشروطاً بمزيد من الاهتمام والمحبّة، سيتم نسف كل تلك الأهداف ولن يأتي المديح أُكلهُ في تعزيز الدوافع القويّة لدى الطفل للانطلاق نحو تحقيق النجاحات بعيداً عن الخوف أو القلق من خسارة اهتمام ومحبّة أبويه، فمحبّتك لطفلك هو كنز لن يرضَ طفلك أن ينضب أو حتى ينقص!، فحين يكون مدحك لطفلك مرتبطاً بعاطفتك تجاهه سيزرع ذلك الخوف والقلق بداخله تجاه خسارة محبتك له، وبدلاً من انشغاله بتحدي ذاته والعمل على تطوير مهاراته، سيصبح في حالة خوف وقلق دائم من خسارة اهتمامك به.

شجّع طفلك دائماً وأشِدْ بإنجازاته مع التأكيد على أن محبتك لطفلك غير مرتبطة بنجاحه أو فشله، ففي حال أحرزَ طفلك نجاحاً في أحد اختباراته المدرسيّة، بدلاً من مدحه بقول مثل “أحسنت، الآن أنا أُحبك أكثر!” يمكن استبدال ذلك بقول أكثر إيجابية وصحّة من قبيل “أحسنت، لاشكّ أنّك بذلت جهداً كبيراً لتحقيق ذلك”

يمكنك أيضا الاطلاع على:

يمكنك أيضا الاطلاع على:

يمكنك أيضا الاطلاع على:

هل يميّز الطفل المدحَ الزّائفَ من الحقيقيّ؟ وهل يمكن أن يكون المديح مُضرّاً في بعض الأحيان؟! شاركنا رأيك في الأسفل

تذّكر أن البيئة السليمة المحيطة بأبنائك لها دور حاسم في تربية أطفالك فلذلك إذا أعجبك المقال يرجى مشاركته مع أقاربك وأصدقائك لتعم الفائدة على الجميع.

كما يمكنك تنزيل المقال بصيغية PDF وقرائته لاحقاً من خلال الضغط على زر تنزيل


0 تعليق

إرسال تعليق